أكدت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تتوقع موافقة السعودية علنا على تحالف دفاعي مشترك تسعى الإدارة الأمريكية إلى إعلانه ليضم تل أبيب وعدة دول عربية خلال زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة الشهر المقبل.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أنه بعد الزيارة المخططة لبايدن إلى الشرق الأوسط، هناك بعض الزخم في التحركات الأمريكية في المنطقة.
وأشارت إلى أنه من ناحية وبوساطة أوروبية قوية أصبح الاستئناف الوشيك للمحادثات النووية بين إيران والقوى العظمى وشيكاً.
ومن ناحية أخرى تكثف الولايات المتحدة جهودها لإنشاء نظام دفاع إقليمي يضم إسرائيل وبعض الدول العربية “الصديقة” ويركز على التعامل مع الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية.
جاء الإعلان عن استئناف المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي في طهران السبت الماضي، خلال اجتماع بين وزراء خارجية إيران والاتحاد الأوروبي، وسيُعقد الاجتماع الأول بين ممثلي إيران والقوى في قطر.
إذ ظلت المحادثات متوقفة خلال الشهرين الماضيين، سواء بشأن إصرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مطالبة إيران بمزيد من الإيضاحات بشأن “القضايا المفتوحة” (أدلة على وجود مواقع لتخصيب اليورانيوم).
ولأن إدارة بايدن رفضت إزالة الحرس الثوري من العقوبات الأمريكية، وافتخر المستوى السياسي في إسرائيل بالتأثير على الإدارة الأمريكية في القضية الثانية.
تم تجديد المحادثات بمبادرة أوروبية، ولا تزال إسرائيل تعتقد أن مساحة المرونة الأمريكية في المحادثات النووية ليست كبيرة.
أيضاً لأن الإدارة الأمريكية تركز على التحضير لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وأنها تخشى ارتكاب الأخطاء، لكن في المحادثات التمهيدية ظهرت أفكار مختلفة للتسوية في المفاوضات، بما في ذلك رفع العقوبات الأخرى عن إيران كتعويض، واتفاق تزيد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من رقابتها مقابل إغلاق القضايا المفتوحة.
في إسرائيل هناك خلافات في الرأي حول فوائد العودة إلى الاتفاق النووي، وتمسك رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالي بينت، بمعارضة الاتفاقية بعد سياسات سلفه بنيامين نتنياهو (وإن كان ذلك بنبرة أكثر تحفظاً) من ناحية أخرى لدى شعبة الاستخبارات في “الجيش الإسرائيلي” مقاربة تدعي أن توقيع اتفاقية سيكون الخيار الأقل سوءاً في الظروف التي نشأت.
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قبل يومين عن اجتماع سري عقد في شرم الشيخ في سيناء في مارس الماضي، وشارك فيه بمبادرة أمريكية رئيس الأركان أفيف كوخافي، وقائد الجيش السعودي فياض بن حمد الرويلي.
إلى جانب كبار ضباط جيوش مصر والأردن وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وذلك في مواجهة التهديد الذي تمثله إيران.
وتم عقد الاجتماع بعد أسابيع قليلة من اعتراض مقاتلات أمريكية طائرتين إيرانيتين بدون طيار فوق الأراضي العراقية كانتا في طريقهما على ما يبدو لمهاجمة الأراضي الإسرائيلية.
وكما ورد في صحيفة هآرتس تأمل الإدارة في الاستفادة من زيارة بايدن للمنطقة للإعلان العام عن الإطلاق الرسمي لتحالف الدفاع الإقليمي، في السيناريو الأكثر تفاؤلاً ستوافق المملكة العربية السعودية أيضاً على الانضمام إلى المشروع علانية.
من الناحية العملية كما يتضح من الحادث الذي وقع في أجواء العراق، فهناك بالفعل تعاون واسع النطاق بين دول المنطقة والأمريكيين.
والذي يشمل نقل المعلومات الاستخبارية والربط بين الرادارات وتشغيل وسائل الاعتراض (اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة)، ومع ذلك فمن المفهوم أن الإعلان الرسمي عن هذا التحالف سيعطيه دفعة كبيرة وسيعتبر إنجازاً أمريكياً.
وبحسب الصحيفة فإن الهدف الرئيس لبايدن من زيارة المنطقة هو المصالحة مع السعودية، والتي تحتاجها الولايات المتحدة بشكل أساسي لزيادة إنتاج النفط وتقليل الأضرار الناجمة عن أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.