تسود حالة من الغموض حول حدوث عطل داخل إحدى مضخات شركة أرامكو السعودية التي يعجز نظام آل سعود عن حمايتها من هجمات عسكرية تنفذها بين الحين والآخر جماعة الحوثي اليمنية.
واكتفت أرامكو بإعلان حدوث عطل فني بإحدى المضخات بمحطة توزيع المشتقات البترولية في جازان، مما أدى إلى نقص في بعض المشتقات البترولية، في عدد من محطات بيع الوقود في المنطقة.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، تعمل وزارة الطاقة مع أرامكو، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة، لضمان تلبية الطلب على المشتقات البترولية في منطقة جازان، وذلك بناء على توجيه وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود.
وأكدت أرامكو أن فرقها الفنية تعمل على مدار الساعة لإصلاح العطل الفني، في أسرع وقت ممكن، وتوفير المشتقات البترولية التي تحتاجها منطقة جازان، من المحطة، بلا انقطاع. حيث عادت إمدادات المشتقات البترولية تدريجيا.
وفي 23 نوفمبر، أقر مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية بنشوب حريق في خزان للوقود بمحطة توزيع المنتجات البترولية في مدينة جدة نتيجة “اعتداء إرهابي” دون وقوع إصابات بفعل القصف الحوثي.
وبثت القناة السعودية الرسمية تصريحات للمصدر قال فيها إن “حريقا نشب في خزان للوقود في محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدة نتيجة اعتداء إرھابي بمقذوف”، نتج عن القصف الحوثي .
كما قال المتحدث باسم التحالف بقيادة المملكة في اليمن تركي المالكي، إنه ثبت تورط الحوثيين في هجوم على خزان وقود بمحطة توزيع المنتجات البترولية في مدينة جدة.
وأضاف المالكي أنه “ثبت تورط الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بهذا الاعتداء الإرهابي الجبان، والذي لا يستهدف المقدرات الوطنية للمملكة، وإنما يستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي”.
ولم تكشف وزارة الطاقة السعودية تفاصيل إضافية حول الحادثة، لكن ميليشيات الحوثيين اليمنية، أعلنت استهداف محطة توزيع “أرامكو” في جدة بصاروخ.
وقال المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع، في تغريدة على حسابه الخاص بـ”تويتر”: “تمكنت القوة الصاروخية من استهداف محطة توزيع أرامكو في جدة بصاروخ مجنّح نوع قدس 2″، مضيفاً أن هذا الصاروخ “دخل الخدمة مؤخراً بعد تجارب ناجحة في العمق السعودي لم يعلن عنها بعد”.
وتابع: “كانت الإصابة دقيقة جداً، وهرعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان المستهدف”.
وأوضح أن هذه العملية التي وصفها بـ”النوعية” تأتي “رداً على استمرار الحصار والعدوان، وفي سياق ما وعدت به القوات المسلحة قبل أيام من تنفيذ عمليات واسعة في العمق السعودي”.
وحذّر “سريع” الشركات الأجنبية العاملة في السعودية من أن عمليات الجماعة مستمرة، وعليها الابتعاد عن المنشآت الحيوية المهمة لكونها ضمن بنك الأهداف.
وتعرضت أرامكو خلال السنوات الماضية، لعدة هجمات عبر الطائرات المسيرة وألحق أضرارا وخسائر مالية باهظة في الشركة الأكبر عالميا للطاقة.
وأعلن مجلس الوزراء السعودي اليوم -في بيان- أمس، تفويض الملك سلمان بن عبد العزيز وزير الداخلية أو من ينوب عنه للتباحث مع الجانب البريطاني، والتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الدفاع المدني والحماية المدنية، بين الداخلية السعودية ووزارة الداخلية البريطانية.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد أكدت نشرها قوات في السعودية لحماية المنشآت النفطية، رافضة الكشف عن عددها ومدة مهمتها بسبب السرية العملياتية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إنه قد تم نشر قوة للدفاع الجوي في السعودية لحماية منشآت نفطية منذ فبراير/شباط الماضي.
وأشار إلى أن نشر منظومات “جيراف” (الزرافة) الدفاعية في السعودية محدود زمنيا، لكنه لم يحدد الجداول الزمنية أو عدد الجنود المشاركين.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “ذي إندبندنت” (The Independent) عن نشر الحكومة البريطانية قواتها في الأراضي السعودية للدفاع عن حقول النفط، وذلك دون علم البرلمان والجمهور البريطاني، في خطوة قالت أحزاب المعارضة إنها تفتقر إلى “البوصلة الأخلاقية”.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزارة الدفاع أن حقول النفط في السعودية هي “بنية تحتية اقتصادية بالغة الأهمية”، وأن هناك حاجة إلى مدافع من الفوج الـ16 للمدفعية الملكية للمساعدة في الدفاع ضد ضربات الطائرات المسيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إنه في أعقاب هجمات 14 سبتمبر/أيلول 2019 على منشآت نفطية في المملكة السعودية بحثت بلاده الأمر مع شركاء دوليين لتعزيز الدفاع عن المنشآت النفطية من التهديدات الجوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نشر القوات البريطانية، وإرسال العتاد العسكري في فبراير/شباط الماضي تزامنا مع حظر تصدير المعدات العسكرية إلى ما وصفتها “بدكتاتورية” الشرق الأوسط.