أكدت تقارير حقوقية أن تدهور خطيرا طرأ على صحة معتقل الرأي المحامي وليد أبو الخير على إثر استمرار إضرابه عن الطعام منذ أكثر من شهر، احتجاجًا على تعرضه للتعذيب ووضعه في العزل الانفرادي.
وتحدثت المصادر آن سلطات آل سعود نقلت أبو الخير إلى مستشفى في جدة إثر تدهور حالته الصحية داخل محبسه تحت حراسة مشددة من دون أن يصدر أي تعقيب رسمي على حالته.
والمحامي أبو الخير حُكم عليه في 2014 بالسجن 15 سنة، ومنعه من السفر 15 عاما إضافية، مع تغريمه 200 ألف ريال سعودي (53 ألف دولار أمريكي).
وأدانت المحكمة الجزائية المختصة لقضايا “الإرهاب” المحامي أبو الخير في يوليو/تموز 2014، بسبب تصريحاته لوسائل الإعلام وتغريداته على “تويتر” انتقد فيها سجل المملكة الحقوقي، لا سيما الأحكام القاسية بحق المنتقدين السلميين.
وفي أبريل/نيسان الماضي، طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، سلطات آل سعود بإطلاق سراح المحامي أبو الخير الذي كان قد أسس قبل اعتقاله “مرصد حقوق الإنسان السعودي، وهو جمعية تنشر معلومات عن حقوق الإنسان في المملكة.
كما دعت الشهر الماضي منظمة العفو الدولية سلطات آل سعود لوضع حد للمعاملة السيئة التي يتلقاها المحامي أبو الخير داخل محبسه.
وفي حينه قالت المنظمة إنها تلقت تقاريراً ذات مصداقية تفيد بأن سلطات السجون السعودية قد وضعت المحامي أبو الخير رهن الحبس الانفرادي في سجن “ذهبان” بالقرب من جدة.
ولفتت إلى أنه يحتجز بمعزل عن العالم الخارجي، مما يعرضه لخطر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، ما دفعه لدخول إضراب عن الطعام منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية “لين معلوف”: “حقيقة أن وليد أبو الخير، بادئ ذي بدء، موجود في السجن، ناهيك عن قضاء حكم بالسجن لمدة 15 عاما، إنما هو أمر مشين. فقد تم سجنه بموجب التهم الزائفة المتعلقة بالإرهاب لمجرد ممارسة حقه في حرية التعبير، والدفاع عن حقوق الإنسان. وهو واحد من بين عشرات النساء والرجال السعوديين الذين يعاقبون بسبب الدفاع عن حقوق مواطنيهم”.
ودعت لين سلطات آل سعود إلى ضمان توفير الحماية للمحامي أبو الخير من التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة.
وأضافت: “لقد تولت السعودية، مؤخراً، رئاسة مجموعة العشرين، وفيما تبدأ بتمهيد الطريق لذلك، فسيكون من المفيد لها أن تبدأ بإقران الأقوال بالأفعال. فلا يمكن لها أن تزعم بأنها ملتزمة، أمام العالم الخارجي، بإجراء الإصلاحات، بينما داخل المملكة، تستمر في معاملة مواطنيها بهذه الطريقة بصورة صارخة”.
في هذه الأثناء تتجاهل سلطات آل سعود منذ نحو خمسة أعوام ونصف طلب معتقل الرأي سعود مختار الهاشمي للخروج المؤقت لرؤية شقيقته المريضة بمرض عضال.
وقد تجاهلت سلطات آل سعود كذلك التماساً قدّمه المحامي أسامة المناور باسم الهاشمي للهدف ذاته، علما أنه معتقل منذ عام 2007 ومحكوم عليه بالسجن 30 عاما والمنع من السفر 30 عاما بعد انتهاء محكوميته.