يضع تخبط وفشل نظام آل سعود وتصاعد فضائحه دوليا المملكة في موضع الابتزاز من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الكبرى بسبب الممارسات المشبوهة من النظام أخرها فضيحة التجسس عبر تويتر.
ووصف المعارض المعروف الأمين العام لحزب الأمة الإسلامي عبد الله سالم السالم، عملية التجسس التي قامت بها السعودية على عدد من المعارضين في المملكة بـ”الجريمة الكبيرة”، مشيراً إلى أن مكتب “تويتر” في دبي بالإمارات أصبح خطراً على كافة النشطاء.
وقال السالم في تصريحات صحفية إن “هذه الجريمة ستكون بلا شك مدخلاً لمزيد من التكسب السياسي والابتزاز المالي”، في إشارة إلى الابتزاز المستمر لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للحكومة السعودية.
وأضاف: “بعد التجاوزات السعودية مؤخراً ربما نرى الإدارة الأمريكية تستخدم قانون جاستا وتطالب بالعملاء الذين عملوا على الأراضي الأمريكية”.
وتعيش المملكة اليوم في ظل فضيحة جديدة تلاحقها في أروقة القضاء والاستخبارات وفي وسائل الإعلام بالولايات المتحدة، في ظل اتهام سعوديَّين، وثالث أمريكي، بالتجسس لحسابها في الأراضي الأمريكية، أثناء عمل اثنين منهما في موقع “تويتر”.
وحول ما إن كان الصحافي تركي الجاسر، صاحب حساب (كشكول)، الذي قتل تحت التعذيب في المملكة قد تم كشفه عبر التجسس، قال السالم إن الجاسر كان ضحية بين “شركة تويتر والسلطات السعودية بعدما تمكنت من الحصول على جميع المعلومات والبيانات من مقره في دبي”.
وأضاف: “تركي الجاسر ضحية من ضحايا سلطات آل سعود التي تعتقل أكثر من 53,000 شخص من العلماء والمصلحين وطلبة العلم ورموز المجتمع”.
وتابع: “بدأت قضية تركي الجاسر تأخذ منحنى خطيراً جداً بعد ثبوت علاقة واضحة وتعاون استخباري بين مكتب تويتر في دبي والسلطات السعودية، خصوصاً بعد معلومات عن تسريبات بياناته الشخصية عبر شركة تويتر”، لكنه قال إنه “لم يثبت قتله بل ثبت تعرضه للتعذيب والاعتقال دون القتل”.
واتهم المعارض السعودي السلطات الإماراتية والسعودية بالعمل “معاً في دعم الثورات المضادة ضد إرادة الشعوب في المنطقة”.
وقال: “إن تعاونهما ليس غريباً؛ لكونهما نظامين لا يمثلان الشعوب ولا يراعون مصالحها وتكون المصالح الشخصية الضيقة هي أساس التعامل”، مؤكداً أن مكتب شركة تويتر في دبي “أصبح يشكل خطراً على جميع النشطاء، كما يؤثر بشكل غير مسبوق على سمعة شركة تويتر كشركة رائدة في مجال التواصل الاجتماعي”.
وأكد أن محاكمة سلطات آل سعود “أصبحت ضرورة لكثرة الانتهاكات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي”.
وفي 6 نوفمبر الجاري، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” أن وزارة العدل الأمريكية قالت إن صلة الوصل مع عملاء التجسس في “تويتر” هو بدر العساكر، مدير المكتب الخاص لمحمد بن سلمان، وأحد أبرز المقربين منه.
وقالت: إن “توجيه التهم جاء بعد يوم من اعتقال المواطن الأمريكي أحمد أبو عمو، الموظف السابق في تويتر، وهو المتهم الأول، في حين أن المتهم الثاني مواطن سعودي يدعى علي آل زبارة، وقد اتُّهم بالوصول إلى المعلومات الشخصية لأكثر من ستة آلاف حساب على تويتر عام 2015”.
وأضافت نقلاً عن وزارة العدل: إن “المتهمَين عملا معاً لحساب الحكومة السعودية والعائلة المالكة من أجل كشف هويات أصحاب حسابات معارضة على تويتر”.
وقال ممثلو الادعاء: إن “مواطناً سعودياً ثانياً يُدعى أحمد المطيري كان وسيطاً بين المسؤولين السعوديين وموظفي تويتر”، بحسب الصحيفة.
بدوره قال النائب العام الأمريكي، ديفيد أندرسون: إن “الشكوى الجنائية التي كُشف عنها تتهم سعوديَّين بالعبث بالأنظمة الداخلية لـ(تويتر)، من أجل الحصول على معلومات شخصية عن معارضين سعوديين وآلاف من مستخدمي المنصة”.