غضب عالمي من مسرحية آل سعود لإغلاق قضية خاشقجي
أجمعت كبرى صحف العالم على وصف الأحكام التي أصدرها نظام آل سعود في قضية قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي بأنها بطالة ومسرحية مفضوحة لحماية ولي العهد محمد بن سلمان من الإدانة.
وقالت صحيفة Daily Mail البريطانية إن نظام آل سعود وقضائه يواجهان غضبا عالميا بعد صدور أحكام “لتغطية الحقائق” بجريمة اغتيال جمال خاشقجي، تم فيها تبرئة كبار المقربين من محمد بن سلمان وذلك لإبعاد أي شبهة عنه.
من جهتها نقلت صحيفة New York Times الأمريكية عن السيناتور جاك ريد قوله إن الأحكام التي صدرت عن النيابة العامة السعودية غير مقنعة أبداً، فجريمة مثل اغتيال جمال خاشقجي لا يعقل أن تتم من دون أمر أو “موافقة” محمد بن سلمان الذي يتحكم بزمام جميع الأمور في المملكة.
أما صحيفة “News Front” الإسبانية فتساءلت في تقرير لها “هل هذه هي العدالة؟ إن المحكومين بالإعدام في قضية قتل خاشقجي هم فقط منفذون لأوامر محمد بن سلمان”.
بدورها أوردت صحيفة “Dawn” الباكستانية أن “الحكم الذي صدر في قضية مقتل خاشقجي يكشف أن محمد بن سلمان قرر أخيراً وبدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طي صفحة الجريمة التي شوهت وجه بلده حقوقياً، ولاحقته كالكابوس لأكثر من سنة، لكن الإدانة العالمية لذلك الحكم ستظل تلاحقه زمناً طويلاً”.
من جهتها قالت مجلة “Repoter” السلوفينية إن محمد بن سلمان لم يكن ليجرؤ على عرقلة مجرى العدالة، والتحكم بالقضاء في قضية جمال #خاشقجي لولا أنه يحظى بدعم مطلق من إدارة ترامب.
وفي السياق أوردت قناة “SRF” الألمانية أن ترامب يواصل تمسكه بنظام آل سعود كحليف مقرب، إذ أن الرياض هي أكبر زبون للأسلحة الأميركية، ولذلك فقد جاء إعلان أحد مسؤولي إدارة ترامب أن الأحكام بقضية خاشقجي هي “خطوة مهمة لمحاسبة القتلة.
من جهتها أبرزت صحيفة “Kaleva” الفنلندية أن خاشقجي كان من أبرز الصحفيين السعوديين فقد كانت كتاباته تكشف مشاكل الحكومة في التعامل مع المجتمع، وقد زادت خشية محمد بن سلمان منه بعد أن غادر البلد خشية أن يشكل تجمعاً معارضاً ويكشف عمّا يحاول مبس إخفاءه خلف ستار الإصلاحات.
وعلقت صحيفة “ذا ديلي بيست” الأمريكية “يقولون لنا أن الجريمة غير متعمدة والطبيقي كان يناقش كيف يقطع جثة خاشقجي من المفاصل قبل وصوله وكان يحضرون شبيها له للخروج من القنصلية. أيها السعوديون واصلوا حفلاتكم”.
من جهته أبرز موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن نظام آل سعود سعى إلى تجاوز فضيحة خاشقجي من خلال تقديم “أموال دم” لعائلة الصحفي المقتول مقابل تخليهم عن حقهم في الانتقام أو “القصاص”.
وأكد الموقع البريطاني أن ما أعلنته النيابة العامة يتناقض كليا مع ما خلصت إليه المقرر الخاص للأمم المتحدة أغنيس كالامارد بأن هناك أدلة موثوقة تستدعي إجراء مزيد من التحقيقات للمسؤولين السعوديين رفيعي المستوى، بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان، ومع تحقيقات وكالة المخابرات المركزية بأن ولي العهد كان مسؤولاً عن القتل.
وفي السياق أكدت وكالة بلومبيرغ العالمية أن ما أعلنته النيابة العامة في نظام آل سعود يتناقض مع التحقيقات التي أكدت أن سعود القحطاني جزء رئيسي من هيكل قيادة فرقة النمر التي تولت عملية قتل خاشقجي.
واعتبرت الوكالة أن الأحكام الصادرة محاولة مفضوحة لعدم توريط أهم المسؤولين أو كبار المسؤولين الذين كانوا على مقربة من محمد بن سلمان، مشددا على أن وجهة النظر في الولايات المتحدة وأوروبا هي أنه من الصعب التصور أن قرارًا بهذا الحجم (ٌتل خاشقجي) سيتم تنفيذه من قبل صغار المسؤولين دون توجيه من كبار المسئولين.
وصرح مصدر مطلع على تقييم المخابرات الأمريكية إن وكالات رئيسية بالحكومة الأمريكية اعترضت على صحة الإجراءات القضائية ولا يزال خبراء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) يعتقدون أن ولي العهد السعودي هو الذي أمر شخصيا بقتل خاشقجي أو على الأقل وافق على ذلك.
وقال المصدر إن الخمسة الذين أدينوا بالقتل كانوا مجرد أدوات بالأساس لكن المحكمة برأت مسؤولين أمنيين كبيرين ربما لعبا دورا أكبر في الجريمة.
واختفى خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول 2018 لتسلم أوراق لازمة لزواجه. وأشارت تقارير إلى تقطيع جثة خاشقجي وإخراجها من المبنى. ولم يُعثر على أي أثر للجثة.
وأعلنت النيابة العامة في نظام آل سعود يوم الاثنين الماضي أحكام بإعدام خمسة أشخاص وسجن ثلاثة آخرين في القضية. ورفضت المحكمة الاتهامات الموجهة لثلاثة آخرين لعدم ثبوت إدانتهم.
لكن محققة من الأمم المتحدة اتهمت المحكمة “بالاستهزاء” بالعدالة من خلال السماح لشخصيات بارزة ربما أصدرت أوامر القتل بالإفلات من العقاب.
ورفض قضاء آل سعود نتائج تحقيق للأمم المتحدة وقضت بعدم وجود “أي نية مسبقة للقتل عند بداية هذه المهمة” وقالت إن القتل كان “لحظيا”.
وأجريت المحاكمة وراء أبواب مغلقة فيما صدرت أحكام الإعدام بحق المنفذين دون أن تتاح لهم فرصة الحديث وشرح موقفهم لطمس الحقائق إلى الأبد.