عروض وإغراءات أمريكية لـ”بن سلمان” للتطبيع مع إسرائيل
كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أنه تم تقديم المملكة عروض لإتمام اتفاق التطبيع مع إسرائيل، من بينها “منح طائرات متقدمة جدا والحصول على معاملات وخدمات سياسية في واشنطن، والحصول على منافذ ومميزات في أمريكا تحت قيادة دونالد ترامب”.
وأضافت الصحيفة أنه كان هناك حافز آخر للسعودية لتشجيع البحرين والإمارات على التطبيع، وهو أن ذلك سيمنح الرياض غطاء قبل أن تقرر إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأشارت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أراد توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين، لكن والده الملك سلمان رفض ذلك.
وأضافت الصحيفة أن الملك سلمان بن عبدالعزيز لطالما أيد لسنوات عديدة، مقاطعة إسرائيل والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة، إلا أن ابن سلمان يريد إقامة علاقات تجارية مع إسرائيل، وإنشاء جبهة موحدة ضد إيران، وتجاوز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأنه نزاع صعب”.
وقالت إن ولي العهد على الرغم من أن السعودية حثت جارتيها الخليجيتين الإمارات والبحرين على توقيع اتفاق تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل، لكنها لن تقوم بخطوة مماثلة قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
وذكرت الصحيفة أن دفع السعودية أبوظبي والمنامة للتطبيع كان بمثابة حافز للمملكة للتغطية على قرار محتمل من قبل حكومتها بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي خطوة، وفقا للصحيفة، كانت ستحدث ارتدادات وهزات بالمنطقة أضخم من معاهدتي السلام المصرية (1979) والأردنية (1994) مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر قريبة من الديوان الملكي السعودي، قولهم إنه بالرغم من اقتراب فرص تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يعطي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يعتبره أكبر إنجاز (تطبيع السعودية) في مجال السياسة الخارجية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ووفق الصحيفة فإن السعودية بدلا من ذلك، ستواصل دورها في حث الحلفاء بالمنطقة على التطبيع، وباسمها، قبل نهاية العام.
ولفتت إلى أن السودان وسلطنة عُمان بلدان مرشحان بقوة لتوقيع اتفاقيات مع إسرائيل، ولكن الحرس القديم في السعودية والكويت -على حد قول الصحيفة البريطانية- سينتظرون للحصول على جوائز أكبر.
وفي ضوء ذلك، اعتبرت الصحيفة أن الملك سلمان، لم يخرج في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، عن النص، عندما أكد على التزام بلاده بالمبادرة العربية والتي كان ينظر إليها كإطار حل حتى سنوات قليلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين يعرفان تفكير وريث العرش السعودي قولهما إنه ينظر للمنطقة من خلال عدسة مختلفة عن تلك التي استخدمها أسلافه.
وأضافت أن بن سلمان يتعامل مع التوسع الإيراني كأكبر تهديد لاستقرار المنطقة، وأكبر من تحقيق تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين والتي فشلت.
ولفتت الصحيفة إلى تأثر أفكار بن سلمان بالعقلية التجارية لكل من “ترامب” وصهره “جاريد كوشنر”، ولم يضع وقتا في تطبيقها على موقفه الجديد من فلسطين ولبنان اللذين تحولا إلى عبء لا ينتهي.
وقبل نهاية العام طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحضور إلى الرياض، وقدم له نسخة عن فلسطين التي تدعمها السعودية، ولم يتحدث “عباس” أبدا عن اللقاء وما جرى خلاله، ولم يعد أبدا إلى السعودية.
ووفق الصحيفة كانت الخطة المقدمة لـ”عباس” من قبل بن سلمان لا تختلف عن تلك التي أعلنها “ترامب” وبصخب بداية هذا العام، إذ أخبر بن سلمان الرئيس “عباس”، أن فلسطين هي غزة وأجزاء من سيناء وممر أرضي لما تبقى من الضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة البريطانية ظلت العلاقة قوية بين محمد بن سلمان، و”كوشنر”، حيث دعم بن سلمان ضرورة ترسيم حدود لبنان البحرية، وهي نقطة مهمة لواشنطن من أجل تأمين حقوق لبنان في حقول الغاز المشتركة وكطريقة لتحييد “حزب الله” الذي يسيطر على جنوب لبنان.