دعت معارضة سعودية أبناء وطنها إلى التسلح بالشجاعة والمقاومة السلمية لوقف جرائم نظام آل سعود، مبرزة أن المملكة أضحت دولة يوليسية مارقة.
وشددت الأكاديمية د. مضاوي الرشيد، في مقال نشرته صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية على ضرورة أن ينشط مواطنو المملكة في الدفاع عن حقوقهم الإنسانية.
وقالت الرشيد إن انتهاء ملف اعتقال الناشطة الحقوقية لجين الهذلول، يعود بالدرجة الأولى إلى النشاط الواسع الذي مارسه السعوديون المطالبون بحقوق الإنسان.
ورأت أن قدوم الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، تسبب بتسريع الوصول إلى تلك النتيجة.
وقالت الرشيدإنه “لربما كان بايدن بالفعل جادا في إحداث تغيير، ولكن لا يمكن توقع الكثير”.
وأشارت إلى تجارب سابقة مع الولايات المتحدة، ومع شخص الرئيس الجديد.
وأضافت: “لو بقي السعوديون صامتين، فسوف يستمر النظام في ترهيبهم”.
وتابعت “لو أمسكوا بزمام المبادرة في أيديهم واقتدوا بشجاعة عائلة الهذلول، متبنين المقاومة السلمية واللوبي، فسيكون بإمكانهم إنهاء معاناتهم تحت حكم محمد بن سلمان”.
ورأت الرشيد أن الهذلول غدت رمزا لتغول الدولة الشرطية المارقة في المملكة.
وقالت “لا يمكن للمرء أن يتحدث عن تهالك مؤسسات الدولة السعودية؛ لأنه لم يكن لها وجود أصلا.
وتابعت : على الرغم من تفشي البيروقراطية، لا يوجد بتاتا في السعودية مؤسسات دولة شغالة وشفافة وتخضع للمحاسبة، مثل القضاء المستقل والمجالس الاقتصادية ومجلس وطني منتخب.
دولة مارقة
وذكرت الرشيد أن هذا مثبت بالدليل القاطع منذ إقامة الدولة السعودية كمملكة مطلقة، أسسها ابتداء ابن سعود كإقطاعية عائلية.
“استمرت على ذلك يحكمها لوردات حرب -بشكل أساسي أبناؤه وأقاربه الذين ساعدوه في توحيد المملكة- وعوام موالون وقضاة وضباط وعناصر مخابرات دانوا بالولاء للحكام الجدد”.
“ساندتهم في ذلك قوى أجنبية، ابتداء ببريطانيا، ثم فيما بعد انضمت الولايات المتحدة إلى مجموعة الحكومات الغربية التي دعمت النظام في الرياض”.
ونوهت إلى أن تلك الخدمات الأجنبية كانت مقابل استمرار تدفق النفط بأسعار زهيدة.
وذكرت أن “غنائم النفط شركة بين آل سعود وشركائهم وحلفائهم الغربيين، وينال العوام بعضا من فتات تلك الثروة”.
واعتبرت الأكاديمية المعارضة أن التغيير الوحيد الذي طرأ منذ صعود الملك السلمان ونجله، محمد بن سلمان، هو أن الإقطاعيات المتعددة
-أي جميع المنتفعين من سلالة مشخصنة لا شفافية فيها- تم تهميشها سياسيا، مع استمرار تلقيها منافع مالية كبيرة من الخزينة.
وخلصت: “نجم عن ذلك تعزيز منظومة سياسية جديدة، إنها مملكة سلمان المحكومة من قبل نجله ولي العهد”.
الاحتجاج السلمي
وأشادت الرشيد بدور المنفيون السعوديون من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في واشنطن ولندن وبرلين وأماكن أخرى كثيرة.
وقالت إنهم أتقنوا فن الحملات السلمية ونشاطات اللوبي حول العالم؛ للحيلولة دون نسيان الهذلول.
“كانت شقيقاتها في البداية يترددن في التصعيد وطلب التضامن الدولي، ولكن بعد أن سدت في وجوههن كل الأبواب داخل السعودية، كسرن حاجز الصمت، ورحن يطلبن التضامن من النشطاء والمنظمات غير الحكومية حول العالم”.
لم تعبأ بمعاناة الهذلول والكثيرين من سجناء الضمير من أمثالها معظم الدول الغربية المتحالفة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية.
وظلت على هذا الحال، فكان الصمت هو الخيار المفضل لكل من الولايات المتحدة في عهد ترامب وبريطانيا تحت حكم المحافظين، وكذلك فرنسا، وذلك حتى لا يفوتوا فرص الاستثمار أو إبرام صفقات سلاح جديدة.
وقالت إن بايدن لن يأمر بتغيير سري أو علني للنظام، وذلك لأسباب واضحة، حيث سيذكره مستشاروه في السياسة الخارجية بالأخطاء الفتاكة التي وقعت في الماضي.
وأضافت الرشيد: وبالتالي لا يجوز أن ينتظر المواطنون السعوديون بايدن أو غيره من الحلفاء الغربيين المهمين إلى أن يمارسوا الضغط على النظام حتى يطلق سراح السجناء السياسيين.
ونوهت إلى تردى الحالة الصحية للشيخ سلمان العودة في محبسه، وتوفي عبدالله الحامد، المدافع عن حقوق الإنسان، وهو رهن الاعتقال.
وتوفي الصحفي صالح الشيحي بعد فترة قصيرة من إطلاق سراحه، وتم إعدام العشرات من السجناء السياسيين في السنوات الأخيرة، بمن فيهم الشيخ نمر النمر.
يمارس التعذيب في السجون السعودية على نطاق واسع، ومع ذلك لا يحظى بتغطية إعلامية كافية.
في مجتمع من المفترض أن يكون شرف النساء فيه من المقدسات، انتهك جلادو النظام أثناء عمليات التعذيب هذا الشرف وهم يأمنون العقاب.
واستطردت: ألجم الخوف والترهيب والعنف المجتمع بأسره، حتى غدا السعوديون مشاركين في جريمة تعذيبهم.
ولكن، كما يقول المثل العربي: “ما حك ظهرك مثل ظفرك”، لو بقي السعوديون صامتين، فسوف يستمر النظام في ترهيبهم.
وختمت الرشيد: “لو أمسكوا بزمام المبادرة في أيديهم واقتدوا بشجاعة عائلة الهذلول، متبنين المقاومة السلمية واللوبي، فسيكون بإمكانهم إنهاء معاناتهم تحت حكم محمد بن سلمان”.