مجلس الشورى يتحرك لأول مرة ضد فساد هيئة الترفيه
أثارت فعاليات الهيئة العامة للترفيه ممثلة برئيسها تركي آل الشيخ أزمة داخل مجلس الشورى بعد أن انتقد عدد من الأعضاء الحفلات الراقصة والاستعانة بفرق عالمية مثيرة للجدل.
وطالب مجلس الشورى، الرئيس العام لـ”هيئة الترفيه”، تركي آل الشيخ، بأن تكون الفعاليات مراعية لهوية المملكة، وفق الأنظمة واللوائح المعمول بها داخل البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس)، عن مساعد رئيس المجلس، يحيى الصمعان، تأكيده أن هناك ملحوظات كثيرة من الأعضاء بشأن التقرير السنوي المقدم من “هيئة الترفيه”.
ولم يوضح الصمعان، طبيعة الملحوظات والآراء التي أدلى بها أعضاء مجلس الشورى في جلساتهم غير المعلنة، إلا أنه يدل على وجود رفض لبعض الفعاليات التي تنظمها الهيئة.
وطالب مجلس الشورى في توصياته “هيئة الترفيه”، بأن تتعاون مع القطاع الخاص لوضع خطة لتشغيل مدن للألعاب الترفيهية في جميع المناطق التي ليس فيها مدن للألعاب الترفيهية.
وشدد المجلس على أهمية دراسة دعم الأنشطة الترفيهية ذات الطابع المحلي لكل منطقة، وإشراك الأهالي في تصميم البرامج والفعاليات المستدامة.
وأكد الشورى على ضرورة “مراعاة احتياج كل شريحة ومنطقة، وملاءمة الرسوم للجمهور المستهدف، ودراسة الفرص الاستثمارية والوظائف التي أتاحها وسيتيحها قطاع الترفيه”.
ويرى مراقبون، أن مجلس الشورى أغفل تمامًا مسألة الحفلات الراقصة والفرق الغنائية الأجنبية المثيرة للجدل، وهو ما يدل على رفض الأعضاء لها، بينما أكد على أهمية إقامة الفعاليات التي يريدها المواطن السعودي.
وسبق وأن شن الداعية عمر المقبل هجوما على هيئة الترفيه وأنشطتها في المملكة، محذراً من عواقب سلخ المجتمع من هويته.
وقال المقبل: “لسنا ضد الترفيه، بل معه إذا كان ضمن الضوابط الشرعية قولا وفعلا، وليس مجرد جملة تنطق ولا تكتب لتمرر تحتها أمور يدرك العامي الغيور أنها لا توافق الشرع”.
وأضاف: “لسنا ضد الترفيه ولكننا ضد سلخ المجتمع من هويته باسم الترفيه، وضد ذبح الحياء واغتيال المروءة، وجلب شذاذ الأفاق وفساقهم باسم الترفيه، لتتفتح أجيالنا الناشئة على تلك النماذج الساقطة التي لا يشرف كل مواطن أن تطأ أقدامهم أرض بلاد الحرمين الشريفين، فضلا عن أنهم يصدروا أنهم نجوم أو قدوات”.
وتابع المقبل محذرا: “كم هو الأثر السيء الذي سيحدثه حضورهم وحضور مهرجانات يشترك فيها أناس عرفوا في مواطن أخر من شذاذ الأفاق والبلاد الغربية بشرب الخمر ولبس الصليب ومعاقرة الفواحش وجذب الفنانين الاجانب”.
واعتبر أن ذلك “تسفيه وتغريب لا ترفيه وسلخ للمجتمع من هويته وجلب لسخط الرب وسبب لعقوبته”. وجاء رد السلطات على المقبل باعتقاله بسبب انتقاده ممارسات هيئة الترفيه.
وأقر نظام آل سعود في 2016 تنظيما جديدا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقلل من صلاحياتها، ويمنعها من توقيف الأشخاص، ويشترط أن يكون أعضاؤها من ذوي المؤهلات العلمية، إضافة لحسن السيرة والسلوك”.
وتبع ذلك سلسلة قرارات بالتخلي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية، التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، ودخولهن ملاعب كرة القدم، والسماح لهن بالسفر دون إذن ولي الأمر.