وثقت منصات حقوقية انتهاكات متصاعدة بحق معتقلي الرأي داخل سجون نظام آل سعود وسط مطالبات بالكشف عن مصيرهم والإفراج عنهم.
وسجلت المنصات سلسلة انتهاكات حقوقية، أبرزها الإخفاء القسري للمعتقلين، والمنع من الزيارة والاتصال الهاتفي، وتمديد الاعتقال دون مبررات.
ونفذت سلطات آل سعود، في سبتمبر/ أيلول 2017م أكبر حملة اعتقالات بحق العشرات من الدعاة والأكاديميين واقتصاديين وكتاب ونشطاء ومفكرين وغيرهم من دون أن توضح السلطات مصيرهم أو توجّه لهم تهماً وتعقد لهم محاكمات علنية بناء عليها.
ووصف عام 2017 بأنه عام الاعتقالات في المملكة والعام الأسوأ في حقوق الانسان في تاريخ المملكة.
وعلمت منظمة نحن نسجل الحقوقية، قيام سلطات آل سعود بمنع التواصل بين الشيخ سفر الحوالي وأسرته منذ شهر رمضان الماضي.
وقالت “نحن نسجل” إن الشيخ سفر الحوالي كان يتواصل مع عائلته بشكل دوري كل أسبوع، وهو ما يثير الشكوك والقلق على سلامته وحالته الصحية مع الأخذ في الاعتبار تقدم الشيخ في العمر.
السعودية: علمت منظمة #نحن_نسجل، بقيام السلطات السعودية بمنع التواصل بين الشيخ سفر الحوالي وأسرته منذ رمضان الماضي، بعد أن كان يتواصل معهم بشكل دوري كل أسبوع، وهو ما يثير الشكوك والقلق على سلامته وحالته الصحية مع الأخذ في الاعتبار تقدم الشيخ في العمر. pic.twitter.com/01zwGX0H5g
— We Record – نحن نسجل (@WeRecordAR) June 16, 2020
يذكر أن اعتقالات حملة سبتمبر شملت علماء بارزين مثل: سلمان العودة وناصر العمر وعوض القرني وعلي العمري، والأكاديمي في المعهد العالي للقضاء عبد العزيز الفوزان، وإمام الحرم المكي صالح آل طالب، والشيخ سفر الحوالي، فضلا عن ناشطين وناشطات ليبراليات.
وتعرض هؤلاء للتعذيب والمعاملة القاسية داخل السجون ومحاكمة عدد قليل منهم ومطالبة نيابة آل سعود العامة بإعدامهم في حين يوجد عدد كبير منهم لم يتم محاكمتهم ولا تعرف أخبارهم.
ومنع نظام آل سعود بقية رموز “تيار الصحوة” من الخطابة والكتابة والظهور في وسائل التواصل الاجتماعي، وقام بإجبار عدد من الدعاة، الموالين له أصلاً، بالتوقف عن الحديث في الشأن العام، قبل أن يقوم بجولات اعتقال أخرى لعلماء.
وأثارت “نحن نسجل” حالة القلق في تغريدة ثانية، وقالت إن الشيخ سليمان الدويش ما زال مصيره مجهولا بعد اعتقاله من قِبَل سلطات آل سعود بتاريخ 22 أبريل 2016.
وكان نشطاء سعوديون تداولوا أنباء في 14 أغسطس/ آب 2018، عن وفاته تحت التعذيب علي يد عناصر جهاز أمن الدولة
السعودية: مازال مصير الشيخ "سليمان الدويش" مجهول بعد اعتقاله من قِبَل السلطات السعودية بتاريخ 22 أبريل 2016.
وبتاريخ 14 أغسطس 2018، تداول بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أخبارًا عن وفاته تحت التعذيب علي يد عناصر جهاز أمن الدولة
.#أين_سليمان_الدويش pic.twitter.com/BuBajOPVn7— We Record – نحن نسجل (@WeRecordAR) June 15, 2020
وعلمت منصة “معتقلي الرأي” تمديد سلطات آل سعود اعتقال الشاب “أبو الفدا” مدة 30 يوماً وذلك لإجراء محاكمة له، حيث تم إحالة ملفه إلى المحكمة الجزائية بالأحساء.
? عاجل
تأكد لنا أنه تم تمديد اعتقال الشاب #ابو_الفدا مدة 30 يوماً وذلك لإجراء محاكمة له، حيث تم إحالة ملفه إلى المحكمة الجزائية بالأحساء. pic.twitter.com/xbSdLuEUQZ— معتقلي الرأي (@m3takl) June 16, 2020
واعتقلت سلطات آل سعود “أبو الفدا” بعدما نشر مقطع فيديو حول أزمة الخبز داخل أحد مراكز التسوق التجارية في المملكة.
وأظهر مقطع الفيديو الذي نشره “أبو الفدا” عبر “سناب” انتهاء كميات الخبز من داخل أحد مراكز التسوق. وعلق عليه: “خذ حاجتك واترك لنا حاجتك”.
وطالب “معتقلي الرأي” في تغريدة أخرى سلطات آل سعود بالكشف الفوري عن مصير الكاتبة خديجة الحربي وزوجها الكاتب ثمر المرزوقي المعتقلان منذ أبريل 2019 من دون أية أسباب.
نطالب السلطات بالكشف الفوري عن مصير:
الكاتبة #خديجة_الحربي و زوجها الكاتب #ثمر_المرزوقي المعتقلان منذ أبريل 2019 من دون أية أسباب. pic.twitter.com/s9Xgb8hBgd— معتقلي الرأي (@m3takl) June 17, 2020
وكان حساب “معتقلي الرأي” كشف سابقا النقاب عن حرمان سلطات آل سعود المعتقلين السياسيين من الاتصال بعائلاتهم خلال أيام عيد الفطر المبارك.
وينص البند 37 من قواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، بحسب مجلس حقوق الإنسان على أنه: يسمح للسجين في ظل الرقابة الضرورية، بالاتصال بأسرته وبذوي السمعة الحسنة من أصدقائه على فترات منتظمة بالمراسلة وبتلقي الزيارات على السواء.
ولم تقتصر الاعتقالات في المملكة على الدعاة والمفكرين فقط، ووثقت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الإنسان اعتقال سلطات آل سعود 87 امرأة منذ ولاية سلمان وابنه حكم المملكة (2015-2020).
ولا تعد هذه الحملة الأولى من نوعها ضد ناشطي حقوق الإنسان، لكنها الأكثر قسوة من بينهم والأوسع نطاقا، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات الناشطات استهدافا جماعيا عام 2018.
وذكرت المنظمة الأوربية السعودية أن هناك 50 معتقلة حاليا في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، فيما أفرجت السلطات عن ٨ لكن محاكمتهن لا زالت قائمة، و8 نساء أفرج عنهن نهائيا.
وقالت إن مصير واحدة من المعتقلات ما زال مجهولا.
وتوفيت المعتقلة حنان الذبياني داخل سجن “ذهبان” في 10 أكتوبر 2016م، الأمر الذى قوبل بتنديد حقوقي دولي واسع ومطالبات بالإفراج عن معتقلات الرأي.
كما توفى، في إبريل/ نيسان 2020 الدكتور عبد الله الحامد الذي يطلق عليه لقب “شيخ الحقوقيين” في السعودية، وذلك جراء الإهمال الطبي.
وكتب حساب “معتقلي الرأي” السعودي على تويتر “إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي صباح اليوم الجمعة الدكتور أبو بلال عبد الله الحامد في السجن، وذلك نتيجة الإهمال الصحي المتعمد الذي أوصله إلى جلطة دماغية أودت بحياته”.
وأضاف أن وفاة الحامد في السجن “ليس أمرًا عاديا، فهو اغتيال متعمد قامت به السلطات السعودية بعد أن تركته إدارة السجن في غيبوبة عدة ساعات قبل نقله إلى المستشفى”.
ورأى حساب “معتقلي الرأي” أن “السكوت عن هذه الجريمة قد يتسبب في وفاة آخرين من المعتقلين الأحرار”.
ومؤخرا، قدمت مجموعة حقوقية سعودية، للأمم المتحدة، تقريرا يستعرض الانتهاكات السعودية بحق المدافعين عن حقوق الإنسان في المملكة، والذين يتعاونون مع الأمم المتحدة.
وأفادت (منظمة القسط ومجموعة منّا لحقوق الإنسان)، بأن تقريرهما يحتوي معلومات مستجدّة حول سبعة نشطاء تعرضوا للأعمال الانتقامية من قِبل السلطات السعودية خلال 2019م.
والتقرير الحقوقي سيرفد التقرير السنوي للأمين العام عن الأعمال الانتقامية الممارسة ضد الأفراد المتعاونين مع الأمم المتحدة الذي سيقدم لمجلس حقوق الإنسان في سبتمبر 2020.
وأدرجت المملكة أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة في التقرير السنوي منذ بدء إصداره في 2010، وذلك انعكاسٌ لاستمرارية سياسة السلطات السعودية الرامية لتضييق الخناق على الأصوات الناقدة والحقوقية والمعارِضة وتكميم الأفواه.
ويسلط التقرير الضوء على النسق المستمر من التخويف والأعمال الانتقامية من قِبل سلطات آل سعود ضد المدافعين عن حقوق الإنسان المتعاونين مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
ومن هؤلاء المستهدفين سمر بدوي ولجين الهذلول اللتين تعاونتا مع اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة (سيداو)، فيما تزال بدوي والهذلول في السجن وتواجهان محاكمةً بتهم من بينها التواصل مع أجهزة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وسبق أن دعت منظمة العفو الدولية آل سعود إلى الإفراج فوراً، ودون قيد أو شرط، عن جميع سجناء الرأي والمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان المحتجزين لمجرد ممارستهم السلمية لحريتهم في التعبير، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها والتجمع السلمي.