أكدت فرنسا وألمانيا، مسؤولية نظام آل سعود عن إنهاء معاناة الشعب اليمني، وإيجاد حل سلمي للحرب الدائرة منذ سنوات وإنهاء الأزمات اليمنية.
وجاءت هذه الاتهامات في مؤتمر صحفي مشترك عقده مندوبا البلدين لدى الأمم المتحدة السفير الألماني “كريستوف هويسجن” ونظيره الفرنسي “نيكولاس دي ريفيير”، قبل ساعات من عقد مؤتمر المانحين الدوليين، اليوم، لتدبير الموارد المالية اللازمة لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن.
وقال السفير الألماني إن بلاده “توقفت عن بيع السلاح للسعودية، وأن المملكة تقع عليها مسؤولية كبيرة في إنهاء العنف حيث تقود تحالفا يشن هجمات جوية في أرجاء اليمن”.
وأضاف: “نحتاج من السعودية أن تقوم بدور مهم للغاية من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة”.
وأكد السفير الفرنسي اتفاقه الكامل مع نظيره الألماني، معربا عن أمله أن يؤدي المؤتمر الدولي للمانحين في جمع الموارد المالية الكافية لمواجهة التداعيات المترتبة على الأزمة اليمنية.
وتعقد الأمم المتحدة بالتعاون مع السعودية، اليوم، مؤتمرا للمانحين الدوليين لتدبير الموارد المالية اللازمة لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن.
وللعام السادس يشهد اليمن قتالا مستمرا بين القوات الحكومية التي يدعمها تحالف عربي بقيادة السعودية والإمارات، وجماعة الحوثي المدعومة إيرانيا والمسيطرة على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
وقالت منظمة العفو الدولية، في تقريرها، مؤخرا، إن الحرب في اليمن لا تظهر لها أي مؤشرات حقيقية على الانحسار مع دخوله عامها السادس، ولا يزال المدنيون من جميع أنحاء البلاد والأجيال يتحملون وطأة الأعمال القتالية العسكرية والممارسات غير القانونية للجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.
وأكدت أن هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب، في جميع أنحاء البلاد.
ونهاية 2019، تشير التقديرات – حسب المنظمة الدولية – إلى أن أكثر من 233 ألف يمني لقوا مصرعهم نتيجة القتال والأزمة الإنسانية.
ووثقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قتل وجرح أكثر من 200 ألف مدني منذ بدء دول التحالف السعودية والإمارات الحرب في اليمن مارس/آذار 2015، وقد اشتدت أزمة إنسانية من صنع الإنسان مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.
وعدا عن ذلك، جاءت الجائحة العالمية “كورونا”، التي بدأت تتغلغل في الدولة الفقيرة، لتزيد آلامها في وقت تخلت فيها السعودية والإمارات عن مسؤولياتها تجاه الدولة التي تسرق ثرواتها.
وتخشى منظمة الصحة العالمية إمكانية تفشي الفيروس على نطاق واسع في اليمن نظرا لأن مستوى مناعة السكان من المرض من أقل المستويات مقارنة مع الدول الأخرى، كما قوضت الحرب المستمرة النظام الصحي هناك ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة، وتسببت في انتشار أمراض خطيرة على مراحل مثل الكوليرا والتيفوئيد وحمى الضنك.
وقبل أيام، كشف السيناتور الأمريكي، بوب مينينديز، النقاب عن سعي آل سعود إتمام صفقة جديدة للحصول على آلاف القنابل الدقيقة، “لإنهاء حربهم الفاشلة والوحشية في اليمن” حسب طلبهم.
وطالب السيناتور في مقال رأي لـ”مينينديز”، نشره موقع شبكة “سي أن أن”، الكونغرس الأميركي بمنع تلك الصفقة، التي يعمل عليها وزير خارجية البلاد مايك بومبيو، بشكل “غير معلن”.
وتقدر تكلفة حرب اليمن وحدها على المملكة حوالي 100 مليار دولار، مما أدى إلى نزيف مالي للمملكة بمعدل 5-6 مليارات دولار شهريًا، في حين يقدر إجمالي تكلفة الصراع أكثر من 200 مليار دولار.