علق معتقل رأي إضرابه المفتوح عن الطعام في سجون آل سعود، بعد تلقيه وعودا بمتابعة مطالبه وأبرزها وقف الإهمال الطبي وانتهاك حقوقه.
وكان معتقل الرأي رائف بدوي شرع بإضراب مفتوح عن الطعام، مؤخرا، احتجاجا على محاولة قتله على يد أحد السجناء.
وقال حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر” إن أحد أعضاء هيئة حقوق الإنسان ووعده بمتابعة الأمر وعلى إثر ذلك علّق إضرابه.
وفي 29 أغسطس الماضي كشفت الناشطة السعودية “إنصاف حيدر” النقاب عن أن زوجها المدون المعتقل منذ 8 سنوات “رائف بدوي”، تعرض لمحاولة اغتيال داخل معتقله في السعودية.
وقالت إنصاف في تغريدة لها على “تويتر”: “لقد تعرض زوجي رائف بدوي لمحاولة اغتيال داخل السجن من قبل سجين إرهابي قضيته الانتماء لجماعة إرهابية، وتمت إحالة القضية إلى النيابة العامة”.
وأكدت أن زوجها شرع في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الاستهتار بحياته.
لقد تعرض زوجي رائف بدوي لمحاولة اغتيال داخل السجن من قبل سجين ارهابي قضيته الانتماء لجماعة ارهابيةوتم احالة القضية الى النيابة العامة لذالك هو في اضراب مفتوح عن الطعام احتجاج على الاستهتار بحياته. pic.twitter.com/s64i9I8AQB
— Ensaf Haidar
(@miss9afi) August 29, 2020
في وقت سابق، أحالت سلطات آل سعود، المدون المعتقل منذ 8 سنوات “رائف بدوي”، إلى المحاكمة.
واعتقل “بدوي”، في يونيو/حزيران 2012، ووجهت له تهم من بينها جرائم إلكترونية وعقوق والده، وهو أمر يجرمه القانون في السعودية، وطالب الادعاء بمحاكمته بتهمة الردة التي يعاقب عليها القانون السعودي بالإعدام، لكن القاضي رفض تلك التهمة.
وفي 2014، صدر حكم بحق “بدوي” بالسجن 10 سنوات، ودفع غرامة قدرها مليون ريـال (267 ألف دولار) وألف جلدة، بعد أن طعن الادعاء على حكم أخف بالسجن 7 سنوات و600 جلدة، إذ اعتبره حكما مخففا.
وتسبب تنفيذ حكم الجلد عليه علنا في 2015 في إثارة انتقادات دولية.
وسبق أن خاض رائف بدوي الإضراب المفتوح عن الطعام داخل سجون آل سعود احتجاجا على التعامل السيء المستمر من قبل إدارة السجن وعلى عدم السماح له بالاتصال مع عائلته.
وذكر حساب معتقلي الرأي المختص بمتابعة قضايا المعتقلين في المملكة أن بدوي مُصاب بمرض الكلى وهم معتقل منذ 2012.
وكان المدوّن رائف بدوي، الذي يبلغ من العمر 35 عاما، مؤسّسا مشاركا للشبكة اللبرالية في المملكة وهو منتدى يدعو إلى مناقشة الأفكار بكلّ حرية والدفاع عن حقوق النساء والأقليات.
وتعيش زوجة المعتقل وأطفاله الثلاثة في كندا منذ أن منحتهم السلطات الكندية حق اللجوء في العام 2013، أي بعد عام على اعتقاله.
وفي العام 2015 منح البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف العريقة لحرية الفكر، لرائف بدوي، تقديراً لمواقفه في مجال حرية التعبير وحقوق الإنسان.
وفي 13 كانون ثاني/يناير 2020 قامت منظمة العفو الدولية بعملية محاكاة “حبس” عدد من نواب البرلمان وشخصيات أخرى من المجتمع المدني البلجيكي في أقفاص أمام سفارة المملكة في بروكسل كجزء من حركة احتجاجية للتنديد باستمرار اعتقال بدوي.
وتزامنت المبادرة في حينه مع الذكرى الخامسة للجلسة الأولى التي تعرض خلالها رائف بدوي لأول دفعة من أحكام الجلد التي أصدرها بحقه القضاء في المملكة.
وقالت منظمة العفو الدولية إن الجلسات التالية لم تعقد بعد “أولا لأسباب طبية ولأسباب لم يتم بعد الكشف عنها”.
وشارك في المبادرة فيليب هينسمان من منظمة العفو الدولية وإيفون إنغلرت، عميد جامعة بروكسل الحرة، إضافة إلى النواب مالك بن عاشور، صامويل كوغولاتي، جورج دالماني، صوفي روهونيي وغيرهم.
وأشار فيليب هينسمان، مدير منظمة العفو الدولية في بلجيكا إلى أن بدوي مثال دراماتيكي لأولئك الذين يعبرون عن رأي يثير استياء السلطات السعودية.
ودعا هينسمان الرياض إلى إلغاء الأحكام التي صدرت بحق بدوي وبالإفراج عنه وعن جميع المعتقلين الذين مارسوا حقهم في حرية التعبير.
ويواجه نظام آل سعود انتقادات لاذعة بسبب سجله الأسود في انتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك اعتقال منتقدين وفرض قيود على النساء، ومقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي بوحشية داخل قنصلية المملكة في إسطنبول مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.