كشفت مجلة ذي إيكونوميست (Economist) الإنجليزية عن تورط أمراء سعوديون بتهريب المخدرات من سوريا من أجل بيعها في المملكة ودول الخليج.
وقالت المجلة إن “بعض الأمراء السعوديون يستخدمون طائراتهم الخاصة لتهريب حبوب المخدرات التي يصل هامش ربحها 50 ضعف عن تكلفتها في سوريا”.
وذكرت المجلة أن نظام بشار الأسد يستخدم المخدرات كسلاح ضد دول الخليج، وأصبحت وسيلة ضغط للاختيار بين تطبيع العلاقات، أو خيار تدمير الشباب الخليجي.
وأشارت المجلة إلى أنه على الرغم من أن الحكام السعوديين عارضوا النظام في سوريا لعقد من الزمن، إلا أن تجارة حبوب المخدرات تموله.
ونبهت إلى أن سوريا أصبحت المحرك الرئيسي في العالم لتجارة الكبتاغون. ومع انهيار الاقتصاد الرسمي تحت عبء الحرب والعقوبات والحكم المفترس للأسد، أصبحت المخدرات المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في سوريا ومصدرها.
والشهر الماضي نشر “سعودي ليكس” تحقيقا يرصد الأحداث خلال السنوات الماضية، إذ أوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية في (26 تشرين الأول/أكتوبر 2015) أميرا سعوديا وأربعة سعوديين آخرين كانوا برفقته.
وضبطت الأجهزة الأمنية اللبنانية – في أكبر عملية بمطار بيروت الدولي، بحوز الأمير السعودي طنين من الحبوب المخدرة على متن طائرة خاصة.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، كانت الطائرة متجهة إلى الرياض، وعلى متنها كمية ضخمة من حبوب الكبتاغون “ضمن أربعين حقيبة”.
والأمير السعودي هو عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود من العائلة الحاكمة وأصبح يعرف في لبنان بأمير الكبتاغون.
وفي نيسان/ أبريل 2021، أعلنت الرياض إحباط محاولة تهريب 2.4 مليون حبة مخدرات من لبنان، حاول المهربون إيصالها إلى المملكة داخل شحنة رمان.
وآنذاك، قررت السعوديّة منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى أراضيها أو عبرها، بسبب “استغلالها في تهريب مواد مخدّرة إلى المملكة”.
وفي 15 يونيو أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان عن إحباط عملية تهريب 250 ألف حبة كبتاغون إلى السعودية، كانت مخبأة في داخل مضخات مياه كهربائية صغيرة الحجم.
وبحسب مصادر ميدانية جمعها “سعودي ليكس” فإن أمراء من العائلة المالكة متورطون بالتواصل مع شبكات المخدرات في لبنان.
وقالت المصادر إن الجهة المسؤولة عن الاتفاق على كميات الحبوب المخدرة وتحويل الأموال هم أمراء من آل سعود، لكن الذين يقومون بالترويج والبيع هم من عامة الشعب والوافدين.
وكان مصدر سعودي كشف النقاب عن أهداف وصفها بـ”الخبيثة” وراء قرار منع المنتجات اللبنانية من دخول أراضي المملكة السعودية.
وأوضح المصدر لـ”سعودي ليكس” أن القرار السعودي ليس عشوائيا بل مخططا ومدروسا، لافتا إلى أن النظام السعودي طلب من عدة دول تنفيذه.
وذكر أن هناك عدة أهداف وراء القرار الجديد وتتمثل بـ: حصار لبنان سياسيا واقتصاديا تحت مزاعم محاربة وتقويض مكانة حزب الله اللبناني.
وأشار المصدر إلى أن هناك هدفا سعوديا آخرا وراء ذلك، وهو استيراد المنتجات الزراعية من إسرائيل التي تصدرها إلى الإمارات ثم السعودية.
ووافق ذلك، جريدة “الأخبار” اللبنانية التي قالت إن شحنة الرمان التي قالت السعودية إنها ضبطت بداخلها “2.4” مليون حبة مخدرة، ما هي الا ذريعة لتطبق الرياض عبرها حصاراً سياسياً على لبنان.
وأوضحت الجريدة اللبنانية أن “مملكة الخير” قررت ضَرب لبنان بواحد من “امتيازاته” القليلة، وهي صادراته الزراعية المحدودة.
وأضافت: ”الأذى لم يقتصر على منع إدخالها إلى السعودية، بل حتى منع أن تكون أراضيها ممرّاً للبضائع اللبنانية، من الأحد وحتى التاريخ الذي يرضى فيه وليّ العهد محمد بن سلمان عن لبنان، أو يُطلب منه ذلك”.
وتابعت: غيضٌ من فيض حصار سياسي واقتصادي، يهدف إلى تحطيم الهيكل فوق كلّ ساكنيه، بعدما تعذّر على الرياض بتحالفها مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وبقية “الحلفاء” جعل البلد محميّة سياسيّة خالصة لهم.
وتقول “الأخبار” إن السعودية أوحت في بيانها أنها “ناشدت” الجهات اللبنانية وقف عمليات التهريب، من دون الاستجابة لطلبها.
ولكن مصادر دبلوماسية وأمنية أكدت أنّ “أحداً لم يتواصل معها أو يطلب التنسيق. والسعودية لم تُسلّم أي ملفّ يتعلّق بتهريب الكبتاغون”.