مشاريع وهمية تؤكد فشل رؤية 2030 الاقتصادية لبن سلمان

سلطت مصادر صحفية الضوء على رؤية محمد بن سلمان 2030 المزعومة, وكشفت عن وثائق مسربة فضحت ما يدعيه حول مشروعات وهمية ينوي تنفيذها منها مشروع مدينة “نيوم”
يعود اسم نيوم للكلمة اليونانية “نيوس” وتعني الجديد والمستقبل، ويأتي هذا المشروع الطموح في إطار استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على عوائد النفط.
تناول مخطط ابن سلمان لمدينة نيوم الجديدة, وكشفت الوثائق حول المدنية عن الطموحات الضخمة, التي يعد بعضها غير واقعي, إضافة إلى تكلفة المدينة العالية التي تقارب عن 500 مليار دولار.
سيكلف المشروع حوالي 500 مليار دولار، ويعمل على المخططات ثلاث شركات استشارية معروفة مثل: ماكينزي وشركاه، بوسطن للاستشارات، وأوليفر وايمان – تم توظيفهم للمساعدة في التخطيط وتطبيق رؤية ولي العهد بن سلمان للمدينة بمساحة ولاية ماساتشوستس الأمريكية أي ما يعادل 26500 كيلومتر مربع.
تشير مخططات المدينة إلى أن سكان المنطقة من البدو قد يتم إبعادهم عن ديارهم وذلك لإفساح الطريق للمدينة الجديدة.
كما أنّ المشروع سيواجه صعوبات أخرى تتعلق بعملية تهجير أكثر من 20 ألف مواطن بشكل قسري، يضاف إلى كل هذا وذاك طبيعة الأموال التي تحتاجها السعودية لتمويل المدينة.
كما أشارت الوثائق إلى أن شركة قانونية أمريكية أوكلت إليها مهمة وضع قوانين المدينة، التي ستكون ذات نظام قانوني وقضائي منفصل عن السعودية.
يعزم محمد بن سلمان بناء مدينة ذات تصميم مستقبلي في الصحراء يمكن لسكانها التنزه في شواطئ تلتمع رمالها في الظلام، ومشاهدة أجهزة بشر آليين تتصارع داخل أقفاصها، فضلا عن شرب الخمور.
ونقلت المصادر عن وثائق سربت لصحيفة وول ستريت جورنال أن شركات استشارات أمريكية وضعت خطة تتكون من 2300 صفحة، في محاولة لتنفيذ رؤية الأمير بن سلمان، مقترحة أحيانا تقنيات وتكنولوجيا لم تخترع حتى الآن.
ويقول التقرير إنه قد يسمح أيضا بشرب الكحوليات في نيوم، على النقيض التام من باقي أرجاء المملكة.
وتتضمن وثائق التخطيط للمدينة، التي قد لا تكون في صورتها النهائية، جلب الأمطار إلى الصحراء عن طريق “تلقيح السحب”، وهي تقنية لجلب الأمطار عن طريق إطلاق جزيئات غبار صوب السحب لتشجيع هطول الأمطار.
يبدو أن بن سلمان أبدى إعجابا خاصا بـ”شاطئ الفضة”، الذي تومض رماله, وأن المهندسين يبحثون عن سبل لتحقيق رؤية الأمير من دون تهديد سلامة المتنزهين على الشاطئ.
وتشتمل خطة ولي العهد أيضا، متنزها شبيها بـ”جوراسيك بارك”، تتجول فيه ديناصورات آلية، وقمرا من صنع الإنسان يضيء كل ليلة.
أما عن أمن المدينة، فستتولاه كاميرات مراقبة وطائرات بدون طيار وتكنولوجيا للتعرف على الوجوه.
وتشير مخططات المدينة إلى أن شركة قانونية أمريكية قد أوكلت إليها مهمة وضع قوانين المدينة، التي ستكون ذات نظام قانوني وقضائي منفصل عن السعودية.
وتنقل المصادر عن شخص مطلع على قصة فكرة إنشاء مدينة “نيوم” من قبل ولي العهد السعودي، حيث قال: إن “بن سلمان سحب خريطة السعودية من جوجل إيرث، ورأى أن الربع الغربي الشمالي من السعودية كان فارغاً، كان ذلك تحديداً قبل أربع سنوات، حتى قبل أن يصبح والده سلمان ملكاً”.
ويكمل المصدر المطلع قصته: “طار بن سلمان إلى هناك، مكان تصل فيه درجة الحرارة صيفاً لأكثر من 50 درجة مئوية، ولكن في الشتاء هناك جبال محيطة يمكن أن ينزل فيها الثلج، فقرر أن ينشئ مدينة فيها”.
لقد سعى بن سلمان لبناء جسر يربط المدينة بمصر، واتفق مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من أجل أن يحصل على جزيرتين من مصر في البحر الأحمر، الأمر الذي أثار غضب المصريين، بالمقابل تسلّم بن سلمان رسالة من قادة “إسرائيل” يبلغونه فيها تأييدهم لإنشاء المدينة، وأيضاً استعدادهم من أجل بيع التكنولوجيا المتطورة للسعودية من أجل إنشاء هذا المشروع.
ومن أجل الشروع ببناء المدينة الحلم لجأ بن سلمان للتعاقد مع كلاوس كلاينفيلد، الذي فُصل من منصب الرئيس التنفيذي لشركة “أركونيك” (شركة رائدة في مجال تصنيع الألمنيوم)؛ لأن الجسر المقترح لربط المدينة بمصر لا يمكن أن يتبع نفس المسار الذي كان يريده بن سلمان، لكونه يمر بمنطقة خط زلزالي، فرُفعت تكلفة إنشاء هذا الجسر لتصل إلى نحو 125 مليار دولار، بحسب توصية كلاينفيلد.
بينما تروج المملكة إلى تطلعها أن يجذب مشروع نيوم أعظم العقول وأفضل المواهب في العالم ولكن التقرير أثار مخاوف بشأن تمويل المشروع والقيود التكنولوجية المحتملة وهو ما يسهل توقع فشله بشكل مسبق.