حل الداعية الإسلامي البارز معتقل الرأي في سجون نظام آل سعود سلمان العودة ضمن قائمة المسلمين الأعلى تأثيراً في العالم.
وفاز العودة بالمرتبة العاشرة (١٠) في قائمة المسلمين الأعلى تأثيراً في العالم، ويوصف بأنه سفير السلام.
واعتبر مراقبون ذلك رسالة للقامعين والسجّانين بأن القمع والسجن والملاحقة ومحاولات الاغتيال المعنوي والتشويه المتعمد التي طالت العودة لم تزده عند الناس إلا قبولاً وتأثيراً.
وقبل يومين طالبت منظمة سويسرية حقوقية الأمم المتحدة، بالتدخل والتحقيق في ظروف اعتقال وتعذيب النظام السعودي للداعية د. سلمان العودة.
وراسلت منظمة الكرامة لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة للأمم المتحدة، وطالبتها بالتدخل لدى السلطات السعودية بشأن الداعية الإسلامي البارز.
وطالبتها أيضا بضرورة التدخل لوقف الأعمال الانتقامية ضد عائلته، والسماح لأطباء مستقلين بزيارته لتقييم حالته واحتياجاته والإبلاغ عنها.
وفي وقت سابق كانت الكرامة رفعت إلى اللجنة ذاتها قضية الشيخ سفر الحوالي، لكن لا يزال النظام السعودي مستمرًا في ممارسة القتل البطيء ضد منتقديه البارزين.
ويتعمد النظام السعودي إبقاء المعتقلين تعسفياً في ظروف قاسية وغير إنسانية، رهن الحبس الانفرادي، وهو ما أدى لإصابة العديد منهم بإعاقات شديدة.
وسبق أن خاطبت منظمة الكرامة الحقوقية الأمم المتحدة في قضية الداعية العودة الذي اعتُقل في 9 سبتمبر/ أيلول 2017.
واعتقل العودة لنشره تدوينة على موقع تويتر لمتابعيه البالغ عددهم 14 مليونا عبر فيها عن دعمه للوساطة بين السعودية وقطر.
وجاء في التدوينة “وفق الله بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”.
انتهاكات حقوقية
ومنذ اعتقاله التعسفي، أبقت السلطات على الدكتور العودة خارج حماية القانون، مع فترات طويلة من الاعتقال السري بمعزل عن العالم الخارجي.
وتعرض للحبس الانفرادي الكامل والحرمان الحسي، فضلاً عن أشكال مختلفة أخرى من التعذيب الجسدي والنفسي.
وأثبتت سلطات آل سعود عزمها على معاقبة الدكتور العودة لرفضه الامتثال لطلب ولي العهد بدعم سياساته علنًا.
وحرمه مسؤولو السجن من الأدوية الضرورية حتى يناير 2018، عندما تدهورت صحته بشكل حاد، ما اضطُر لنقله إلى المستشفى بشكل عاجل بسبب ارتفاع ضغط الدم الذي يهدد حياته.
بدأت محاكمته أمام محكمة أمن الدولة في 4 سبتمبر/ أيلول 2018، عندما طالب النائب العام سعود المعجب ونائبه محمد بن إبراهيم السبيت بإعدامه.
ووجه هؤلاء إلى العودة 37 تهمة معرّفة بشكل غامض، جميعها تتعلق بمناصرته لحقوق الإنسان والمشاركة السياسية.
وعلى الرغم من حالته الصحية ومحاكمته الظالمة، فإن ثمة مخاوف من الحكم على الدكتور العودة وإعدامه بشكل تعسفي ووحشي.
تدهور الصحة الجسدية
في أواخر نوفمبر / تشرين الثاني 2020، علمت عائلة الدكتور العودة من خلال الطاقم الطبي في السجن أنه أصيب بإعاقة ثنائية حادة في وظائفه البصرية.
بلغت على الأقل نصف قدرته البصرية السابقة، ومن ثم فهو يواجه اليوم خطر الإصابة بالعمى، في ظل الحرمان من العلاج وإعادة التأهيل.
وبالمثل، فقد أصيب بضعف سمعي تم تقييمه أيضًا بأكثر من نصف قدرته السابقة.
وفي الوقت نفسه، ومع تدهور حالته الصحية، حُرم من الرعاية الطبية وأجبر على تناول أدوية نفسية مجهولة الهوية.
شاهدت عائلته تدريجياً، ولكن بشكل أكثر حدة في الأشهر الماضية، هزاله الشديد بالإضافة إلى التدهور المعرفي والضبابية الذهنية.
وخلصت المنظمة السويسرية إلى أن سلوك السلطات السعودية غير المكترث واستمرارها في إساءة معاملتها للدكتور العودة يؤكد فقط نيتها قتله ببطء.
وطلبت الكرامة من لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التدخل لدى السلطات السعودية مباشرة، من أجل الإفراج الفوري عن العودة كإجراء طارئ لمواجهة الأعمال الانتقامية ضد عائلته.
وحثت الكرامة، على أية حال، اللجنة بمطالبة السلطات بالسماح لوفد من الأطباء المستقلين بزيارة سرية للدكتور العودة لتقييم حالته واحتياجاته والإبلاغ عنها.