أبرز موقع دويتشه فيله الألماني السجل الملطخ بالجرائم لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقال إنه يديه ملطختان بالدماء.
وذكر الموقع في تحليل له أن تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية “وضح بشكل لا لبس فيه الدور الذي لعبه محمد بن سلمان في قتل الصحفي جمال خاشقجي” مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.
وقال “بعد نشر التقرير الأمريكي تبددت الشكوك الأخيرة وظهر أن مقتل خاشقجي الذي كان ينتقد الحكومة تم بأمر أو على الأقل بموافقة بن سلمان”.
وأضاف أن قتل خاشقجي “لم تكن عملية خرجت عن السيطرة لفريق القتل التابع للدولة من دون معرفة وبطلب من (أعلى سلطة) في البلاد، كما حاولت ولا زالت تحاول العائلة المالكة في السعودية إقناع العالم ومواطنيها بذلك.
واعتبر الموقع أن “ما يجعل الأمر واضحاً هو أن بن سلمان، يتحمل المسؤولية الكاملة عن واحدة من أبشع الجرائم السياسية خلال العقود الأخيرة”.
“فقد تم استدراج الصحافي إلى فخ ومن ثم قتله، لأنه كان ينتقد حكام الرياض باستمرار والعائلة المالكة كانت مستاءة من مقالاته التي كانت تنشر في وسائل الإعلام الأمريكية”.
ويعتقد أنه قد تم تقطيع جثة خاشقجي فيما بعد باستخدام منشار وإذابته في حامض في جريمة قتل مثيرة للاشمئزاز “على غرار المافيا” أدت إلى تشويه سمعة وصورة السعودية في المنطقة والعالم وجعلتها في الحضيض.
وعمل لا حضاري لا يمكن تبريره بأي شكل وعلى العالم ألا يقبله بأي شكل من الأشكال.
حاكم بوجهين
بصفته ولي عهد السعودية والحاكم غير الرسمي، أظهر بن سلمان أيضاً مزايا – لا سيما من خلال تحرير المجتمع وإن كان بشكل متحفظ ولكن واضح، بالإضافة إلى الارتقاء الملحوظ بالدور الاجتماعي للمرأة.
لذلك يرى فيه عدد غير قليل من الشباب السعودي حاملاً للأمل وأحياناً قد يصل الأمر إلى تمجيده مثل أحد نجوم البوب.
لكن بن سلمان لديه أيضاً جانب آخر أكثر أهمية من الناحية الأخلاقية: يداه ملطختان بالدماء.
ليس فقط دماء جمال خاشقجي، ولكن أيضاً دماء العديد من الأبرياء الذين قُتلوا في الحرب المستمرة في اليمن بسبب الضربات الجوية السعودية على المدارس أو المنازل.
كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعرف كل هذا جيداً ويدعم محمد بن سلمان يراه شريكا نموذجيا في الشرق الأوسط.
لكن خليفة ترامب الرئيس الجديد جو بايدن يحاول الآن عزل محمد بن سلمان سياسياً بمساعدة تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية والتأكيد بشكل أقوى على حقوق الإنسان وتنظيم العلاقات بين البلدين على أسس جديدة.
إلا أن بايدن يتجنب حتى الآن فرض عقوبات مباشرة على ولي العهد، الذي يعتبر شخصاً غير مرغوب فيه في العديد من دول الاتحاد الأوروبي.
وبذلك هناك خطر واضح، وهو أن السعودية في ظل بن سلمان، أصبحت مهددة بأن تصبح دولة منبوذة وبالتالي الإضرار بمصالحها.