نشر مركز الأبحاث الرقمية “فورنسيك” في واشنطن تقريرا حول الصفحات التابعة لنظام آل سعود عبر مواقع التواصل الاجتماعي, التي تروج لخطاب تحريضي يهدد القيم الاجتماعية وينشر الشائعات, والاكاذيب مستغلاً بذلك صعوبة التتبع القضائي وقوة تأثير الفضاء الالكتروني وسرعة انتشار المعلومة بأقل تكلفة وجهد ودون حساب يذكر.
وبين التقرير أن شركة فيسبوك أغلقت أكثر من 387 حسابا وصفحة عليها جميعا نحو 1.4 مليون متابع في أحدث حملة ضمن جهود مستمرة لمحاربة “السلوك المزيف المنسق” على منصتها، وفي أول نشاط من نوعه تربطه بحكومة آل سعود حيث أوضحت إن أشخاصاً مرتبطين بحكومة الرياض أداروا شبكة من الحسابات والصفحات المزيفة على فيسبوك للترويج لدعاية الدولة ومهاجمة الخصوم في المنطقة .
وأورد التقرير أن عدد الصفحات المشبوهة على موقع فيسبوك انتشرت بشكل كبير بعد أن كان المسرح الأساسي للذباب الالكتروني موقع تويتر، وأعلنت فيسبوك شن حملات على “السلوك المزيف” لكن نادرا ما تربط البيانات مثل هذه الأنشطة مباشرة بالحكومات.
ركزت الصفحات على الجمهور الإقليمي لتعزيز موقف عائلة آل سعود ونشر محتوى مشحون سياسياً ضد قطر و وتركيا و إيران و توضح إستراتيجية الصفحات والمجموعات والحسابات المنشورة فكرة عن الحرب الالكترونية و أساليب التأثير عبر الإنترنت التي تم تنفيذها نيابة عن المملكة لخدمة أجندتها المشبوهة.
وقال ناثانيال جليتشر مدير سياسة الأمن الإلكتروني في فيسبوك “بالنسبة لهذه العملية، استطاع محققونا التأكد من أن الأشخاص الذين يقفون وراءها مرتبطون بحكومة آل سعود.
وأثبت جليتشر إن حملة آل سعود كانت نشطة على موقعي فيسبوك و إنستغرام واستهدفت بشكل أساسي دولا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينها قطر والإمارات ومصر وفلسطين.
واستخدمت حملة آل سعود حسابات مزيفة تتظاهر بأنها من مواطني الدول التي وقع مهاجمتها كما صممت صفحات لتبدو مثل مواقع إخبارية محلية, وقالت فيسبوك إن أكثر من 100 ألف دولار أنفقت على الإعلانات.
و تابع التقرير : عادةً ما تنشر الصفحات ومالكي الحسابات باللغة العربية حول الأخبار الإقليمية والقضايا السياسية، بما في ذلك موضوعات : مثل ولي العهد محمد بن سلمان، وخطته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي “الرؤية 2030” كما شاركت الصفحات المأجورة في كثير من الأحيان في انتقاد الدول المجاورة بما في ذلك وقطر وتركيا و إيران ، وحسب التقرير هذه ليست أول حملة نفوذ لها روابط محتملة مع حكومة آل سعود.
وقام “بيلينكات ” وهو موقع تحقيق مستقل ، بالتحقيق في حملات التواصل الاجتماعي في تويتر التي كان يديرها سعود القحطاني ، المستشار السابق لولي العهد محمد بن سلمان و التي أثبتت تورطه في الهجمات المشبوهة و حملات الإساءة ، ومع ذلك، هذه هي المرة الأولى التي تنشط فيها بكثافة صفحات تابعة لحكومة الرياض على فيسبوك .
وأثبت التقرير أن عدد كبير من الصفحات تستخدم نفس معرف تحليلات النطاق، والذي يتم استخدامه لتتبع السلوك عبر الصفحات المرتبطة في هذه الحالة، كان لصفحات الويب جميعها نفس المعرف، و هناك عدد من الصفحات تابعة للصفحات الكبرى المعروفة بتبعيتها للمملكة على تويتر.
وتناول تقرير مركز الأبحاث الرقمية ” فورنسيك ” بدراسة عدد كبيرا من الصفحات المشبوهة و قدم عدد من الملاحظات عليها، منها أن جميعها تدار من مراكز فرعية ترتبط أساسا بمصدر واحد سعودي يعمل عمومًا لدعم مصالح حكومة آل سعود و أطروحاتها المقدمة فيما يخص المواضيع الداخلية.
وواصل التقرير : اغتيال الصحفي المقيم في الولايات المتحدة والمعارض السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول كان اختبار للعلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الرياض وتركيا.
وبعد شهر من وفاة خاشقجي ، كتب أردوغان افتتاحية في الواشنطن بوست ، عن تورط حكومة آل سعود في اغتيال خاشقجي ، رغم أنه امتنع عن ذكر محمد بن سلمان مباشرة.
ودفعت العديد من الصفحات للترويج لعائلة آل سعود، منها صفحة الردع السعودي و التي تم ربطها في ملف تعريف الصفحة بصفحة اخرى على تويتر وكان لديها أكثر من 337000 متابع في حسابه، كان لديه حوالي 18000 متابع في فيسبوك, مما يؤكد ان مصدر الحملات هو الاطراف التابعة لحكومة آل سعود .