أدانت محكمة في الدنمارك ثلاثة أعضاء في جماعة إيرانية معارضة بالتجسس لصالح السلطات السعودية.
واعتقلت الشرطة الرجال الثلاثة في فبراير/شباط 2020 وهم أعضاء في حركة النضال العربي لتحرير الأهواز المدعومة من السعودية.
كما أدينوا بتهمة “الترويج للإرهاب” من خلال دعم جناحها المسلح في إيران بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وهم يواجهون عقوبة الشهر المقبل، مع احتمال الحكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى 12 عاما والترحيل.
وخلال محاكمة مطولة في محكمة روسكيلد المحلية الدنماركية، استمعت هيئة المحلفين إلى أن الرجال الثلاثة نقلوا بين عامي 2012 و2020 معلومات عن مجموعة متنوعة من الأفراد والمنظمات الدنماركية، وكذلك عن الشؤون العسكرية الإيرانية، إلى ضباط المخابرات السعودية مقابل مبالغ مالية.
وتلقى الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 41 و50 عاما، 15 مليون كرونر (1.27 مليون جنيه إسترليني) من عملاء المخابرات السعودية. أحدهما مواطن دنماركي.
وقال ممثلو الادعاء ان الاموال ساعدت بعد ذلك في تمويل انشطة الجناح المسلح في إيران الذى يطلق عليه لواء شهداء محي الدين ناصر.
وحركة “بلاد العرب” هي حركة انفصالية تسعى إلى إقامة دولة منفصلة للعرب العرقيين في محافظة خوزستان الجنوبية الغربية المنتجة للنفط في إيران.
ويعتبر النظام الإيراني الجماعة منظمة إرهابية، وقد نفذ جناحها المسلح عددا من الهجمات العنيفة، بما في ذلك هجوم على عرض عسكري في مدينة الأهواز الجنوبية الغربية في عام 2018 أسفر عن مقتل 24 شخصا.
كما أدانت المحكمة الرجال بدعم جماعة جيش العدل المسلحة، التي تعمل في إيران والمدرجة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة.
وهذه القضية هي أحدث مثال على معركة تجسس متنامية بين عملاء المخابرات المدعومين من السعودية وإيران في الدنمارك.
في عام 2018، تعرض أحد الرجال الثلاثة لمحاولة اغتيال يعتقد أنها برعاية طهران، التي شهدت سجن نرويجي إيراني لمدة سبع سنوات لدوره في المؤامرة.
ونفت إيران هذه الادعاءات، بيد ان الدنمارك استدعت سفيرها احتجاجا.
وحذر رئيس وكالة الاستخبارات الدنماركية “بي تى” فين بورش اندرسون بعد ذلك من انها لن تقبل بان تجلب الدول الاجنبية “صراعاتها المتبادلة” الى الاراضي الدنماركية.
وتسعى الجماعة المعروفة أيضا باسمها العربي، النهال، إلى الاستقلال منذ عام 1999 للأقلية العرقية العربية المهمشة إلى حد كبير في إيران.
وصفت المؤسسة الحاكمة في إيران تنظيم “أسملا” بأنه منظمة إرهابية، وربطته بالعديد من الهجمات المميتة، أبرزها كمين في عام 2018 في موكب بمناسبة يوم الجيش في مدينة الأهواز الجنوبية الغربية.
ونفت هيئة تحرير السودان تورطها في الهجوم الذي خلف أكثر من 24 قتيلا، من بينهم نساء وأطفال.
ويواجه أحد كبار قادة الجماعة، حبيب شعب، حاليا تهما تتعلق بالإرهاب في طهران. وكان عملاء المخابرات الإيرانية قد استدرجوا المنشق المقيم في السويد إلى زيارة إلى تركيا في عام 2020 قبل نقله إلى إيران فيما وصفته السلطات التركية بأنه عملية اختطاف.
وخلال جلسات الاستماع الثلاث التي عقدها الشعب حتى الآن، عين المدعون العامون على وجه التحديد العدو اللدود لإيران إسرائيل ومنافستها الإقليمية المملكة العربية السعودية كمؤيدين ل “جيش تحرير السودان”، بينما اتهموا الدنمارك وبلجيكا بإيواء أعضائها.