بعد شرائه لوحة لليوناردو دافنشي بمبلغ 450 مليون دولار عام 2017، زعم تقرير نشرته “ديلي ميل” البريطانية أنّ محمد بن سلمان أنفق ملايين الدولارات على معرض معاصر لليقطين.
وافتتح المعرض الذي يحمل عنوان “كل الحب اللانهائي الذي أكنه لليقطين”، في معهد الفن المعاصر في ميامي، وهو عبارة عن نماذج من القرع الأصفر المرقط بالأسود والمصنوع من الأكريليك، وضعتها الفنانة يايوي كوساما في غرفة عاكسة مليئة بالمرايا والأضواء.
ويذكر الموقع الإلكتروني لمعهد الفن المعاصر، أنّ المعهد “استعار المعرض كاملاً من المجموعة السعودية للهيئة الملكية في محافظة العلا، التي تشرف على تطوير منطقة غنية بالآثار شمال غرب المملكة”.
وأفاد التقرير بأنّ ذلك “يثير شكوكاً حول هوية من اشترى المعرض قبل 6 أشهر مقابل 5 ملايين دولار، وأن هناك شكوكاً قوية في أن المشتري الحقيقي هو محمد بن سلمان”.
ورغم ما جاء على الموقع الإلكتروني للمعهد، تدّعي شركة ألمانية، هي “فاين آرت بارتنرز”، ملكيتها للمعرض، حتى هذه الساعة.
الشركة الألمانية كانت شريكة لغاليري “إينيغو فيلبريك” منذ عام 2015، وعملا معاً على شراء الأعمال الفنية وبيعها وتسويقها، واشترت الشركة الألمانية معرض كوساما عام 2017 مقابل 3.3 ملايين دولار، من دار مزادات في نيويورك من طريق “فيلبريك”، الذي عُهد إليه بإعادة بيعه مقابل 5 ملايين دولار.
وقيل إنّ السعوديين اشتروا المعرض من “فيلبريك” بعد مدة قصيرة. إذ يشير اتفاق مؤرخ في 11 سبتمبر/أيلول من هذا العام، بين “فيلبريك” ومعهد الفن المعاصر، إلى أنّ معرض اليقطين مستعار من شركة MVCA السعودية، التي مقرها الرياض، ويشار أيضاً إلى مجموعة الهيئة الملكية كمعير للمعرض أيضاً.
وبدأت الشركة الألمانية بمقاضاة غاليري “فيلبريك” الشهر الماضي، متهمة إياه بخرق عقد بينهما، وهي تسعى لاستعادة أعمال فنية منه بقيمة 14 مليون دولار، ومن بينها معرض اليقطين، وليس من المعروف ما إذا كانت على دراية ببيع عمل كوساما للسعوديين.
ومنذ أن أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد والجدل هو العنوان العريض لغالبية الاخبار والمعلومات التي تدول حوله بما في ذلك ما يسيطر عليه من بذخ مالي ونفقات مالية هائلة في مشترياته ورحلاته الرسمية والخاصة في الداخل والخارج.
يتناقض بذخ بن سلمان مع ما يرفعه من شعارات زائفة بشأن محاربة الفساد واتخاذ إجراءات من أجل التقشف لإنقاذ اقتصاد المملكة المتدهور.
كما عمد بن سلمان إلى الإعلان عن عدة إصلاحات, تحت بند “تغيير الصورة النمطية عن المملكة”, اعادة فتح دور السينما, وتمكين المرأة من قيادة السيارة, من ضمن أمور أخرى.
فبعد تقارير أفادت “بشرائه لوحة ’مخلص العالم‘ لليوناردو دافنشي، بمبلغ 450 مليون دولا، ومن قبل، اقتناء يخت بقيمة نصف مليار دولار”، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، مؤخرا، أن ولي العهد السعودي هو “مالك قصر الملك لويس الرابع عشر، في منطقة لوفسيان قرب العاصمة الفرنسية”، وأنه اشتراه سنة 2015، بأكثر من 300 مليون دولار.
بهذا ونظرا لتاريخ إبرام الصفقة، يكون القصر الذي كان يوما لمن لأبرز ملوك فرنسا الملقب بالملك الشمس، باكورةَ مقتنيات الأمير الشاب الذي اشترى العام الماضي يختا قيمته 500 مليون دولار وأعاد الكرة قبل شهر بشرائه عبر وسيط لوحة المسيح للرسام الإيطالي النابغة ليوناردو دافنشي بسعر يقدر 450 مليون دولار.
رغم أنه لم يؤكد ملكيته للوحة التي وجدت لها طريقا لتستقر على أحد جدران متحف اللوفر أبو ظبي.
القصر الفرنسي للأمير يتربع على مساحة 23.06708 هكتارا أو أكثر من 230 ألف و670 متر مربع تحيط به طبيعة خلابة وتتوسّطه نافورة مطليّة بالذهب.
وأبدى خبير بالفن اعتقاده بأنّ اللوحة الأغلى في العالم “سلفاتور موندي” (مخلّص العالم) لليوناردو دافنتشي، موجودة على يخت محمد بن سلمان، وذلك بعدما جرى الحديث عن فقدانها منذ شرائها بمبلغ هائل قبل عام ونصف العام.
وبيعت اللوحة المنسوبة إلى رائد عصر النهضة ب 450 مليون دولار في مزاد نظّمته دار كريستيز في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بسعر حطّم الأرقام القياسية لسوق الفن.
ومنذ ذلك الوقت، لم تعرض علنا اللوحة التي يبلغ طولها 65 سنتم وعرضها 45 سنتم وتُظهر المسيح خارجاً من الظلام، مباركاً بيد العالم وحاملاً بالأخرى كرة شفافة على شكل كوكب، ما طرح تساؤلات عن هوية مشتريها كما حول مكانها وأصالتها.
وكان متخصصون أشاروا إلى إمكانية أن يكون تلاميذ لدافنتشي رسموا اللوحة، وليس معلّمهم نفسه.
وتظهر الأوراق الرسمية أنّ معرض اللوفر في أبوظبي اقتناها لعرضها، فيما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أنّ الشاري الحقيقي هو الأمير السعودي بدر بن عبد الله لحساب ولي العهد بن سلمان، الذي لم يؤكد ولم ينفِ.
وعزز هاوي جمع التحف الفنية والتاجر كيني سكيتشر هذه الفرضية الاثنين، على موقع Artnet.com المتخصص بالفنون.
وكتب “يبدو أنّ اللوحة وضعت على متن طائرة محمد بن سلمان واستقرت في يخته، سيرين”. وذكر عدّة مصادر، بينهما اثنان شاركا في الصفقة.
ويعتقد الخبير أنّ اللوحة ستبقى على متن اليخت ريثما تتمكن السعودية من تحويل منطقة العلا إلى موقع سياحي يجذب السياح الدوليين.
وفي بداية العام، استضافت هذه المنطقة الصحراوية الواقعة شمال غرب السعودية موسيقيين عالميين، أقاموا حفلاتهم على مسرح زجاجي وسط الآثار ما قبل الإسلامية.
وقبل أسابيع أثارت الزيارة التي أجريها بن سلمان إلى باكستان، جدلاً واسعاً؛ بسبب ما وصف بـ”مظاهر البذخ والترف”، التي كان آخرها مرافقة مقاتلات عسكرية باكستانية لطائرته.
ونشر بدر العساكر، مدير المكتب الخاص بابن سلمان، على صفحته في “تويتر”، صوراً تظهر المقاتلات الحربية الباكستانية من طراز “JF-17″، وهي ترافق طائرة ولي العهد فور دخولها الأجواء الباكستانية.
وأثارت الزيارة التي يقوم بها بن سلمان إلى إسلام أباد جدلاً في الأوساط الإعلامية الباكستانية؛ بسبب الاستعدادات والترتيبات التي تسبق وصول الضيف السعودي، التي وُصفت بأنها “باذخة”.
الزيارة التي صُنِّفت تحت بند (VVIP)، أي درجة “شخص أكثر من مهم”، سيتم خلالها توقيع اتفاقيات بقيمة 20 مليار دولار، بعد تفويض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نجله في ذلك.
وحُجز فندقان من فئة “5 نجوم” للوفد السعودي الذي يضم 1100 مسؤول ورجل أعمال، بالإضافة إلى وصول 5 شاحنات تحمل احتياجات بن سلمان الشخصية، من أدوات للتمارين وأثاث وأمتعة شخصية أخرى، من أصل 80 شاحنة للوفد بالكامل.
وفي سياق الزيارة الفارهة ذاته، حُجز أسطول مكون من 300 سيارة “لاند كروزر” الفاخرة، ليستخدمه الوفد في أثناء الإقامة بباكستان، فضلاً عن سيارات ولي العهد التي تصل إلى باكستان قبل يوم من وصوله.
وكان بن سلمان قد بدأ ما أسماها “حملة تطهيرية”، اعتقل على إثرها ولي العهد السابق، الأمير متعب بن عبد الله، والأمير الثري الوليد بن طلال، إلى جانب أكثر من 200 من الأمراء والوزراء الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى رجال أعمال.
آنذاك، ذكرت النيابة العامة السعودية، أن هذه العملية جاءت نتيجة جهد ثلاث سنوات من عمل هيئة مكافحة الفساد بشأن التحقيق في الجرائم المالية، كما أشارت إلى أن احتجاز المشتبه بهم في عمليات الفساد لاستجوابهم جاء نتيجة تحقيقات أولية، وأن قدرا كبيرا من الأدلة تم جمعها بهذا الشأن.
غير أن تقارير عديدة أشارت إلى أن بن سلمان بات الحاكم الفعلي للمملكة، وأنه يقوم بذلك “للتخلص من معارضيه، وللاستحواذ على السلطة لوحده”.
وبالعودة إلى المعلومات والبيانات أنه، وعلى رغم محاولات الأمير الجادة للإصلاح، وتغيير الصورة النمطية عن بلاده، بيد أن ذلك، على ما يبدو “لم يؤثر في حجم الأموال التي ينفقها شخصيا”.