يمضى ولي العهد محمد بن سلمان قدمًا في خياناته وتمكينه لأعوان إسرائيل ومؤسساتهم وشركاتهم في المملكة وأحدث ذلك تمكين عائلة روتشيلد من أن تحط رحالها في بلاد الحرمين عبر أول بنك لها في الشرق الأوسط.
“عزيزي اللورد روتشيلد Dear Lord Rothschild” بهذه الكلمات الثلاث وجّه وزير خارجية المملكة المتحدة آرثر بلفور رسالته إلى اللورد ليونيل روتشيلد عام 1917، والتي كانت الممهّدة لإنشاء ما يُسمّى إسرائيل.
وخطورة العائلة أنها كانت تتحكم في دول كبرى، فقد كان لها تأثير في سياسات 5 دول أوروبية حينها هي إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا عبر نفوذها المالي ومنها تغلغلت للتحكم بالقرار السياسي.
ولطالما ظهر جاكوب روتشيلد بارون العائلة الذي توفي مؤخرًا، يتحدث بلسان إسرائيل ومصالحها وأمنها، كواحد منها لا كمتعاطف معها.
وفي مقابلة تلفزيونية أجراها معه سفير إسرائيلي سابق، وصف إعلان بلفور بـ”المعجزة” وأنه الحدث الأكبر في الحياة اليهودية منذ آلاف السنين، والذي استغرق 3 آلاف سنة.
وحقائق التاريخ عزّزت أقواله، فقد استخدم عمه روتشيلد نفوذه حينها للحصول على موافقة فرنسا على وعد بلفور وإدخال فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
وأنشأ أحد أفراد العائلة وهو جيمس روتشيلد فيلقًا يـهوديًا داخل الجيش البريطاني إبان الحرب العالمية الأولى وتولى رئاسة هيئة الهجرة لفلسطين.
بل اعترف جاكوب روتشيلد لمجلة Times الإسرائيلية بأن مساهمة العائلة في تأسيس إسرائيل كانت حاسمة.
كيف لا وقد موّلت بناء الكنيست والمحكمة العليا الإسرائيلية ومئات المستوطنات وغيرها وهو ما دعا نتنياهو بنفسه لشكر العائلة في 2011 بسبب دعمها المستمر لمشاريع إسرائيل عبر عقود.
وخطورة عائلة روتشيلد ليست في قوتها المالية فقط، بل في توظيف هذا النفوذ الاقتصادي الكبير للتلاعب بالسياسة العالمية وتغيير الأنظمة والملوك والرؤساء، ما يثير تساؤلات هل لفتح أول فرع شرق أوسطي من بنك العائلة في بلاد الحرمين الشريفين دلالات خاصة وأهداف خفية.
وقد لعبت العائلة بنفوذها المالي دورًا بارزًا في تغيير أنظمة دول وملوك ورؤساء، فمثلًا:
-ساهمت يدعم استقلال البرازيل عن البرتغال
-موّلت عددًا من حملات نابليون العسكرية
-ساهمت بتمويل حرب اليابان ضد روسيا
وتمتلك العائلة أصولًا متنوعة تشمل البنوك والعقارات وسكك الحديد والأسلحة وغيرها.
وكتاب “حرب العملات” الشهير الذي ألفه هونغبينغ الأمريكي من أصل صيني في 2007 ولاقى انتشارًا كبيرًا، أشار لمؤامرة يـهودية خفية تُعد لتقويض “المعجزة الصينية الاقتصادية”.
ورأى الكتاب أن التلاعب بأسعار الدولار والنفط والذهب هو أحد وسائل عائلة روتشيلد لتوجيه الضربة المنتظرة للاقتصاد الصيني.
وعليه فإننا أمام مؤامرة مكتملة الأركان:
-عائلة ذات نفوذ اقتصادي هائل تستطيع زعزعة دول بأكملها
-انتماء واضح للصـهيونية وخطوات عملية لدعم إسرائيل
-مع وجود تطلّعات إسرائيلية خاصة لبلادنا كجزء من حلم “إسرائيل الكبرى”
-وتواطئ مخزٍ من محمد بن سلمان عبر فسح المجال للتغلغل الإسرائيلي في بلاد الحرمين.
ودخول بنك روتشيلد للمملكة بدأ في 2022 بعد التعاقد معه للمساعدة في الإشراف على إعادة هيكلة أكبر تكتل إنشاءات في البلد وهي مجموعة (بن لادن السعودية).
فكيف يسمح نظام بن سلمان لهذا البنك باستلام ملف الشركة الأكبر في الإنشاءات والتحكم بمقدراتها وقراراتها؟.
وقد تَعزّز ذلك بإعلان افتتاح البنك والذي تجاهل إعلامنا الإشارة لتاريخه وارتباطه المباشر بإسرائيل وتأسيسها!
كما تم تعيين ناصر العيسى رئيسًا لمكتبه في بلاد الحرمين والذي شغل منصب كبير مسؤولي الاستثمار في الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والحيواني، المدعومة من صندوق الاستثمارات ورئيسه الأعلى بن سلمان.
ومع شغف بن سلمان بطرح مشاريع خيالية تستنزف المليارات من خزينة الدولة، ومع الاضطرار للاقتراض مرارًا أو بيع عدد من أصول الدولة لتوفير السيولة اللازمة لتغطية عجز تنفيذ هذه المشاريع، تبرز الخطورة الكبيرة في استغلال روتشيلد لهذه الثغرة والولوج من خلالها للتحكم في البلد ومقدراته.
ويتم في الوقت الذي يتزايد فيه الرفض العالمي لإسرائيل بعد جرائمها في غزة، حد وصول الأمر لمظاهرات حاشدة في بريطانيا وتمزيق صورة بلفور صاحب الوعد المشؤوم.