أعاد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طرح اسم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق “سعد الحريري”، كمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقالت مصادر مطلعة إن اتصالا هاتفيا جرى بين “بن سلمان” و”ماكرون” خلص لإجماع الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية.
وأضافت المصادر لـ”روسيا اليوم”، أنه جرى إعادة طرح اسم “الحريري” كنقطة توافق بين الجانبين السعودي والفرنسي.
وكان “ماكرون” عقب زيارتين أجراهما للبنان إثر كارثة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من الشهر الماضي، طالب بتشكيل حكومة جديدة بنظام سياسي جديد، وإصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي، بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأعلن “الحريري” في وقت سابق أنه غير مرشح لمنصب رئيس الوزراء، في أعقاب اعتذار “مصطفى أديب” عن تشكيل الحكومة الجديدة.
ولا تتوقف مخططات محمد بن سلمان الذى يواجه انتقادات دولية لجرائمه وسجل حقوقه الملطخ بالدماء والقمع بحق المعارضين في بلاده وخارجها.
ويحاول بن سلمان حاليا توجيه مخططاته نحو لبنان لإحداث القتال بين السنة والشيعة هناك. وهو ما يتضح من لقاء سرى عقد قبل فترة زمنية قصيرة، بين ولى العهد ورئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري أثناء عودته إلى لبنان من إحدى جولاته.
وكشفت مصادر مطلعة النقاب عن تفاصيل اللقاء الذى جمع الطرفان وقالت إن: “الحريري عاتب بن سلمان عتاباً كبيراً بسبب تخلي السعودية عنه وعن تياره السياسي، وأنه دفع ثمن علاقته بالمملكة وقام بالتسوية الرئاسية للحفاظ على المكتسبات التي أرساها والده الراحل”.
وأضافت المصادر أن “حديثاً طويلاً دار بينهما عما يمكن للحريري فعله في دولة يسيطر عليها حزب الله بشكل كبير، وأن بن سلمان قال للحريري: إن السعودية وقفت إلى جانب لبنان بكل مكوناته واحتضنت اللبنانيين في المملكة، في حين أن لبنان وقف بشكل كبير ضد سياسات السعودية في المحافل الدولية والعربية”.
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975- 1990)، ما فجر احتجاجات شعبية، منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أطاحت بحكومة “الحريري” التي حل محلها حكومة “حسان دياب” التي أقالت نفسها بعد انفجار مرفأ بيروت مؤخرا.
وقال “بن سلمان” لـ”الحريري” أيضا، إن “الحكومة اللبنانية لم تصوّت في الجامعة العربية ضد انتهاكات جماعة الحوثي ومن خلفها إيران للأراضي السعودية”.
وبرر “الحريري” لولي العهد السعودي ما جرى بأن لبنان يحكم بالتوافق وأن مجموعة من اللبنانيين لا يستهان بها تقف مع حزب الله وحلفائه وأنه استطاع أن يكرّس توازناً سياسياً في البلد لصالح المحور العربي الذي تقوده المملكة عبر تعزيز الخطاب الذي تتبناه في الساحة التي يمثلها في لبنان.
وشددت المصادر على أن “اجتماع الحريري مع بن سلمان خلص لنتيجة واحدة: هي أن يعود الحريري لبيروت ويعمل على لملمة البيئة السنية والحليفة لها بحيث يعيد التوازن مع حزب الله وفريقه”.
وأكد “بن سلمان” لـ”الحريري”، بحسب المصادر ذاتها، أهمية التواصل مع المتحالفين السياسيين الذين تجمعهم مع “الحريري” سنوات نضال مشتركة ضد هيمنة سلاح حزب الله.
وتساءل “الحريري” خلال لقائه “بن سلمان” عما إذا كانت المملكة قد أوحت لشقيقه “بهاء” بالعودة للعب دور سياسي في لبنان، لكن “بن سلمان” نفى ذلك، وأكد أنه لا يريد التدخل في الأمر وأن “بهاء” يعمل دون إذن سعودي في لبنان، وهو ما أخذ “الحريري” لاستدراك أن جهة أخرى هي من دفعت شقيقه للعودة ولعب دور عبر منتديات المحامي “نبيل الحلبي”.
ويعمل مستشارو “الحريري” الاقتصاديون على قدم وساق لإخراج ورقة اقتصادية تحاكي المرحلة، فيما يعكف “الحريري” على جمع الصف السني عبر لقاءات مع الحزبيين في تياره، والمقربين من مشروعه السياسي.
وسبق أن تعرض “الحريري” للاختطاف أثناء زيارته للملكة في أكتوبر 2018م.
وكشفت وكالة “رويترز” النقاب عن دور مثير لمستشار بن سلمان سعود القحطاني في عملية احتجاز الحريري، إذ نقلت عن مصادر خاصة قولها إن القحطاني “استقبل الحريري في غرفة وأمر فريقا بضربه بينما كان هو يلعن المسؤول اللبناني ليجبره على الاستقالة التي بثت في خطاب ألقاه عبر التلفزيون”.