بدأ رئيس الوزراء العائد للسلطة في إسرائيل بنيامين نتنياهو تدشين مرحلة التطبيع مع السعودية عبر التوسط لولي العهد محمد بن سلمان مع الإدارة الأمريكية.
وقد قوبل ذلك اهتمام لافت من وسائل الإعلام الممولة من النظام السعودي دلالة على اهتمام محمد بن سلمان بتعزيز العلاقات القديمة مع نتنياهو.
وأبرزت وكالة رويترز للأنباء نشر قناة العربية الإخبارية الناطقة بالإنجليزية والممولة سعوديا، نبأ أن نتنياهو حث الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لبلاده، على إعادة تأكيد التزامها تجاه السعودية.
وبحسب الوكالة الدولية فإن نتنياهو “تعهد بمتابعة العلاقات الإسرائيلية الرسمية مع الرياض من أجل تحقيق قفزة كبيرة في السلام”.
وتوترت الشراكة الاستراتيجية الأمريكية السعودية في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، كما توترت العلاقات الأمريكية مع الإمارات العربية المتحدة، التي أقامت علاقات تطبيع علنية مع إسرائيل منذ عامين.
وقال نتنياهو للموقع الإلكتروني لقناة العربية المملوكة للسعودية “التحالف التقليدي (الأمريكي) مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى يحتاج لإعادة تأكيد. لا ينبغي أن تكون هناك تقلبات دورية، أو حتى تقلبات حادة في هذه العلاقة، لأنني أعتقد أن التحالف… هو مرساة الاستقرار في منطقتنا”.
وأضاف بحسب نص المقابلة المنشور “سأتحدث إلى الرئيس بايدن بهذا الشأن”.
وبعد الفوز في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني، يجري نتنياهو محادثات بشأن تشكيل ائتلاف مع شركاء دينيين قوميين، وأمامه حتى 21 ديسمبر كانون الأول للانتهاء من تشكيل الحكومة.
وقال نتنياهو إنه ملتزم بالبناء على اتفاقيات التطبيع الموقعة مع الإمارات والبحرين تحت قيادته في عام 2020، والمعروفة باسم اتفاقيات إبراهيم، والتي أوجدت محورا جديدا في مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.
وباركت السعودية الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لكنها لم تصل إلى حد الاعتراف رسميا بإسرائيل في غياب حل يحقق إقامة دولة فلسطينية.
وقال نتنياهو إن إبرام اتفاقية مع السعودية، سيكون بمثابة “قفزة كبيرة من أجل التوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي” ويسهل في نهاية المطاف التوصل إلى سلام فلسطيني إسرائيلي.
وقال “أعتزم الاستمرار” معربا عن أمله في أن “تشارك القيادة السعودية في هذا الجهد”.
وتزعم إسرائيل أنها تشترك مع السعودية والإمارات في القلق إزاء البرامج النووية والصاروخية لإيران الشيعية وشبكة وكلائها، مع رؤية فرص اقتصادية في اتفاقيات إبراهيم.
وشككت دول الخليج، التي تعول على المظلة الأمنية الأمريكية، في التزام واشنطن تجاه المنطقة. وتوترت العلاقات الأمريكية السعودية بسبب سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان والحرب في اليمن وسياسة الطاقة في الآونة الأخيرة.
وبحسب رويترز وجهت السعودية بعض الإيماءات تجاه إسرائيل، إذ أعلنت في يوليو تموز خلال زيارة بايدن للمملكة أنها ستفتح المجال الجوي السعودي أمام جميع شركات الطيران.
ويتوقف التقدم بهذا الشأن بالنسبة لشركات الطيران الإسرائيلية على موافقة سلطنة عمان على استخدام مجالها الجوي لتفادي المجال الإيراني في الرحلات إلى آسيا.
وسبق أن كشفت وسائل إعلام عبرية عن لقاءات سرية عديدة عقدها محمد بن سلمان مع نتنياهو أحدها في مدينة نيوم بحضور وزير الخارجية الأمريكي السابق لبحث دفع وتيرة التطبيع.