قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن نظام آل سعود دفع مبلغ 107 ملايين دولار لاستضافة مباراة ملاكمة بين “أنطوني جوشوا” و”أندي رويز” بالدرعية وقامت ببناء ملعباً جديداً يستوعب 15 ألف مشاهد.
وذكرت الصحيفة أن أموال آل سعود حسمت استضافة النزال الذي كان مقررا إما في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك، أو ميلينيوم ستيديوم بكارديف، لكن المبلغ الذي وضعته الرياض على الطاولة كان مغريا.
وأضافت أن الإعلان المتعجل، في مؤتمر صحفي عُقد في أغسطس/آب الماضي، عن منح العطاء للمملكة قوبل بنوع من السخرية، حيث اتهم النقاد “جوشوا” ومروج النزال “إدي هيرن” بالتربح.
لكن “هيرن” وصف نقل المباراة إلى المملكة بأنه “تغيير لقواعد اللعبة الرياضية”، يعبد الطريق أمام مباريات مربحة في الشرق الأوسط.
وأضاف: “أردنا الذهاب إلى مكان لديه رؤية عن رياضة الملاكمة، ونعرف أن السعودية تقوم بالاستثمار الحقيقي في الرياضة، وعلينا اكتشاف أن هناك عالما آخر خارج كارديف وماديسون سكوير غاردن”.
ومنذ صدمة هزيمة الملاكم البريطاني “جوشوا” في يونيو/حزيران الماضي أمام المكسيكي “رويز”، كان الحديث عن جولة ثانية تقام في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك، أو ميلينيوم ستاديوم في كارديف، وكان الأخير هو المفضل؛ لأن “جوشوا” رغب بأن يمنح بريطانيا شرف استضافة أهم نزال في مباراة الملاكمة للوزن الثقيل ويحشد فيها 75 ألف مشجع له.
وظل هذا هو المخطط، حتى تلقى “هيرن” مكالمة بعرض الـ 107 ملايين دولار، وهو مبلغ أعلى مما يمكن الحصول عليه لو أقيمت المباراة في ويلز أو أمريكا.
وإزاء ذلك، شجبت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إسناد استضافة النزال للرياض ببيان شديد اللهجة، أوردت فيه “السجل البائس لحقوق الإنسان في المملكة”، ووصفت المناسبة بأنها فرصة “تبييض رياضي” لصورة السعوديين المشوهة جدا.
وقال مسؤول الحملات في المنظمة “فيلكس جيكنز” إن “الرياض أسكتت منظمات المجتمع المدني، فيما أجبر من انتقد النظام على المنفى وتم تهديد واعتقال من بقي. ولا يوجد أي مظهر لحرية التعبير أو حق الاحتجاج”.
ورد “جوشوا” على تلك الانتقادات بالقول إنه “من الجيد التعامل مع السعودية بدلا من الاتهام وتوجيه الأصابع والصراخ من بريطانيا العظمى”، مؤكدا أنه من المستحيل بالنسبة له “إنقاذ العالم”.
ورد “جيكنز” قائلا: “إن مباراة الملاكمة خسرت فرصة لكي تستخدم شهرة المباراة الدولية والكشف عن القضايا المهمة والجدية عن الرياض (..) لم نطلب من (جوشوا) أن يكون مدافعا خارقا عن حقوق الإنسان، بل ببساطة أن يستخدم موقعه البارز للتحدث عن حقوق الإنسان في المملكة، والناس سيستمعون لشخص مثله. فلو قال شيئا عن سجن الناشطة (لجين الهذلول) فسيقدم تذكيرا مهما للسلطات”.