رجح مركز إسرائيلي أن تكون منظمات الاستخبارات في العالم على علم بالموقع الدقيق لعملية إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي تقصف أهدافا سعودية بين الحين والآخر.
وقال مركز بيجن سادات للدراسات الاستراتيجية إن المنظمات الاستخبارية تلتزم الصمت حتى لا تكشف أنها تعرف التفاصيل التي يحاول الإيرانيون إخفاءها ؛ أو تعرض مصادر معلوماتها للخطر.
أو تحرج الإدارة الأمريكية التي تسعى للعودة للمفاوضات مع إيران وتخفيف عبء العقوبات عليها.
وتساءل: لماذا إذن يتحمل الحوثيون مسؤولية هجوم لم يرتكبوه على السعودية (إذا كان هذا هو الحال بالفعل)؟ هناك عدد من الإجابات المحتملة.
إحداها أن طهران توقعت وربما طالبت بتحملهم المسؤولية حتى تنجو إيران من العقاب.
وربما أراد الحوثيون التباهي بالإنجاز أمام الجماهير، وتعزيز دعمهم في اليمن، وزرع الرعب في قلوب خصومهم داخل اليمن وخارجه.
وحاولت الرياض التقليل من شأن الهجوم بإعلان مقتضب من وزارة الطاقة عن غارة على منشأة رأس تنورة “بطائرة قادمة من البحر”، وهناك 3 نقاط يجب توضيحها هنا:
أولاً، كانت وزارة الطاقة، وليس وزارة الدفاع، هي التي أصدرت البيان، مما يعني أن هذه مشكلة لصناعة الطاقة وليست مشكلة أمنية.
ثانياً، وُصفت الطائرة بأنها قادمة من البحر، أي من إيران التي تقع عبر الخليج، أو من سفن كانت تبحر في الخليج.
وثالثاً، هذا يعني أن السعودية لا تقبل إعلان الحوثيين مسؤوليتهم، حيث يقعون على بعد ألف كيلومتر جنوب غرب رأس تنورة بينما يقع “البحر” شرقها.
ورأي المركز الإسرائيلي أنه من المرجح أن المخابرات السعودية تعرف جيداً من هاجم المملكة ومن أين، لكنها تختار عدم الكشف عن هذه المعلومات.
ويمكن أن يكون هناك سببان رئيسيان لذلك؛ فأولاً، لن يضطر السعوديون هكذا للرد.
وثانيًا، ربما تكون المعلومات قد شقت طريقها إلى المخابرات السعودية عبر نظير استخباراتي أجنبي بشرط عدم الإعلان عن هويته أو نقلها إلى طرف ثالث دون موافقة المصدر.
أما بالنسبة لعدم مهاجمة السعودية لإيران رداً على الضربات المستمرة ضد أهداف استراتيجية سعودية، فهي تنبع من ميزان القوى بين البلدين.
فمن وجهة نظر عسكرية، فإن المملكة أضعف بكثير من إيران.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن المكانة الدبلوماسية للسعودية أفضل من مكانة إيران لم تجعل دول العالم -ولا حتى الولايات المتحدة خلال فترة ترامب- تقدم المساعدة النشطة لها.
ويبدو أن العالم على استعداد لتزويد المملكة بأنظمة مضادة للصواريخ والطائرات، ولكن من الواضح أنه لن يرسل قوات جوية أو بحرية أو برية لإنقاذها.
وقال: يفهم السعوديون ميزان القوى في مواجهة إيران جيدًا، لذا فهم يواصلون امتصاص الضربات الإيرانية بهدوء.
وأضاف: هم يدركون (السعودية) جيدًا الثمن الباهظ الذي سيدفعونه في حرب مباشرة مع إيران، وبالتالي لم يلوموا إيران علانية على الهجمات.
وخلص المركز الإسرائيلي إلى أن أهم استنتاج يجب أن تستخلصه إسرائيل من الضربات على المنشآت النفطية السعودية هو أن الرياض غير قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل فعال.
كما أن أي تقدم دبلوماسي مع السعودية يجب أن يقوم على هذه الحقيقة.
وبالتالي فإن أي اعتماد استراتيجي على الرياض يجب أن يكون حذرًا ومنضبطًا ومتوازنًا، مع الأخذ في الاعتبار أن المملكة تواجه صعوبة في الدفاع عن نفسها.
واستطرد: علاقات السعودية الحالية مع إسرائيل هي في مصلحة السعودية أكثر بكثير مما هي لصالح إسرائيل.
وزاد المركز الإسرائيلي “لذلك لا يوجد سبب يدعو إسرائيل للتضحية بمصالحها الحيوية على مذبح العلاقات مع مملكة تخاف من تسمية عدوها حتى عندما يهاجمها ذلك العدو مرارًا وتكرارًا”.