تتعمد سلطات آل سعود استفزاز سلطة عُمان وجرها نحو الخلافات الخليجية وحشدها لدعم سياساتها العدائية في المنطقة.
وتحاول سلطات آل سعود، استفزاز سلطنة عمان من خلال الأراضي اليمنية عبر إغلاق منفذها البري مع الجمهورية اليمنية.
واتهم رئيس لجنة اعتصام مديرية “شحن” في محافظة المهرة اليمنية، حميد زعبنوت، القوات السعودية بالتعمد في تعطيل منفذ الشحن البري الحدودي الواقع بين اليمن وسلطنة عُمان.
وقال زعبنوت، في تغريدة: إن قوات الاحتلال السعودي تتعمد تعطيل منفذ شحن البري الحدودي عبر الإجراءات والتضييق المتعمد ضد التجار والمدنيين وهو ما حذرنا منه سابقاً.
وأضاف زعبنوت: “الأهداف السعودية أصبحت واضحة للعيان والتي تكمن في ممارسة الحصار والهيمنة على الشعب عبر إغلاق منفذ شحن الذي يعد شريان الحياة لكافة اليمنيين”.
تتعمد قوات الاحتلال السعودي تعطيل منفذ شحن البري الحدودي بين اليمن وسلطنة عمان عبر الإجراءات والتضييق المتعمد ضد التجار والمدنيين وهو ما حذرنا منه سابقاً كما أن الأهداف السعودية أصبحت واضحة للعيان لحصار واغلاق منفذ شحن الذي يعد شريان الحياة لكافة اليمنيين.
حميد زعبنوت pic.twitter.com/mulHJWdr8I
— حميد زعبنوت hameed zaabnoot (@hameed1zabnoot2) August 31, 2020
وسعت سلطات آل سعود منذ الحرب على اليمن عام 2015م، للسيطرة على محافظة المهرة شرق اليمن قرب الحدود مع عُمان ، بعدة وسائل وطرق مالية وعسكرية، وسط محاولات قبلية للحد من توسعها في المنفذ.
وبين الحين والآخر تشهد محافظة المهرة اليمنية توتراً كبيراً، كان آخرها نجاح مسلحين قبليين، في 22 أغسطس في منع قوات سعودية من الوصول إلى منفذ “شحن” الحدودي مع سلطنة عمان.
ويبدو أن القوات السعودية لم تتراجع عن هدفها، فأرسلت مرة أخرى قوات بعد تعزيزها، إلا أنها وقعت في اشتباكات مع القبليين، وأجبرت مرة ثانية على التراجع.
ومنذ الوهلة الأولى لدخول قواتها محافظة المهرة، دأبت السعودية على التخطيط للاستيلاء على منفذ شحن الحدودي، الذي يربط اليمن بسلطنة عُمان، ويعتبر المتنفس الأهم والأبرز لملايين اليمنيين، وتدخل عبره شحنات الغذاء والدواء ومختلف احتياجات الحياة، كما يستخدمه المرضى والمسافرون ممراً للسفر إلى الخارج.
ويربط منفذ شحن اليمن بالعالم الخارجي عبر سلطنة عمان، وهو المعبر البري لعبور نحو 70% من البضائع المستوردة إلى اليمن، في ظل إغلاق عشرات المنافذ البرية والبحرية، وسيطرة القوات السعودية والمليشيات الموالية للإمارات على المطارات والموانئ.
ويقول مراقبون إن نظام آل سعود استمات في السيطرة على منافذ المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، لرغبته في إطباق الحصار الاقتصادي والإنساني على اليمنيين، لكي يظلوا بحاجة إليه فقط وليس لهم سوى المنافذ التي تمر عبر أراضيها.
والهدف الأكبر للمملكة من خلال هذا التصعيد هو التمهيد لمشروع مد الأنبوب النفطي من أراضيها إلى ميناء نشطون في محافظة المهرة المطل على بحر العرب، رغم أن أبناء المهرة لا يعارضون المصالح السعودية في حال جاءت عبر القنوات الرسمية والقانونية.
ويذهب المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إلى التأكيد على الطموحات التوسعية لنظام آل سعود بهدف الوصول إلى بحر العرب، ومحاولة تركيزها على إفراغ محافظة المهرة من نفوذ الدولة اليمنية، واستنبات صراع طرفاه مليشيا تقوم بدعمها وتشبه الأحزمة الأمنية وقوات النخبة التي أنشأتها الإمارات في الجنوب، وفي الطرف الآخر أبناء المهرة الذين جهزت السعودية لهم توصيفات واتهامات بالتمرد والتخريب والإرهاب.
ويضيف التميمي أن نظام آل سعود لا يريد أن يبقى الوضع في المهرة على ما هو عليه، من ثبات على دعم نفوذ الدولة اليمنية وأجهزتها والتمسك بمبدأ الوحدة الوطنية وتحرير المنافذ ونبذ دعوات الانفصال التي تغذيها الإمارات والسعودية في بقية المحافظات الجنوبية.
ويقول الشيخ عبود بن هبود نائب رئيس اعتصام أبناء المهرة -الذي يهدف لمقاومة الوجود السعودي- إن القوات السعودية احتلت منفذ شحن الحدودي سعيا لاستكمال احتلالها لمحافظة المهرة، ولتضييق الخناق على سلطنه عُمان ومضايقتها من الجهة الغربية، إضافة إلى قيام الإمارات بالدور نفسه من الجهة الشرقية.
وأكد الشيخ عبود أنه لا خيار أمام رجال القبائل وأبناء المهرة سوى المقاومة والدفاع عن بلادهم، “ومعهم مشروعية الحق في كل ما يقومون به وجميع الناس في حالة استنفار”.
ووجّه الشيخ عبود رسالة لاذعة إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قائلا “لقد بعت نفسك بثمن رخيص للسعودية وسفيرها، فلا تبع الشعب اليمني والبلاد بأكملها”.
وأفاد الناطق باسم اعتصام أبناء المهرة سالم بلحاف بأن وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري وجه الأجهزة الأمنية في المهرة بعدم مواجهة القبائل أو تقديم أي مساندة للقوات السعودية، ولكن وصلت توجيهات من الرياض بشكل معاكس.
وذكر بلحاف أن سيطرة القوات السعودية على منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان يأتي ضمن خطتها لاحتلال أكبر المدن اليمنية من حيث المساحة، وقال إن كل الشواهد التي تسلكها السعودية حتى اليوم في المدينة تشير إلى أنها تريد البقاء إلى الأبد لتحقيق طموحاتها القديمة.
وأضاف بلحاف “منذ ثمانينيات القرن الماضي، حاولت السعودية شراء ولاءات القبائل ومنحهم التجنيس السياسي، ولكنها لم تستطع حتى جاءت اللحظة التي ضعفت فيها الدولة اليمنية وتفككت، لتشرع الرياض بالتدخل في شؤون المهرة وتحقيق أحلامها بأن يصبح لها منفذ على بحر العرب”.