في ظل حشد قانوني مكثف لإحياء الذكرى السنوية الأولى لجريمة قتل الصحفي “جمال خاشقجي” في مقر قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهي الجريمة التي يواجه ولي العهد “محمد بن سلمان” تهما بالتورط فيها.
أعلنت “مكتبة نيويورك العامة”، إلغاء فعالية كان مقررا أن تستضيفها، الأسبوع المقبل، وتشارك في تنظيمها “مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية”، المعروفة باسم “مسك الخيرية”، وذلك على خلفية ضغوط شديدة تعرضت لها المكتبة من جهات عدة بينها منظمات حقوقية.
وقال رئيس مجلس أمناء “مكتبة نيويورك العامة”، “إيفان تشيسلر”، إن إلغاء الفعالية “كان القرار المناسب الذي ينبغي اتخاذه” بعد أسابيع من الاحتجاجات وعريضة عبر الإنترنت جمعت آلاف التوقيعات.
وفي بيان، تحدثت المكتبة عن “القلق العام” إزاء الفعالية، التي كانت مقررة في 23 سبتمبر/أيلول الجاري تحت عنوان “منتدى شباب مسك أوسجاي”، والتي كانت ستشارك في تنظيمة “مسك الخيرية”، التي أسسها “بن سلمان”، ومبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب “جاياتما فيكراماناياكي”.
وقال ناشطون إن الأمم المتحدة والمكتبة “لا ينبغي أن يتعاونا” مع “بن سلمان”، محذرين من أن مثل هذا التعاون “سيساعد في تبييض سمعة ولي العهد التي تضررت كثيرا بعد سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان التي تورط فيها بما فيها قتل خاشقجي”.
وفي هذا الصدد، قالت المدير التنفيذي لمجموعة “PEN America” الحقوقية الأمريكية (غيرحكومية)، عبر بيان، إن المكتبة اتخذت “القرار الصحيح”، قائلة إن “حكومة بن سلمان قامت بتنسيق جريمة قتل وتقطيع جثمان الصحفي خاشقجي”.
وأضافت: “مكتبة نيويورك العامة تعد جوهرة تاج المجتمع الأدبي في نيويورك والولايات المتحدة. وهي أيضا مؤسسة تدافع عن حرية التعبيرة وتبادل الأفكار، وهي قيم يواصل ولي العهد السعودي ازدراءها مرارا وتكرارا قولا وفعلا”.
أيضا، أشادت “سمية الرميم” من جماعة “أكشن كوربس” (Action Corps) الأمريكية الاحتجاجية، بقرار “مكتبة نيويورك العامة” إلغاء الفعالية، وحثت “المؤسسات الديمقراطية الأخرى على أن تحذو حذوها”.
وقالت “الرميم” عبر بيان: “يمكن لمحمد بن سلمان أن يحاول تبييض جرائمه ضد الإنسانية، لكننا لن ندعه يمسح يديه الدموية على علمنا”.
كما أشادت بالخطوة المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية الحقوقية (غير حكومية)، “سارة ليا ويتسن”، عبرتغريدة على “تويتر”.
من جانبها، أعربت مؤسسة “مسك الخيرية” عن أسفها لقرار “مكتبة نيويورك العامة” إلغاء استضافتها لـ”منتدى شباب مسك أوسجاي”.
وقالت، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني: “تظل مؤسسة مسك ملتزمة بهذا الحدث وترتب مكانا بديلا في مدينة مانهاتن بالولايات المتحدة؛ بحيث يمكن عقده كما هو مخطط له”.
وأضافت: “نتطلع إلى جمع القادة الشباب من جميع أنحاء العالم مع المبدعين وصانعي السياسات الراسخين لاستكشاف كيف يمكن للشباب المساهمة في أعمال الخير، وتحقيق الأهداف الاجتماعية والبيئية”.
وأثارت جريمة قتل وتقطيع “خاشقجي” ردود فعل دولية غاضبة تجاه المملكة، واتهامات لولي العهد بالمسؤولية المباشرة عن الجريمة، ومطالبات واسعة بالكشف عن مصير الجثمان الذي يسود اعتقاد واسع أنه جرى التخلص منه من خلال مواد كيميائية.