بن سلمان يتوارى عن الأنظار منذ تفجر فضيحة قرصنة هاتف جيف بيزوس
اختفى ولي العهد محمد بن سلمان عن الأنظار ولم يظهر في نشاطات رسمية منذ تفجر فضيحة تورطه في قرصنة هاتف رئيس “أمازون” ومالك صحيفة “واشنطن بوست” جيف بيزوس.
ويسطر الارتباك الشديد على دائرة بن سلمان في كيفية التعامل من الحد من انتشار فضيحة القرصنة المنسوبة لولي العهد وتداعياته على المزيد من تدهور صورته دوليا.
ويغيب بن سلمان عن أي نشاطات رسمية منذ أيام وكان أخر نشاط معلن له في 12 من الشهر الجاري عندما استقبل رئيس وزراء اليابان شينزو آبي.
ولا تزال فضيحة قرصنة هاتف جيف بيزوس تتصاعد في وسائل الإعلام الدولية.
وفي اخر تطور ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أنه تم اتخاذ إجراءات لحماية هاتف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من الاختراق من خلال رسائل “واتساب” تحمل الرموز التعبيرية “إيموجي”، كان يرسلها إليه بن سلمان بكثرة.
وقالت الصحيفة إن جونسون كان على اتصال منتظم مع بن سلمان من خلال “واتساب”، بعد أن تبادلا الأرقام عندما كان وزيراً للخارجية.
وأشارت إلى أن استخدام بن سلمان لـ”الإيموجي” باستمرار، حيَّر جونسون وفريقه، مضيفة أن مصادر أمنية قالت إن مستوى اتصال ولي العهد السعودي بجونسون كان “مثيراً للقلق”، وإن العلاقات الحالية مع المملكة “يتم تقييمها” بشدة، بسبب سلوك بن سلمان.
وتابعت الصحيفة: “رفض المسؤولون القول ما إذا كان هاتف جونسون قد فحصته أجهزة الأمن، لكن مصادر أخرى أكدت أن جميع الإجراءات المناسبة قد اتُّخذت لحماية هاتفه”.
والأربعاء الماضي، أصدر المحققان أنييس كالامارد مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، وديفيد كاي مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية التعبير، بياناً، أشارا فيه إلى تورط بن سلمان في عملية اختراق هاتف جيف بيزوس، مشيرَين إلى أن “تلك المزاعم تتطلب تحقيقاً فورياً من الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية”.
وأوضح البيان أن “توقيت قرصنة هاتف بيزوس يدعم إجراء تحقيق عن مزاعم بأن بن سلمان أمر أو حرّض على قتل خاشقجي”.
ولفت إلى أن “البرنامج الذي استخدمه بن سلمان في قرصنة هاتف بيزوس هو برنامج (بيغاسوس) الإسرائيلي”، كاشفاً أن “الشهر الذي تم فيه اختراق هاتف بيزوس هو نفسه الذي اختُرقت فيه هواتف اثنين من المقربين لخاشقجي”.
في هذه الأثناء قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الديمقراطي السيناتور رون وايدن إنه بعث برسالة إلى وكالة الأمن القومي الأميركي للمطالبة بتقييم الخطر على مسؤولين في البيت الأبيض ممن تواصلوا مع بن سلمان برسائل عبر هواتفهم الشخصية.
ويشير وايدن صراحة إلى جاريد كوشنر مستشار الرئيس بحكم علاقته الشخصية القوية مع ولي العهد السعودي، ويضيف “أن يصل ولي العهد السعودي إلى هاتف جاريد كوشنر فذلك أشبه بزرع جهاز تنصت في البيت الأبيض”.
تحذيرات السيناتور وايدن هذه سبقه إليها كل من السيناتور كريس ميرفي والسيناتور كريس كونز، ويرون أن علاقة كوشنر وبن سلمان تحمل في طياتها تهديدا على الأمن القومي الأميركي نظرا للتقارير التي تحدثت عن أن الرجلين يتواصلان عبر تطبيق واتساب.
وقال البيت الأبيض يوم الخميس الماضي إنه يأخذ على محمل الجد التقارير المتعلقة باختراق هاتف بيزوس.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن المحققة الأممية الخاصة بحالات القتل خارج نطاق القضاء أنييس كالامار تصميمها على كشف خيوط قرصنة هاتف مؤسس موقع أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست جيف بيزوس.
وقالت كالامار إن رغبتها بالكشف عن هذه القضية نابعة من حرصها على تبيان من يحظى بأهمية إستراتيجية بالنسبة لنظام آل سعود.
وسبق أن قالت كالامار إن الظروف المحيطة بعملية قرصنة هاتف بيزوس تدخل في صميم تحقيقات مقتل جمال خاشقجي، مشيرة إلى أن القرصنة جرت في وقت كان خاشقجي يكتب فيه مقالات تنتقد السلطات السعودية.
وبدأ الأمر في أبريل/نيسان 2018 عندما حضر بيزوس حفل عشاء مع ولي العهد وتبادلا الأرقام، بعدها -وتحديدا في مايو/أيار من العام ذاته- تلقى بيزوس ملف فيديو مشفرا أُرسل من حساب الواتساب الشخصي لولي العهد السعودي، تبعها بدء تسريب كميات هائلة من البيانات من هاتف بيزوس.
ثم قال بيزوس إنه تلقى رسائل واتساب من محمد بن سلمان تحتوي معلومات خاصة وسرية عن حياته الشخصية، حسب ما نقلته وسائل إعلام في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وفبراير/شباط 2019، وهي الفترة التي تلت مقتل خاشقجي.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، بدأت صحيفة ناشونال إنكوايرر نشر محادثات خاصة لبيزوس سربت من هاتفه، وجمعته بصديقته المذيعة السابقة لدى شبكة تلفزيون “فوكس” لورين سانشيز.
وقبل شهر واحد من تسريب الرسائل الخاصة، أعلنت ماكنزي بيزوس زوجة جيف أنها تخطط للطلاق، مؤكدة أنهما كانا منفصلين منذ وقت طويل.