كشفت مصادر حقوقية وإعلامية عن وفاة الشيخ المحتسب فهد القاضي في سجون سلطات آل سعود يوم أمس الثلاثاء.
وذكرت المصادر أن الشيخ “القاضي” معتقل منذ 2016 في سجون آل سعود على خلفية خطاب نصيحة سري وجهه للديوان الملكي وقد حكم عليه الشهر الماضي بالسجن 6 سنوات.
ويعد الشيخ “القاضي” باحث شرعي ومحتسب بهيئة الأمر بالمعروف، تم اعتقاله في سجن الملز الجنائي.
وقالت المصادر إنه في عام 2013 وجه الشيخ القاضي “رسالة مناصحة” لوزير التربية بعنوان “ذوات الخدور وصهوات الخيول”
يشار إلى أنه منذ تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد، بدأ في تغييب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستحدثَ مكانها “هيئة الترفيه” برئاسة تركي آل الشيخ، التي منذ تأسيسها شهدت المملكة وقائع كانت تعتبر من المحرمات في يومٍ ما.
ويصعد نظام آل سعود خطواته المثيرة للجدل الساعية إلى إغراق المملكة بالترفيه المشبوهة من أجل إلهاء المواطنين عن القضايا العامة ومواصلة مؤامراته التخريبية داخليا وخارجيا.
وأقرت المملكة في 2016 تنظيما جديدا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقلل من صلاحياتها، ويمنعها من توقيف الأشخاص، ويشترط أن يكون أعضاؤها من ذوي المؤهلات العلمية، إضافة لحسن السيرة والسلوك”.
ويدفع بن سلمان بانقلاب على موروث المملكة الديني والاخلاقي عبر الانفتاح على الترفيه واستضافة فرق أجنبية بمبالغ مالية فلكية لتقديم صورة تغطي على انتهاكات النظام داخليا وخارجيا.
فضلا عن ذلك فإن آل سعود يحاولون تحقيق جملة أهداف بممارساتها المشبوهة أهمها إلهاء المواطنين السعوديين عن نظامهم القمعي وجرائمه وجمع المال من عائدات مالية كبيرة لحفلات وفعاليات بينها إباحي في أرض الحرمين.
ويبدو الترفيه ووسائله المختلفة حاجة اجتماعية في أي بلد، خاصة في بلد حُرم منها عقودا، إلا أن اللافت في دولة الحرمين الشريفين إصرارها على الانتقال من المحافظة الشديدة التي تميز بها المجتمع السعودي إلى الانفتاح غير المنضبط، واستيراد ترفيه خارج سياق البيئة العربية والإسلامية، فضلا عن البيئة السعودية، ومحاولة تطبيعه في المجتمع، وهو ربما ما يفسر حملات الاعتقالات المنددة بالترفيه.
ويرى مراقبون أن سببا رئيسيا آخر من أسباب اعتقال من ينتقدون الترفيه، وهو نفوذ رئيس الهيئة تركي آل الشيخ الذي يعد أحد أقرب الشخصيات لمحمد بن سلمان وأكثرها ولاء له، وهو المعروف بتعامله الفظ حتى مع صحفيين ومصورين غير معروفين.
وقد قوبلت حملة اعتقالات آل سعود بموجة غضب واسعة في المملكة. وكتب المعارض العروف عبدالله الغامدي على تويتر أن الاعتقالات بسبب رفض تفاهات هيئة الترفيه “رسالة واضحة من ابن سعود مفادها أن ابن سعود عازم على تتفيه وإفساد وإذلال الشعب. فرسالتي لأحرار وشرفاء بلاد الحرمين:لا خلاص لكم إلا بالثورة والانقلاب على ابن سعود”.