دعا ائتلاف “دولة القانون” العراقي إلى إيقاف مشروع منح السعودية أراضي للاستثمار في “بادية العراق”، واعتبره خطوة نحو “استعمار جديد تحت عنوان الاستثمار”.
وقال الائتلاف، الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، في بيان: “إن على الجهات الرسمية إيقاف مشروع منح السعودية أراضي للاستثمار في بادية العراق، (كربلاء، النجف المثنى)”.
واعتبر أن هذه الخطوة لها “تداعيات خطيرة على أمن وسيادة البلاد، فضلاً عن أنه يسهم في الإضرار بمخزون العراق الاستراتيجي من المياه الجوفية”.
وأضاف البيان أن “ائتلاف (دولة القانون) يرى في هذا القرار إثارة الكثير من الشكوك والتساؤلات عن أهداف إصداره في هذا الوقت، لا سيما أن هذا المشروع طرح أكثر من مرة في زمن الحكومات السابقة، ورفض لاعتبارات استراتيجية مائية وأمنية، ولأنه يحمل في طياته الكثير من التجاوز على حقوق العراقيين”.
ووصف الائتلاف هذا المشروع بأنه يُعد خطوة نحو “استعمار جديد تحت عنوان الاستثمار”.
وشدد الائتلاف على ضرورة “إيقاف رخصة المشروع، الذي يمنح السعودية 150 ألف دونم في بادية العراق”، داعياً العشائر العراقية الأصيلة وكل القوى الوطنية إلى “رفض المشروع وإيقافه”.
وتتجه السعودية إلى استثمار مليون هكتار (الهكتار 10 آلاف متر مربع) من الأراضي العراقية؛ بهدف تحويلها إلى حقول ومزارع لتربية الأبقار والماشية والدواجن؛ ليكون بذلك أكبر مشروع استثماري زراعي في العراق على الإطلاق، مستفيدة من تجارب شركاتها مثل “المراعي” وغيرها.
ومن المتوقع أن يُقام المشروع في باديتي محافظتي الأنبار غربي البلاد؛ وصولاً إلى الجنوب في محافظة المثنى، إلا أن بادية محافظة النجف تفصل بينهما.
وتقع الأنبار والمثنى على حدود السعودية الشمالية والشمالية الشرقية مباشرة.
ويجري تداول المشروع في المجلس التنسيقي المشترك بين البلدين، الذي تأسس في أكتوبر 2017، وهو ثمرة جهود حكومة رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، الذي سعى لإيجاد توازن دقيق في العلاقات بين الدول الإقليمية المتنافسة.
وسبق أن لعب نظام آل سعود دورا مشينا في استقرار العراق، والاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد نهاية العام الماضي.
وكتب المحلل السياسي الروسي إيغور سوبوتين في تقرير له نشر عبر صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية أن المراقبين يرون أن نظام آل سعود تصرف بشكل معهود في الاحتجاجات التي تشهدها العراق.
ورأت الصحيفة الروسية أن الاحتجاجات في العراق تحظى باهتمام بالغ من الرياض، مع وجود إشارات متباينة تفيد بمشاركتها في الأزمة التي تعصف حاليا بالبلاد.
وأوضح الكاتب أنه بالنظر إلى الحقيقة التي تشير إلى أن العديد من اللاعبين الإقليميين، بما في ذلك السعودية، يبدون اهتماما بالعراق، فمن البديهي الافتراض بأن الاحتجاجات يمكن أن تصبح موضوعا لصراع قوى خارجية. ومع ذلك، يرى الخبراء الوضع بشكل مختلف.
وينقل الكاتب عن المحلل والباحث بقسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو غريغوري لوكيانوف أن “إيران والرياض والولايات المتحدة لديها أكبر قدرة على التأثير في الوضع داخل العراق“.