كشف سفير نظام آل سعود لدى المملكة المتحدة خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، أن الرياض “تدرس العفو عن معتقلات رأي قبل استضافة المملكة قمة مجموعة العشرين هذا الشهر”.
وزعم خالد بن بندر بن سلطان في تصريحات لصحيفة “الجارديان” البريطانية أن المحاكم السعودية رأت أن الناشطات مذنبات بأكثر من مجرد الدفاع عن الحق في القيادة، “لكن هناك نقاشًا يدور في وزارة الخارجية حول ما إذا كان استمرار احتجازهن قد سبب للمملكة الكثير من الضرر السياسي الذي لم يكن مجديا”.
وأشار إلى أن هناك مجموعة متنوعة من الآراء داخل أروقة الحكم بخصوص ملف الناشطات، فهناك من يقول إنه “لا يهم ما يعتقده الآخرون عنا، فالمهم هو القيام بما هو مناسب لبلدنا”.
وأضاف “إذا انتهك الناس قوانيننا عن قصد، فيجب معاقبتهم وفقًا لتلك القوانين، فيما يقول أشخاص آخرون إن الأمر لا يستحق ذلك، اتركوهن يخرجن، دعهن يعيشن حياتهن وتجاهلهن”.
ولم سبق أن تطرق نظام آل سعود لتصريحات حول معتقلات رأي ، فيما صدرت هذه التصريحات بعد فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية.
ويتعرض نظام آل سعود لضغوط متزايدة على سجلها في مجال حقوق الإنسان قبل القمة التي ستعقد فعليًا يومي 21 و 22 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتطالب الضغوط بالإفراج عن مجموعة من النساء اللواتي برزن في حملة السماح للمرأة بالقيادة في السعودية، لا سيما وأن أحد مواضيع مجموعة العشرين هو تمكين المرأة.
وقالت “الجارديان” إن لجين الهذلول هي إحدى المعتقلات اللائي يسببن حرجا للسعودية، لا سيما مع خوضها إضراب عن الطعام في سجن الحائر شديد الحراسة منذ 26 أكتوبر/ تشرين الأول احتجاجًا على أوضاعها هناك.
وأعربت لجنة حقوق المرأة التابعة للأمم المتحدة عن انزعاجها الأسبوع الماضي من تدهور صحتها.
وتم القبض على “الهذلول” مع تسعة مدافعات أخريات عن حقوق المرأة في مايو/أيار 2018 ، قبل أشهر من منح المرأة الحق في القيادة.
وتقول عائلتها، بما في ذلك أختها، إنها تعرضت للتعذيب، وأن ما لا يقل عن خمسة من المعتقلات ما زلن في السجن.
كما أدت وفاة الصحفي جمال خاشقجي، الذي قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018 ، إلى غضب دولي بشأن ما خلصت إليه وكالة المخابرات المركزية وغيرها من أجهزة المخابرات الغربية بأنه اغتيال أمر به ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، وقالت الرياض إن عملاء سعوديين قتلوه في عملية تسليم فاشلة.
وبحسب “الجارديان”، كان الغرض من اجتماع مجموعة العشرين أن يكون حدثا يروج لانفتاح السعودية مع وصول قادة العالم إلى الرياض، لكنه سيكون الآن قمة افتراضية وقد لا يستمر اليومين المخصصين، وستكون أيضًا واحدة من آخر الفعاليات الدولية لـ”دونالد ترامب”، الحليف المقرب للأمير “محمد”.
وبعثت المملكة برسالة تهنئة إلى “جو بايدن” الأحد، بعد تأخر يومين، ووعد الرئيس الأمريكي المنتخب بمراجعة العلاقات الأمريكية السعودية، بما في ذلك دعم واشنطن للتدخل السعودي في اليمن.
وانخفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط السعودي بشكل ملحوظ نتيجة لإنتاج الغاز الصخري المحلي ، لكن الاستقرار السياسي للمملكة لا يزال مصدر قلق رئيسي للولايات المتحدة.