يعد وزير الخارجية الجديد في نظام آل سعود فيصل بن فرحان أحد المقربين من دائرة محمد بن سلمان وكان له ضلعا في جريمة قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي قبل أكثر من عام.
وأصدر الملك سلمان مرسوما بتعيين فيصل بن فرحان وزيرا للخارجية خلفا لإبراهيم العساف الذي شغل المنصب لـ10 أشهر فقط.
وكشفت تقارير غربية أن وزير الخارجية الجديد لديه خبرة 15 عامًا في مجال التسليح، وتدور شكوك حول دور له في جريمة اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وبن فرحان من مواليد 1974، وقبل تعيينه في المنصب الجديد كان يشغل منصب سفير بلاده لدى ألمانيا منذ فبراير/شباط الماضي، كما شغل منصب كبير المستشارين في السفارة السعودية بواشنطن.
وإلى جانب خبرته الدبلوماسية، لديه تجربة طويلة في شؤون التسليح، وكان عضوا في مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية.
ويأتي تعيين بن فرحان في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات السعودية – الإيرانية تصعيدا متبادلا، ويعتبر وزير الخارجية الجديد من أكثر المسؤولين إدلاء بتصريحات قوية ضد إيران.
وسبق أن نقل الإعلام السعودي في سبتمبر/أيلول الماضي عن الوزير الجديد قوله إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على طهران، تعقيبا على استهداف اثنتين من منشآت النفط بـ”أرامكو” السعودية.
كما سبق أن أدلى سابقا لإذاعة “دوتشلاند فونك” الألمانية بتصريحات جاء فيها “أيا كانت الجهة التي انطلق منها الهجوم فإن إيران تقف بالتأكيد وراء ذلك، إذ قامت بتصنيعها (الصواريخ) ولا يمكن إطلاقها دون مساعدة إيرانية”.
على صعيد علاقاته مع الغرب، قالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط “شينزيا بيانكو”، إن الوزير الجديد لديه علاقات “قويّة مع الغرب”، مضيفة أنه “ديناميكي ويعمل من منظور استباقي.. الوزارة ستكون مغايرة”.
كما لفتت إلى أن “علاقات الوزير قوية جدا مع حلفاء السعودية التقليديين”.
لكن علاقات الوزير بالغرب ينغصها دوره المزعوم في جريمة اغتيال “خاشقجي”، حيث تصاعدت تحركات شعبية قبل 8 أشهر، للحيلولة دون تعيين الوزير “فيصل” سفيرا لبلاده في ألمانيا، بعد أن ألمحت منظمات غير حكومية تعمل في برلين، إلى ضلوعه في حادث مقتل “خاشقجي”.
وآنذاك قالت مؤسسة المجهر الأوروبي إن عدة منظمات طالبت الرئيس الألماني “فرانك شتانماير” بمنع قبول قرار الرياض تعيين الوزير “فيصل” سفيرا لبلاده في برلين.
وأوضحت المنظمة الحقوقية أنه تورط في عملية استدراج “خاشقجي” إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، عندما كان يشغل منصب كبير المستشارين في سفارة بلاده لدى الولايات المتحدة.
وتتعرض المملكة لانتقادات متزايدة من الغرب خلال الأشهر الماضية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، خصوصا في ملف مقتل خاشقجي والحرب التي تشنها في اليمن.
وأضرت قضية خاشقجي بشدة بعلاقات المملكة السعودية بالغرب، كما شوّهت صورة محمد بن سلمان وفضحت حقيقة جرائمه بعد أن كان يحاول الظهور بصورة الإصلاحي.