وثقت مجموعة حقوقية أميركية، اعتقال 238 مفكرا وكاتبا حول العالم، خلال 2019م، بينهما 38 معتقلا في سجون نظام آل سعود بتهم تتعلق بأعمالهم الفكرية والكتابية.
ورصدت مجموعة “بِن أميركا المناصرة لحرية التعبير”، في تقريرها، الاعتقالات التي جرت في 34 بلدًا رغم أن أغلبيتها تركزت في الصين والمملكة وتركيا.
وقالت إن: البلدان الثلاثة المذكورة تعدّ أيضاً السجن الأكبر للصحافيين حول العالم، وفقاً لتقرير أصدرته “لجنة حماية الصحافيين” CPJ عام 2019.
وأوضحت مجموعة “بِن” أن أعدّاد الاعتقالات شمل الشعراء والأكاديميين وكتّاب الأغنيات والمترجمين إلى جانب آخرين في مجال الثقافة اعتقلوا ظلماً خلال العام الماضي حول العالم.
والتقرير لا يشمل الصحافيين، إلا من ينتمون في الوقت نفسه إلى الفئات المذكورة، كما استُبعد آخرون من التقرير، بناء على طلب أسرهم، خوفاً من إجراءات انتقامية بحقهم.
ولفتت إلى أن المعتقلين الـ 238 احتجزوا بسبب تعبيرهم أو كتاباتهم، وقضوا ما لا يقل عن 48 ساعة وراء القضبان، في 2019.
وقالت إن تقريرها الأخير أظهر تصاعداً في توجه الحكومات حول العالم نحو قمع المفكرين والكتّاب والمبدعين، “في محاولة لقمع الانتقادات والأصوات المستقلة والسيطرة على رواية الأحداث”.
ونبهت إلى أن أكثر من نصف المعتقلين العام الماضي واجهوا اتهامات تتعلق بالأمن القومي، والكثير منهم ينتمون إلى أقليات عرقية.
ووجدت أن النساء المحتجزات أو المعتقلات يشكلن حوالي 16 في المائة من العدد الإجمالي للمعتقلين، وأبرزهن الكاتبة السعودية والناشطة النسوية لجين الهذلول.
وأظهرت الأرقام التي نشرتها المنظمة الحقوقية، أن المملكة السعودية، تحتل المرتبة الثانية في ملاحقتها واعتقالها للمفكرين في بلادها.
وبحسب التقرير الأميركي جاءت حصيلة أرقام المعتقلين على الشكل التالي: الصين (73 معتقلاً)، السعودية (38 معتقلاً)، تركيا (30 معتقلاً)، إيران (14 معتقلاً)، مصر (11 معتقلاً)، ميانمار (10 معتقلين)، إريتريا (8 معتقلين)، فيتنام (8 معتقلين)، الهند (5 معتقلين)، كوبا (4 معتقلين).
ومنذ تولى سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الحكم في المملكة وولي عهده نجله محمد، بدأت الأجهزة الأمنية التابعة بشكل مباشر لمكتب الأخير، وعلى رأسها جهاز أمن الدولة الذي أسس حديثا، بشنّ حملات اعتقال ضد الناشطين السياسيين والاجتماعيين والحقوقيين من مختلف التيارات.
ووثقت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الإنسان اعتقال السلطات الأمنية 87 امرأة منذ ولاية سلمان وابنه حكم المملكة (2015-2020).
ولا تعد هذه الحملة الأولى من نوعها ضد ناشطي حقوق الإنسان، لكنها الأكثر قسوة من بينهم والأوسع نطاقا، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات الناشطات استهدافا جماعيا في مايو/ أيار 2018م.
وذكرت المنظمة الأوربية السعودية أن هناك 50 معتقلة حاليا في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، فيما أفرجت السلطات عن ٨ لكن محاكمتهن لا زالت قائمة، و8 نساء أفرج عنهن نهائيا.
وقالت إن مصير واحدة من المعتقلات ما زال مجهولا.
وتوفيت المعتقلة حنان الذبياني داخل سجن “ذهبان” في 10 أكتوبر 2016م، الأمر الذى قوبل بتنديد حقوقي دولي واسع ومطالبات بالإفراج عن معتقلات الرأي.
وفي وقت سابق أدانت 36 دولة عضو في مجلس حقوق الإنسان من أصل 47 دولة، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي بجميع أعضائه الثمانية والعشرين، الاعتقالات المستمرة في المملكة والتي وصفها بـ “التعسفية” للمدافعين عن حقوق الإنسان وتوظيفها قوانين مكافحة الإرهاب لإسكات معارضيها.