تقرير دولي: محمد بن سلمان تسبب بتدهور شامل في السعودية

أبرز تقرير لمجلة eurasia review الدولية ما أحدثه ولي العهد محمد بن سلمان من تدهور شامل في السعودية بفعل سياساته المتخبطة والقمعية.

وقال التقرير إن بن سلمان قام بالتجاوز على الأعراف الاجتماعية، وتقييد تأثير رجال الدين، من خلال خلق عروض ترفيهية كبيرة.

وأضاف أن بن سلمان في الوقت نفسه يضيّق على الجانب السياسي للعقد الاجتماعي للمملكة بما في ذلك حرية التعبير والإعلام.

وجاء في التقرير: أصدر البنك الدولي تحذيرا صارخا في توقعاته لعام 2018 للاقتصاد السعودي. وقال البنك “من المحتمل أن تواجه المملكة مشكلة فقر تلوح في الأفق”.

ومنذ ذلك الحين، لاحظ البنك في توقعاته لعامي 2019 و2020 أنه “على الرغم من عدم توفر معلومات رسمية حول الفقر في المملكة، فإن تحديد ودعم الأسر ذات الدخل المنخفض يمثل تحديًا”.

اعتمادًا على أسعار النفط العالمية، لم يكن منحنى الناتج المحلي الإجمالي السعودي للفرد خطًا مستقيمًا صعوديًا، لكن بدلا من ذلك انهارت.

في أحد موجات المد والجزر من هذا القبيل، انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي السعودي بمقدار النصف تقريبًا من ذروة بلغت 17،872 دولارًا أمريكيًا في عام 1981 إلى 8685 دولارًا أمريكيًا في عام 2001، وهو العام الذي شكل فيه 15 سعوديًا من الطبقة المتوسطة يمثلون غالبية الجهاديين الذين طاروا طائرات إلى نيويورك لاستهداف أبراج التجارة العالمية والبنتاغون في واشنطن.

كان عام 2001 هو العام الذي كافح فيه العديد من السعوديين لتغطية نفقاتهم وسط أسعار النفط المنخفضة، ثم جهود الملك عبد الله لفرض قدرا من القيود المالية في المملكة.

قال طالب سعودي مسجّل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المرموقة في المملكة العربية السعودية لهذا الكاتب في ذلك الوقت: “قبل حرب الخليج ، لم ندفع إيجارًا في مساكن الطلاب – نحن الآن ندفع”.

“في الماضي ، لم يكن يهم إذا لم تكمل دراستك خلال خمس سنوات. الآن تفقد منحتك الدراسية إذا لم تفعل ذلك. سيُطلب منا قريبًا دفع الرسوم الدراسية. قبل حرب الخليج، كان لديك 10 عروض عمل عندما تخرجت”. ذكر الطالب في إشارة إلى الانقلاب الذي قادته الولايات المتحدة للغزو العراقي للكويت “أنت الآن محظوظ إذا حصلت على واحدة”.

أضاف عبد العزيز ، أحد أصدقاء الطالب الذي يستخدم الكلمة العربية للشيشة: “لا يوجد شيء هنا يمكن فعله سوى الجلوس ومشاهدة التلفزيون وتدخين الشيشة”. “لا يوجد شيء يمكننا القيام به لتغيير الأشياء. لهذا السبب تزوجنا مبكرًا ، فقط لنكتشف أنه كان خطأ “.

انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي السعودي مرة أخرى ، وإن كان بشكل أقل حدة ، من 23337 دولارًا في العام الذي حذر فيه البنك الدولي من الفقر الذي يلوح في الأفق إلى 20.110 دولارات في عام 2020.

في ملاحظة إيجابية ، أفاد البنك أنه في حين أن “معلومات الفقر والوصول إلى بيانات المسح لقياس ظروف الرفاهية كانت محدودة” ، فقد شهدت المملكة العربية السعودية ” مكاسب في القدرة الإدارية  لتحديد ودعم الأسر ذات الدخل المنخفض”.

ومع ذلك، حذر البنك من أن الطبقة الوسطى قد تكون أكثر عرضة لآلام التقشف والقيود المالية.

من المؤكد أن المملكة العربية السعودية في مطلع القرن ليست مملكة اليوم. على الرغم من  أن السعوديين شكلوا مؤخرًا واحدة من أكبر مجموعات المقاتلين الأجانب  في الدولة الإسلامية ، فمن غير المرجح أن يستجيب السعوديون اليوم لإعادة كتابة من جانب واحد لعقد اجتماعي وعد برفاهية من المهد إلى اللحد والمصاعب الاقتصادية المحتملة من خلال الانجراف نحو التشدد. والتطرف في الوقت الذي وعد فيه ولي العهد السعودي الشاب بتغيير هائل وسلم البعض.

قام محمد بن سلمان بتحرير الأعراف الاجتماعية، ودحر تأثير رجال الدين المحافظين ، وخلق عروض ترفيهية وترفيهية أكبر ، وعزز حقوق المرأة والفرص المهنية كجزء من خطته لفطم المملكة عن الاعتماد على صادرات النفط وتنويع مصادر الدخل للاقتصاد السعودي.

وفي الوقت نفسه ، شدد بشكل كبير الجانب السياسي للعقد الاجتماعي للمملكة الذي يتضمن  تنازل الجمهور المطلق عن جميع الحقوق السياسية ، بما في ذلك حرية التعبير والإعلام والتجمع.

في المقابل ، تعد خطة إصلاح رؤية 2030 ، وفقًا للبنك الدولي ، بحماية المواطنين من آلام التغيير الاقتصادي من خلال “تحديث نظام الرعاية الاجتماعية ، وإعادة توجيه دعم الأسعار نحو المحتاجين ، وإعداد وتدريب غير القادرين على العثور على عمل، وتقديم رعاية ودعم مخصصين للمواطنين الأكثر ضعفًا “.

وذلك من خلال القيام بذلك ، سعت الحكومة إلى تخفيف تأثير ارتفاع أسعار الطاقة بالإضافة إلى إدخال ضريبة القيمة المضافة (VAT) وضريبة المغتربين ثلاث مرات.

وتتعلق رؤية 2030 ، أكثر من الحماية الاجتماعية ، بخلق فرص عمل للسعوديين في بلد بلغ معدل البطالة فيه  11.7 في المائة  في الربع الأول من هذا العام.

ويقال القطاع الخاص في السعودية  التي تم إنشاؤها في السنوات الثلاث الماضية الثلث  من  فرص العمل الجديدة 1200000  احتياجات المملكة لتوليد بحلول عام 2022 لتلبية الهدف البطالة.

قالت وكالة الإحصاء في المملكة إن البطالة في الربع الأول كانت الأدنى في البلاد منذ ما يقرب من خمس سنوات ، لكن الانخفاض كان مدفوعًا جزئيًا بترك الأشخاص من القوى العاملة بدلاً من خلق فرص عمل جديدة.

أكد محمد بن سلمان في مايو / أيار في  مقابلة واسعة النطاق  أن “لدينا ما بين 200000 و 250.000 شخص يدخلون إلى سوق العمل كل عام وأن وظائف القطاع العام محدودة”.

وبأخذ السياحة كمثال ، قال ولي العهد إن تطوير الصناعة سيخلق ثلاثة ملايين وظيفة ، مليون منها ستكون للسعوديين الذين يمكن بمرور الوقت أن يحلوا محل الرعاة السابقين الذين سيشغلون ثلثي الوظائف الشاغرة في البداية.

بمجرد أن نخلق ثلاثة ملايين فرصة عمل ، يمكننا سعودةها في المستقبل. وقال الأمير محمد “هناك أيضا وظائف في القطاع الصناعي وهلم جرا.” وتوقع في الوقت نفسه أن ترتفع نسبة الأجانب في المملكة من ثلث السكان اليوم إلى النصف في العقد أو العقدين المقبلين.

عند الكتابة عن العقد الاجتماعي المتغير في المملكة حذرت الباحثتان ميرا الحسين وإيمان الحسين من أن الحكومة بحاجة إلى إدارة التغيير الاقتصادي والاجتماعي السريع، وذلك جزئيًا من خلال توفير معلومات أوضح للجمهور.

حدد الخبراء القضايا المتعلقة بحقوق الأجانب مقابل الحقوق الممنوحة لأطفال الزيجات المختلطة بين السعوديين وغير السعوديين، والتراجع عن الدين في الحياة العامة، وإجراءات التقشف كنقاط احتكاك محتملة في المملكة.

“إن تداعيات المظالم القائمة والاستقطاب المتزايد داخل المجتمعات الخليجية … بالإضافة إلى برامج الهندسة الاجتماعية الواسعة قد وضعت المحافظين ضد الليبراليين. وقال الخبراء إن قدرة دول الخليج العربي على إعادة تحديد عقودها الاجتماعية دون اضطرابات ستعتمد على تجنبها اللباقة لخلق مظالم جديدة وعلى حل المظالم القائمة.