ينتهج ولي العهد محمد بن سلمان أسلوبا مثيرا للجدل في الحكم هو أقرب إلى كيد النساء بفعل ما يتميز به من تهور وصبيانية في قرارته.
ويعتمد بن سلمان أسلوب كيد النساء في الرد على مواقف الدول والحكومة الأخرى ليتعرض في كل مرة إلى انتقادات واسعة النطاق.
من ذلك رد بن سلمان على تحركات تركيا في المنطقة عبر إزالة أسم “سليمان القانوني” من شوارع الرياض وإزالة السجاد التركي من المساجد في المملكة إضافة إلى وقف بث المسلسلات التركية ونحو ذلك.
بموازاة رد بن سلمان على انتقادات كندا المتكررة لانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة عبر سحب المبتعثين منها ونشر تصميم يهدد بتفجير براج في العاصمة الكندية.
كما رد بن سلمان على التفوق الدبلوماسي لدولة قطر عبر قرصنة قنواتها التلفزيونية التي تمتلك حقوق البث الرياضي والتهديد بحفر قناة سلوى وطرد الإبل القطرية ونحو ذلك.
وفي السياق رد بن سلمان على التزام المغرب موقف الحياد من الأزمة الخليجية ورفضه الانحياز لمواقف الرياض عبر نشر تقارير في الإعلام السعودي يخالف الموقف المغربي من قضية الصحراء الغربية.
وفي معرض محاولته الانتقام من مؤسس “أمازون”، جيف بيزوس بسبب إتاحته توجيه انتقادات للمملكة عبر صحيفة “واشنطن بوست” عمد بن سلمان إلى قرصنة هاتف بيزوس وتخريب علاقته من زوجته.
ويؤكد مراقبون أن سياسة بن سلمان تصلح في مجالس النساء والعجائز وليس لإدارة دولة كبيرة وذات نفوذ عربي وإسلامي ودولي مثل المملكة.
وتعكس الفضائح الشخصية المتتالية لبن سلمان شخصيته المريضة بامتياز في ظل ملاحظة مختصون أنه يعاني من اختلال خطير في الشخصية.
ويقول المختصون إن سلوكيات بن سلمان تتقاطع مع أعراض اضطرابات البارانويا والنرجسية، وأنه يعتقد بالعنف والسادية سبيلان للحفاظ على سلطته.
ويلاحظ من تصرفات وسياسات بن سلمان أنه تنعدم لديه الثقة بالعامة ويتخوف دائما من سعيهم للإطاحة به ورفضه كوريث محتمل للعرش في المملكة.
ويطلب من بسلمان من العامة إعجابهم به وخضوعهم لإدارته، وهو يفرض على أتباعه تبديل قيمهم بقيمة البدائية مخفيا وراء ذلك ضعفه خلف شعوره الزائف بالعظمة.
لكنه في المقابل يحبس مخاوفه خلف سطوته البوليسية ويعتم إخفاقاته الكبيرة بالتقليل من شأنها، عبر اللجوء إلى إلهاء العامة عن هزائمه المتكررة بالترفيه ونشر الفساد والانحلال.
كما يعمد بن سلمان إلى حرف غضب الشعب عنه إلى الآخرين عبر خلق عدوات خارجية ويقابل عدم فهم مطالب التغيير بنزعته العدائية.
فضلا عن ذلك ينته بن سلمان رفع المعايير الأخلاقية عن تعامله مع من يعتبرهم خصومه، في وقت تشكل البارانويا والنرجسية معا أسوأ الأمراض السيكولوجية، لكن الأسوأ أن تصيب حاكما مندفعا مثل بن سلمان.
وتلاحق بن سلمان سمعة ملطخة دوليا بعد أن ارتبط أسمه بمؤامرات وفضائح وقمع داخلي وتحول إلى واحد من أكثر القادة المنبوذين عالميا.
وانتشرت تقارير الإعلام الغربي التي تتحدث عن فضائح متوالي لمحمد بن سلمان في ظل سلسلة من المحطات المشينة منذ صعوده للحكم منتصف عام 2017.
ومن أبرز فضائح بن سلمان جريمة قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.
وتتوارد تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام الغربية في إبرز انتهاج بن سلمان الحكم بالقمع وسحق أي معارضة.
إذ أنه تورط باعتقال عشرات الدعاة وناشطي حقوق الإنسان والصحفيين ومشايخ القبائل فضلا عن احتجاز أمراء ورجال أعمال ونهب أموالهم.
كما يتم تسليط الضوء على تهاوى خطط بن سلمان في جذب الاستثمارات الخارجية وتنشيط اقتصاد المملكة الذي يعاني من تدهور قياسي بفعل فشل رؤية 2030 الاقتصادية التي أطلقها ولي العهد.
إلى ذلك شوهت الحرب الإجرامية على اليمن وقتل آلاف المدنيين صورة بن سلمان وحولته إلى مجرم حرب يتم المطالبة بمحاكمته دوليا.
فضلا عن ذلك فإن ولي العهد سجل فشلا ذريعا في حماية منشآت المملكة والعجز عن الرد خاصة من جماعة أنصار الله “الحوثيين” المدعومين من إيران.
وارتبط اسم محمد بن سلمان بتفجير أزمة خليجية وفرض الحصار على قطر مع حلفائه في الإمارات والبحرين ومصر.
كما تورط ولي العهد ولا يزال بدعم ثورات مضادة للربيع العربي وقمع حكم العسكر في الدول العربية التي تشهد احتجاجات تنادي بالحرية والديمقراطية.
أما الصورة النمطية لبن سلمان فارتبطت بالتبعية الكاملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقديم المليارات لكسب دعمه.
إضافة إلى ذلك تورط ولي العهد بسلسلة فضائح تجسس وقرصنة عبر تويتر أخرها اختراق هاتف مؤسس أمازون جيف بيزوس.
ويجمع مراقبون على أن المملكة ابتليت بحاكم متهور همه الأول التمسك بكرسيه وعرشه دون أي اعتبار مصالح ومستقبل شعبه.