أثارت فضيحة جديدة في موسم الرياض الترفيهي غضبا واسعا في المملكة بعد أن رفع مغني الراب العالمي رس حمالة صدر نسائية على المسرح أثناء أدائه لحفل موسيقي.
ودشن مغردو موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وسماً تحت عنوان “#سنتيانه_موسم_الرياض” شاركوا فيه بآلاف التغريدات، دافعين به إلى قائمة التريند العالمي، وليتصدر قائمة التريند في المملكة.
وتداول الناشطون مقطع فيديو يظهر المغني العالمي أثناء تقديمه لحفل موسيقي بالاشتراك مع فرقة ميغوس الموسيقية على مسرح محمد عبده في الرياض بوليفارد وهو يرفع حمالة صدر.
وأجمع المغردون على عدم قبولهم للتصرف الذي قام به مغني الراب، الذي اعتاد أن يطلب من حضور حفلاته الفتيات أن يقمن بإلقاء حمالات صدرهن إليه على المسرح.
وفي الوقت الذي تحدث فيه عن أن حمالة الصدر قامت إحدى الفتيات المشاركات بالحفل بإلقائها للمسرح استجابة للعادة التي دأب المغني “رس” على القيام به، حيث يعرض حمالات الصدر التي تصله من معجباته أمام الجمهور، ذهب آخرون إلى أن ذلك “مدبر” من قبل الفرقة لعدم استجابة أحد لطلبهم.
وقال المغرد السعودي فيصل العويد تعليقاً على الفيديو:”ليت الفلوس سددنا فيها ديون المرابطين على الحدود أبرك من هالمصخرة”، في إشارة للمرابطين على الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية مع اليمن.
فيما تداول عشرات المغردين رواية كتبها مغرد يدعى “ياسر الفيصل” تفيد بأن “رس أو روس مثل ما يسميه الناس هو أقل مغني حفلات في أمريكا، وليس له أي تأثير أو وجود حقيقي مثل الباقين”.
وأضاف الفيصل أن “مشتريات ألبوماته ليست كثيرة، وثروته لا تتجاوز 10 ملايين دولار، وقد فكر في أن يكون وجوده قوي في الحفلات، بإضافة أشياء فيها إثارة أو شيء يترك له بصمة، فأصبح يطلب من الفتيات أن يعطونه “البرا” أو حمالة الصدر الخاصة بهن”.
وأضاف المغرد السعودي :” وبالفعل أصبحت الفتيات تعطيها له، لكن في حفلته بالرياض لم تقم أي فتاة بفعل ذلك، فقام هو وفريقه بجلب حمالة صدر وسوو فيلم أنهم التقطوه من إحدى المشاركات في الحفل حتى تحصل إثارة”.
وأضاف الفيصل أن رس عندما حاول أن يعطيه لإحدى الفتيات من الجمهور بعد أن قام بالرقص به كل الفتيات لم تقبلن باستلامه.
وكان الفيديو يظهر محاولة المطرب الأمريكي إعطاء الحمالة لبعض الفتيات القريبات من المسرح، ويبدو أنهن لم تقبلن بأخذها، إلا أن العديد من الفتيات الأخريات كن قد رفعن أيديهن إبداءاً لرغبتهن بالحصول عليها على ما يبدو.
فيما نشر أحد المغردين مقطع فيديو يظهر لحظة وصول حمالة الصدر إلى المسرح قادمة من بين الجمهور، معتبراً أنه “إهداء لمن يقول أن رس قام بإحضارها معه”.
وتم إطلاق شارة بدء “موسم الرياض”، في 11 أكتوبر الماضي، على أن يستمر 70 يوماً، وتحديداً حتى منتصف ديسمبر المقبل، حيث تتضمن المناسبة فعاليات ومسابقات وبرامج تحت اسم “ترفيهية”، ولكنها “دخيلة وغريبة” على المملكة، فضلاً عن مشاهد وصور لم يتخيل أحد في يوم ما أن يراها تقام على الأراضي السعودية وبرعاية رسمية.
واستحوذ رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ خلال الفترة الماضية، على انتقادات مستخدمي وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، في ظل ما يُحدثه من ثورة على تقاليد المجتمع السعودي وعاداته وأعرافه.
ويعمل آل الشيخ على قدم وساق وبكل ما أوتي من جهد لتغيير وسلخ هوية المملكة المحافظة، وجعلها نسخة مكررة مما يحدث في دول عربية أخرى متذرعاً بورقة جعل البلاد “قِبلة ووجهة سياحية عالمية جاذبة”.
وتواصل سلطات آل سعود اعتقال وملاحقة أي منتقد لفعاليات هيئة الترفيه، التي يرى المحافظون أنها معادية لتراث وعادات البلاد المحافِظة، وملاحقة كل من ينتقد رئيس الهيئة آل الشيخ، حيث طالت الاعتقالات الأخيرة سبعة أشخاص خلال أقل من شهر.
وشهدت المملكة، خلال أكثر من عامين، اعتقال مئات من العلماء والنشطاء والحقوقيين، الذين حاولوا -فيما يبدو- التعبير عن رأيهم ومعارضة ما تشهده المملكة من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.