يمثل السوري عبدالجليل السعيد نموذجا لمدى انحطاط النظام السعودي وتدهور مكانته بحيث يلجأ إلى دفع الأموال الطائلة من أجل استخدام مرتزقة من أمثاله لتبييض صورة المملكة والدفاع عن سقطاتها.
ويثير الارتباط الفاضح بين النظام السعودي والسعيد اشمئزازا هائلا لدى النشطاء والمعارضين السعوديين الذي ينتقدون دفع الرياض الأموال للمرتزقة حتى يكونوا بوقاف إعلاميا مدافعا عن المملكة.
كيف لا وعبدالجليل السعيد يعد أحد عرابي التطبيع العلني مع إسرائيل ومرتبط بجهاز الأمن العام الموساد الإسرائيلي وبات يكرس نفسه في خدمة تبييض صورة السعودية.
ويعرف السعيد عن نفسه بأنه إعلامي ومدير المركز الإسكيندينافي الخليجي للدراسات، علما أن محطات حياته تفضح تقلباته الهائلة وهرولته فقط وراء الأموال والعمل كمرتزق.
إذ أن عبد الجليل السعيد كان شخصية رجل دين ومفتي وأصبح إعلامي للتلفزيون المعارض، وهو سوري الجنسية من مدينة حلب من مواليد 1985، ويبلغ من العمر 36 عاما.
كان السعيد يدير مكتب الإعلامي أحمد بدر الدين، واستقال منذ عام 2011 ، كما كان عضو من أعضاء الحوار الذي تم تنظيمه من قبل النظام السوري، وذلك في أيلول/سبتمبر عام 2011، حيث كان فعالًا بصفته رجل دين.
وصرح في حينه “نحن محب الرئيس وحزبه، يقصد بشار الأسد، ونتيجة لكلامه تم احتجازه مدة أسبوعين حيث تم اعتقاله من قبل قوات المخابرات السورية”.
لاحقا أعلن عبدالجليل السعيد استقالته من المؤسسة الدينية وانسحابه وعدم تأييده للحزب البعث الحاكم في سوريا في كانون الثاني/يناير 2012 م، وبرر ذلك لعدم وجود من يحمل اسمه وهو معروف بصفة الطالب المطرود من المدارس الشرعية نتيجة سوء خلقه.
ثم بدأ السعيد ممارسة نشاطه ضد النظام، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن شارك في مؤتمر “قرطبة” في إسبانيا، عام 2014، الذي جمع أطياف المعارضة، ثم غادر إلى السويد ليقدم لجوءًا إنسانيًا ويعيش هناك.
أثار عبد الجليل الجدل وسرعان ما تحولت إلى غضب شديد وذلك بسبب نشر صورة له تجمعه مع الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، واعتبرها البعض وقاحة كبيرة وانسحب عدد كبير من متابعيه في جمهورية سوريا العربية وكذلك على مستوى الوطن العربي.
وبإيعاز من السعودية مكافأة على ما يتلقاه من مخصصات مالية شهرية، دأب عبدالجليل السعيد على الهجوم على دولة قطر ومحاولة تشويه مواقفها وإظهار العداء إليها.
غير أن تصريحات السعيد ومداخلاته التلفزيونية في القنوات المحسوبة على السعودية وحلفائها، عادة ما تقابل باستخفاف واستنكار شديدين في ظل الإجماع على وصفه بالمرتزق والبوق الإعلامي المأجور.
ولم يكتف ذلك بل هاجم السعيد سلطنة عُمان في أكثر من مناسبة. حتى تخصص في مهاجمة السلطنة وبل وشعبها ووصفه بالشحاد الذي يستجدي الحسنة في قطر والسعودية والإمارات بكل وقاحة.
ومن يتابع منشورات عبد الجليل السعيد عبر صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، يجد أنه وقف موقفًا خجولًا من قرار دونالد ترامب، بنقل العاصمة إلى القدس، متذرعًا بأن الثورة السورية أهم من قضية القدس.
كما روج لبرنامج “حسن الجوار” الذي أطلقته إسرائيل، عن مساعدة الجرحى من عناصر “الجيش الحر”. كما استغل اعتقال الناشطة الفلسطينية، عهد التميمي، ليظهر الجيش الإسرائيلي بمظهر “العادل”.