طالبت أوساط حقوقية دولية بفرض عقوبات على وزير سعودي متورط بانتهاكات تعذيب في فندق الريتز كارلتون وملاحقة مواطنين سعوديين.
وقالت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) إنه يجب على وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على محمد بن عبد الملك آل الشيخ وزير الدولة السعودي ورئيس الهيئة السعودية للملكية الفكرية والمستشار المقرب لولي العهد محمد بن سلمان لدوره في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وذكرت المنظمة أن آل الشيخ تورط الإشراف على عمليات أحداث فندق الريتز كارلتون المشهورة عام 2017-2018، والتي تشمل التعذيب والاعتقالات والمصادرة الغير قانونية للأصول لأكثر من 400 من رجال الأعمال السعوديين والمسؤولين الحكوميين السابقين وأفراد العائلة المالكة.
وقدمت منظمة (DAWN) طلبًا رسميًا إلى وزارة الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات على آل الشيخ بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي في 14 يوليو/تموز.
قالت سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة (DAWN): لعب محمد آل الشيخ دورًا مهمًا في القيام بأعمال محمد بن سلمان القذرة، والإشراف على تعذيب وإساءة معاملة مواطنيه السعوديين، وقد كافأه محمد بن سلمان بسخاء على جرائمه بحق المواطنين السعوديين.
وأضافت: أقل ما يمكن أن تفعله حكومة الولايات المتحدة هو تحميله المسؤولية من خلال فرض عقوبات ماغنيتسكي عليه، والتي تم تصميمها لمعاقبة وردع هذه الأنواع من الانتهاكات بالضبط.
في 23 فبراير/شباط، أصدرت منظمة (DAWN) تقريرًا يوثق انتهاكات آل الشيخ، المرتبطة بالمقام الأول باعتقال وتعذيب ومصادرة أصول حوالي 400 من رجال الأعمال السعوديين والمسؤولين الحكوميين السابقين وأفراد العائلة المالكة.
ذكر أحد الضحايا، وهو سالم المزيني، آل الشيخ باعتباره الشخصية البارزة التي أمرت بالمصادرة غير القانونية لأصوله عندما تم احتجازه في فندق الريتز كارلتون بين نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ويناير/كانون الثاني 2018.
وذكر أيضًا أن آل الشيخ كان موجودًا في جلسات استجوابه وتعذيبه. كما ذكر شخصان آخران احتجزتهما وعذبتهما قوات أمن الدولة السعودية بسبب نشاطهما السلمي في 2018، أن آل الشيخ شخصية بارزة حضرت جلسات الاستجواب والتعذيب الخاصة بهما.
تحدثت منظمة (DAWN) مع أفراد من عائلة سالم المزيني، الذين أكدوا شهادته بأن آل الشيخ كان الشخصية البارزة في فندق الريتز كارلتون الذي كان حاضرًا أثناء جلسات استجوابه وتعذيبه، وأمر بمصادرة أصوله بشكل غير قانوني.
وأكد ثلاثة من أفراد عائلة المزيني في مناسبات متعددة بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2021 رواية المزيني، التي تم تقديمها في إفادة خطية إلى محكمة أونتاريو العليا في يونيو/حزيران 2021، والتي تفيد أنهم سمعوا هذه التفاصيل منه وحصلوا على ملاحظات كتبها حول الأحداث التي سبقت إعادة اعتقاله من قبل السلطات السعودية.
ووصف المزيني التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له في مناسبات متعددة في سجن الحائر بجدة وفندق الريتز كارلتون في الرياض بين سبتمبر/أيلول 2017 ويناير/كانون الثاني 2018، بما في ذلك الضرب والجلد ووضعيات الضغط القسري والصعق بالكهرباء والحرمان من الطعام.
وأضاف أن الضباط عرّضوه للضرب بقضبان حديدية وممارسات قاسية، مثل قيام أحد حراس السجن بجلد أعضائه التناسلية في كل مرة يسير فيها إلى دورة المياه.
وشملت الممارسات القاسية واللاإنسانية والمهينة إجبار المزيني على الزحف على الأرض والنباح مثل الكلاب.
عذّب الضباط السعوديون المزيني عندما احتجزوه في البداية في جدة، ومرة أخرى بعد نقله إلى فندق الريتز كارلتون بالرياض، ثم مرة أخرى بعد نقله إلى سجن الحائر في الرياض.
وأكد المزيني لعائلته وفي إفادة خطية أن آل الشيخ كان حاضرًا خلال بعض جلسات الاستجواب والتعذيب في فندق الريتز كارلتون.
وقال إنه سمع آل الشيخ يأمر مساعده، هندي السحيمي، أن يتأكد من تحويل المزيني لأمواله وأصوله، بما في ذلك الملكية المشتركة لشركة سكاي برايم للطيران، إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وشمل ذلك طائرتين خاصتين تم نقلهما من سكاي برايم إلى صندوق الاستثمارات العامة، والتي استخدمها محمد بن سلمان لاحقًا لنقل فرقة الاغتيال التي قتلت وقطّعت أوصال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
كما حدّد المزيني عشرة من ضباط الديوان الملكي ورئاسة أمن الدولة ومسؤولين سعوديين آخرين متورطين في جريمة قتل خاشقجي كانوا قد شاركوا كذلك في تعذيبه والانتهاكات الجسدية بحقه.
وهؤلاء هم بدر لافي العتيبي وسعود القحطاني وماهر عبد العزيز مطرب ومشعل البستاني ومحمد سعد الزهراني وسيف القحطاني وعبد العزيز الهوساوي ومصطفى محمد المدني وفهد شبيب البلوي.
وبعد أشهر من إطلاق سراحه في 18 يناير/كانون الثاني 2018، كانت لا تزال آثار التعذيب ظاهرة على جسد المزيني، كما هو موثق في الصور المرفقة بشهادته الخطية.
ووفقًا لأفراد الأسرة فإنه بعد إطلاق سراحه الأولي، تطلبت حالة المزيني جراحة تجميلية لملء فجوة في جبهته بسبب ضربة من محقق.
خلال هذا الوقت، استمرت أظافر المزيني في التساقط بسبب الضربات المتكررة على رجليه وقدميه. وبحسب المصادر ذاتها، فإن المزيني يعاني من قلق وصدمة نتيجة اعتقاله وتعذيبه.
وقال شخصان آخران، نحافظ على سرية أسمائهما وأي تفاصيل تعريفية عنهما لحماية سلامتهما، أن قوات أمن الدولة احتجزتهما في 2018 وعذبتهما بسبب نشاطهما السلمي.
وذكرا أنهما تعرّفا على آل الشيخ من جلسات التعذيب الخاصة بهما. كما قالا إنهما شاهدا شخصًا يشبه مظهر آل الشيخ على الرغم من القناع الذي غطى معظم وجهه ولاحظا أن المحققين وغيرهم في الغرفة كانوا يحترمونه، ما يعكس وضعه الرسمي ومكانته في الحكومة السعودية.
وأخبرا منظمة (DAWN) أن صوت الشخص الذي يلبس القناع، الذي يشتبهان أنه آل الشيخ، يطابق صوت آل الشيخ، الذي كانا يعرفانه قبل سجنهما. وقال رائد جرار، مدير قسم المناصرة بمنظمة (DAWN): إنّ طبيعة وحجم انتهاكات آل الشيخ، بما في ذلك الاحتجاز والتعذيب ومصادرة أصول مئات السعوديين، تتطلب إجراء صارمًا من إدارة بايدن”.
وذكر جرار أن فرض عقوبات على آل الشيخ سيرسل رسالة مهمة لشركاء الولايات المتحدة وحلفائها مفادها أن إدارة بايدن لم تتخل تمامًا عن حقوق الإنسان في سياستها الخارجية.
محمد آل الشيخ هو مستشار مقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. بعد دوره في تعذيب وانتهاك حقوق محتجزي فندق الريتز كارلتون، عينه محمد بن سلمان رئيسًا للهيئة السعودية للملكية الفكرية وعضوًا في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
كما شغل منصب وزير دولة وعضو مجلس الوزراء منذ 24 يناير/كانون الثاني 2015. وسابقًا، صدر مرسوم ملكي بتعيينه رئيسًا للهيئة السعودية للرياضة في أبريل/نيسان 2017 ورئيسًا لهيئة السوق المالية السعودية من 2013 حتى 2017.