نشرت صحيفة Jerusalem Post العبرية تقريرا بشأن ابتزاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر لولي العهد محمد بن سلمان لتلقي مكافأة بمبالغ مالية هائلة مقابل التستر على جرائمه.
وذكرت الصحيفة أنه عندما تقوم بخدمة كبيرة جدا إلى رجل سيء جدا (في إشارة إلى محمد بن سلمان) يأتي وقت الحصول على مكافآت مالية كبيرة.
فقط قل أن صديقك قتل شخصا ما ليس فقط قتل ولكن تقطيع أوصال والتخلص منها، لذلك لن يتم العثور على أجزاء. إنه أيضا غني جدا وإذا ساعدته الآن يمكنه أن يسدد لك لاحقا مثل عندما تقرر أن تبدأ عملا جديدا خاصا بك.
يصف ذلك بدقة عملية بدأت – مع عواقب وخيمة على الولايات المتحدة – في أواخر عام 2016 عندما رصد الكشافة السعوديون جاريد كوشنر، نجل الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترامب، واعتبروه قناة محتملة إلى البيت الأبيض الجديد.
إن افتقاره إلى الخبرة والمعرفة بالمنطقة إلى جانب طموحه الجامح جعله مجندا جذابا للغاية. هذا ما أفاد به مسؤولون سعوديون وإماراتيون في بلادهم بعد لقائه بعد وقت قصير من الانتخابات. لقد أثبت أنه لاعب راغب، بل وقلق.
كان حماه على صلة بشيوخ النفط، وثرواتهم، وحكمهم الاستبدادي، وأنماط حياتهم الفخمة، والمحسوبية، والجشع، وازدراء وسائل الإعلام، التي لعبت دورا مأساويا للأمة، ولكن لصالح كوشنر.
كان كوشنر، الذي شغل عدة حقائب وزارية في مجالات كان فيها خاليا من الخبرة أو الخبرة، مهتما جدا بالشرق الأوسط، حيث كان على صلة طويلة الأمد بإسرائيل.
لدرجة أن حماه ترامب سيقول في وقت لاحق إنه يعتقد أن كوشنر، وهو يهودي أرثوذكسي حديث، “أكثر ولاء لإسرائيل من الولايات المتحدة”، وفقا لكتاب “خطر”، وهو كتاب جديد لبوب وودوارد وروبرت كوستا.
وسرعان ما أصبح كوشنر صديقا سريعا لمحمد بن سلمان، حيث تبادل الاتصالات عبر القنوات الخلفية على واتساب ووسائل الإعلام الأخرى غير الآمنة، متجاوزا البروتوكولات الأمنية حول مراقبة المحادثات مع القادة الأجانب والاحتفاظ بسجلات بشأنها.
وقد أبقى وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي خارج نطاق عمله، حيث خشي المسؤولون من أنه يدير سياسة خارجية ظل ربما ترتبط بمصالحه التجارية الحالية والمستقبلية، وفقا لتقارير إعلامية.
وسرعان ما رتب كوشنر غداء رسميا في البيت الأبيض لمحمد بن سلمان للقاء ترامب. أقنعوه معا بجعل المملكة المحطة الأولى في رحلته الخارجية الأولى كرئيس، حيث حصل على حفل استقبال فخم.
وورد أن محمد بن سلمان تباهى في وقت مبكر لأمير عربي آخر بأن كوشنر “في جيبه”، وفقا لصحيفة “ذا إنتربت”.
عندما دخل الصحفي السعودي المعارض المقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي القنصلية السعودية في اسطنبول، تركيا في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ولم يخرج حيا، بدأت أصابع الاتهام تشير إلى محمد بن سلمان. وطلب الامير المشورة من صديقه جاريد الذي كان يطلق عليه اسم ولي عهد الادارة الجديدة.
ربما كانت نصيحة كوشنر تشبه نصيحة روي كوهن لوالد زوجته: أنكر كل شيء، لا تعترف بأي شيء.
البيت الأبيض قام بالتدخل لولي العهد عندما وجهت وكالة المخابرات المركزية أصابع الاتهام إلى محمد بن سلمان بتهمة القتل، تجاهل كوشنر ذلك. وقال لمجلة نيوزويك إن صديقه محمد ارتكب “خطأين” لكنه لا يزال “حليفا جيدا جدا”.
بعد الاطلاع على تقرير الاستخبارات غير المحرر في عام 2018، قال السيناتور السابق بوب كوركر (R-Tennessee)، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، للصحفيين: “إذا ذهب ولي العهد أمام هيئة محلفين، فسوف تتم إدانته في غضون 30 دقيقة”، حسبما ذكرت صحيفة ميدل إيست مونيتور.
وباعتراف الرئيس، دبر البيت الأبيض عملية تستر ناجحة. وتباهى الرئيس لوودوارد ” لقد انقذت ظهره . تمكنت من حمل الكونغرس على تركه وشأنه تمكنت من جعلهم يتوقفون”.
عملية الإنقاذ تلك لم تكن مجانية وبعد ذلك بوقت قصير، وافق السعوديون على عدة خطوات سياسية وشراء عدة مليارات من الأسلحة والتكنولوجيا الجديدة.
في المقابل تجاوزت الإدارة الأمريكية عملية مراجعة الأسلحة في الكونغرس واعترضت على العديد من مشاريع القوانين التي تنتقد المملكة.
أنتجت المبيعات الكثير من حقوق المفاخرة للرجل في المكتب البيضاوي ، ولكن القليل من العقود الفعلية أو السياسات الجديدة تتحقق بالفعل.
الآن يبدو أن الوقت قد حان لجمع.
وقد أطلق كوشنر شركة استثمارية مقرها ميامي تسمى “أفينيتي بارتنرز”، وفقا لتقارير إعلامية متعددة، ويعتقد أنها تبحث عن مستثمرين.
وتفيد تقارير متطابقة أن كوشنر يحاول حمل السعوديين على طرح ملياري دولار من الأموال الأولية. وسوف يأتي من صندوق الاستثمارات العامة في المملكة، الذي يصادف أنه يخضع لسيطرة صديقه القاتل، ولي العهد.
ويدين محمد بن سلمان لكوشنر والإدارة السابقة بوقت كبير، أو على الأقل يعتقدون أنه يفعل ذلك. كما أن آخرين سوف يصرفون مثل وزير الخزانة السابق ستيف منوشين.
إذ أن منوشين حصلت مؤخرا على 2.5 مليار دولا. من السعوديين ودول الشرق الأوسط الأخرى لشركة الاستثمار الخاصة به، ليبرتي ستراتيجي كابيتال، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وتكريس كوشنر هو اتفاقات أبراهام، التي تطبيع العلاقات بين إسرائيل وأربع دول عربية، لا سيما الإمارات العربية المتحدة، وأنشأ معهد اتفاقات إبراهيم للسلام لتعزيز السياحة والتجارة بين تلك البلدان. هذا إلى جانب السعي للحصول على استثمارات في مشاريعه التجارية الخاصة، ولا سيما من الإمارات.