أطلقت منظمة Freedom Initiative العالمية حملة دولية لإبراز قضية معتقلي سبتمبر 2017 في سجون السعودية وذلك بالذكرى السنوية الخامسة لها.
وأبرزت المنظمة على موقعها الالكتروني، أنه “قبل خمس سنوات نفذت السلطات السعودية موجة اعتقالات استهدفت شخصيات دينية وعلماء وكتاب ونشطاء، وذلك بعد أشهر فقط من استيلاء محمد بن سلمان على السلطة”.
وتحت اسم “حملة القمع”، أشارت المنظمة إلى أن السلطات السعودية شنت حملة اعتقالات كاسحة استهدفت عشرات الكتاب وعلماء الدين والصحفيين والناشطين.
وجاءت حملة سبتمبر / أيلول 2017 بعد أشهر قليلة من استيلاء ولي العهد الحالي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان على السلطة في انقلاب القصر.
بعد شهر، أطلق محمد بن سلمان حملة تطهير بذريعة مكافحة الفساد، مما خلق مناخًا من الخوف زاد من ترسيخ سلطته المطلقة.
في العام التالي ، قُتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين داخل القنصلية السعودية في اسطنبول لتجرأه على التحدث ضد محمد بن سلمان.
وبحسب المنظمة “اليوم لا يزال معظم المعتقلين خلال سبتمبر / أيلول 2017 خلف القضبان. وحُكم على العديد منهم بأحكام طويلة بالسجن وتعرضوا للتعذيب وغيره من الانتهاكات”.
وذكرت المنظمة أنها ستطلق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي على مدار شهر للفت الانتباه إلى أولئك الذين اعتُقلوا ظلماً خلال سبتمبر 2017 ولحشد المطالب من أجل إطلاق سراحهم.
وجاء يوم العاشر من أيلول/سبتمبر 2017، ليكون اليوم الذي عكس واقع المملكة المزري في مجال الحريات وحقوق الإنسان، حيث بدأت بالتدهور منذ تسلم ابن سلمان منصب ولي العهد محمد بن سلمان قبل فترة وجيزة من هذه الحملة.
وفي هذا السياق دعا ناشطون وحسابات نشطة على تويتر لإحياء الذكرى التي لايزال ضحاياها يقاسون ألم الاعتقال والتنكيل داخل المعتقلات، مستخدمين الوسم #اعتقالات_سبتمبر_5سنوات.
وأكدت منظمات حقوقية أن على النظام السعودي أن يراجع ملف معتقلي الرأي ويسرع في حسم قضاياهم وينهي الاعتقالات التعسفية التي انتهكت القوانين والحقوق والحريات.
وطالت حملة الاعتقالات الأوسع في السعودية عشرات العلماء والدعاة والمفكرين والشعراء والأكاديميين والصحفيين بتهمة الانتماء لـ”تيار الصحوة”.
وبدأت حملة الاعتقالات العنيفة التي شُنّت ضد “تيار الصحوة” في مطلع سبتمبر 2017.
وكانت حينها عندما أوردت وكالات الأنباء العالمية نبأً يفيد باتصال هاتفي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وابن سلمان برعاية أميركية.
وهدف الاتصال للجلوس على طاولة حوار وبحث مألات الأزمة الخليجية في حينه.
عندها، شرعت السلطات السعودية باعتقال العلماء د.سلمان العودة ود. عوض القرني قبل أن تتوسع لتطال شيوخاً وكتّاباً وصحافيين.
وقام العودة حينها بالكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي مباركاً هذه الخطوة وداعيًا للوحدة بين الخليجيين.
وهذا ما دفع السلطات السعودية لاعتقاله مع الداعية الإسلامي الآخر عوض القرني.
بينما كان المراقبون في السعودية يتوقعون أن يكون اعتقال العودة والقرني مجرد توقيفات اعتيادية يقوم بها النظام كل مرة.
لكن فوجئ الجميع بحملة كبيرة استهدفت “تيار الصحوة” بأكمله في المملكة.
كما شملت الاعتقالات شيوخ “الصحوة” مثل ناصر العمر وسعيد بن مسفر ومحمد موسى الشريف ويوسف الأحمد وعبد المحسن الأحمد وغرم البيشي وخالد العودة شقيق سلمان العودة.
ولم تقف القائمة عند الدعاة الإسلاميين فحسب، بل شملت المفكرين والاقتصاديين المتعاطفين مع “تيار الصحوة”.
وهؤلاء مثل عصام الزامل وعبدالله المالكي، ومصطفى الحسن الذي أفرج عنه لاحقاً بسبب تدهور حالته الصحية وإصابته بالسرطان.
إضافة إلى علي أبو الحسن والمنشد الإسلامي ربيع حافظ والروائي فواز الغسلان والصحافيين خالد العلكمي وفهد السنيدي ورئيس رابطة الصحافة الإسلامية أحمد الصويان، والدكتور يوسف المهوس عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة حوطة سدير.
ولم تتوقف الحملة التي أطلقت المنظمات السعودية عليها “حملة سبتمبر”، إذ لا تزال مستمرة حتى بعد مرور 4 أعوام.
واعتقلت سلطات آل سعود الشيخ القارئ د. عبد الله بصفر والأكاديمي سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض سابقا.
وشملت حملة سبتمبر أيضا الداعية الإسلامي والأكاديمي في المعهد العالي للقضاء عبد العزيز الفوزان.
إضافة إلى إمام الحرم المكي صالح آل طالب، والمفكر الإسلامي والشيخ سفر الحوالي، والشيخ السوري المقيم في السعودية محمد صالح المنجد.