عاملات المنازل يسردن “حياتهن المهينة” في السعودية عبر تيك توك
تستخدم عاملات المنازل في الخليج عامة والمملكة السعودية خاصة وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة.
ومع انتشار شعبية “تيك توك” العام الماضي، أصبحت منصتهن الرئيسية للحديث عن معاناتهم وظروف حياتهم، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وتقول الغالبية العظمى من العاملات إنهن يتعرضن للعنصرية والتمييز والتحرش الجنسي.
وقالت عاملة كينية في أحد المنازل السعودية، بريندا داما، 26 عامًا: “الوضع هنا صعب حقًا. ينتهي بك الأمر إلى البكاء كل يوم. ولكن عندما ترى التعليقات الإيجابية على مقاطع الفيديو الخاصة بك، فأنت تشعر بالسعادة”.
وأضافت داما: “لا أحصل على يوم عطلة واحد، لا أعيش حياة سلمية بدون مشاجرات أو إهانات”.
وتعتمد دول الخليج على العمال المهاجرين من إفريقيا وآسيا والدول العربية الفقيرة للحفاظ على تشغيل آلية الحياة اليومية.
ويعمل الملايين منهم عمال في المنازل والبناء والتوصيل والنظافة والحراسة. وهؤلاء العمال غالبا ما يفوق عدد السكان الأصليين.
في عام 2016، كان هناك ما يقرب من 4 ملايين عاملة منزلية أجنبية في الخليج، وفقًا لدراسة أجراها منتدى حوار أبو ظبي.
قبل تفشي وباء كورونا، كان نحو 36 ألف عاملة منزلية جديدة يتوجهن إلى المنطقة كل عام، وفقًا للمنتدى.
تيك توك
وتعمل معظم عاملات المنازل الأجنبيات في المملكة من خلال نظام الكفالة الذي يمنح أصحاب العمل سيطرة شبه كاملة عليهن.
كما إنهن غير قادرات على تغيير وظائفهن أو مغادرة المملكة دون إذن من صاحب العمل، وغالبًا ما يصادر رؤسائهن هواتفهن المحمولة وجوازات سفرهن.
وتقول جماعات حقوقية إن العاملات المنزليات معرضات بشكل خاص لسوء المعاملة.
مع الحد الأدنى من حرياتهن التي تضاءلت بالفعل بسبب الوباء وتزايد العزلة، تستخدم عاملات المنازل تيك توك لإخبار العالم بكيفية معاملتهن على الرغم من أنه قد يكون من الخطير القيام بذلك.
تستخدم بعض النساء المنشورات ببساطة للتنفيس. وتسعى أخريات لنشر الخبر عن ظروف عملهن المزرية في كثير من الأحيان، مع روح الدعابة.
ويقول جمهورهن، وكثير منهم عمال أجانب أيضًا، إن تصفح مقاطع الفيديو المضحكة هو وسيلة لتخفيف الشعور بالوحدة ويمكن أن يوفر فترة راحة قصيرة من التوتر أو القلق أو الاكتئاب.
وذكرت ميريغين كاجوتو، 35 عاماً، عاملة فلبينية في السعودية: “كثيرون هنا يعانون. الطريقة التي يعبرون بها عن اكتئابهم، وضغطهم من عملهم، هي من خلال تيك توك. يرسل لي الأصدقاء مقاطع فيديو ونصائح. إنها نوع من المساعدة”.
في بعض الحالات، لا تخاطر النساء بوظائفهن فقط من خلال النشر على تيك توك ولكن أيضًا على سلامتهن.
قد يؤدي التقاط الصور أو مقاطع الفيديو داخل منزل صاحب العمل، وخاصة الأطفال، ونشرها عبر الإنترنت دون إذن إلى توجيه اتهامات جنائية أو الترحيل.
في السنوات الأخيرة، أقرت عدد من الدول قوانين عمل العمالة المنزلية.
تنص الكويت والسعودية على أن الموظفين ملزمون بحماية أسرار أسرهن.
غالبًا ما يُطلب من هؤلاء العمال توقيع عقود عمل ذات صياغة مماثلة عند وصولهم إلى بلد العمل.
وبدأت سلطات آل سعود العمل بإلغاء نظام الكفيل المطبق في المملكة منذ سنوات، مع دخول مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية الأحد (14 مارس/ آذار).
وبحسب رصد “ويكليكس السعودية” فإن أبرز المخالفات القانونية في النظام الجديد، تمثلت بالجوانب الآتية:
يستفيد العامل من هذه الخدمة وفق شروط، أهمها أن يكون ضمن العمالة المهنية الوافدة الخاضعة لنظام العمل.
أن يمضي العامل الوافد 12 شهرًا لدى صاحب العمل الحالي منذ دخوله السعودية.
سيظل العمال الوافدون والأشخاص الذين يعيلونهم بحاجة إلى أصحاب العمل لتسهيل الدخول والإقامة والعمل في البلاد.
بما في ذلك للحصول على تصاريح الإقامة والعمل وتجديدها.
سيظلّ أصحاب العمل قادرين على إلغاء هذه التصاريح، فيتركون العمّال من دون أوراق، علما أنهم لم يقترفوا أيّ ذنب.
وعندما لا ينفّذ أصحاب العمل مثل هذه الإجراءات، يدفع العمّال الثمن.
وسيظل العمال الوافدون أيضا بحاجة إلى إذن صاحب العمل لتغيير وظائفهم، إذا لم ينهوا عقدهم أو عملوا لأقل من عام.
ستواصل سلطات آل سعود فرض عقوبات قاسية على “الهروب” – ترك صاحب العمل من دون إذن أو البقاء في البلاد بعد فترة السماح المعقبة لانتهاء صلاحية تصريح الإقامة أو إلغائه.
وتشمل العقوبات السعودية: الغرامات، الاحتجاز، الترحيل، منع العودة.
لا تزال سلطات آل سعود تمنع النقابات العمالية والإضرابات، ولم تتشاور السلطات مع مجموعات العمال الوافدين بشأن هذه الإصلاحات القادمة.
استبعاد 3.7 مليون عاملة وعامل منزليين، المستثنين أيضا من قانون العمل، من هذه التغييرات المتواضعة.