قالت صحيفة التايمز البريطانية إن طريق نجاح الأعمال التجارية في السعودية يعتمد على توفير الواسطة ومدح ولي العهد محمد بن سلمان.
وذكرت الصحيفة أنه مع ثبات الاقتصاد البريطاني مع تباطؤ النمو وندرة الصفقات في الحي المالي، يبدو أن كل رئيس تنفيذي محترف يتجه إلى السعودية بحثًا عن الأعمال والاستثمار.
وبحسب الصحيفة فإن أولئك الذين يذهبون للمرة الأولى يندهشون من مدى التغريب داخل المملكة، والاخرون الذين لم يذهبوا منذ فترة يشعرون بالذهول أكثر من هذا التغيير منذ اللحظة التي تستقبلهم فيها سائقة اوبر في المطار.
يقول ويل لانكستون، الذي افتتح متاجر جيفز أوف بلجرافيا للتنظيف الجاف هناك: “لم أشهد مثل هذا النمو من قبل”.
تشهد “المملكة” لدى من يتردد عليها ازدهارًا بفضل شركة النفط الحكومية العملاقة التي تحقق أرباحًا بقيمة 120 مليار دولار سنويًا، وقائد الإصلاح الفعلي محمد بن سلمان.
بعد توقف طفيف في أعقاب مقتل جمال خاشقجي، الصحفي السعودي المولد في صحيفة واشنطن بوست عام 2018، تواصل الشركات الغربية القدوم، بفضل الاغراء المصاحب لرائحة العقود التي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات لبناء المدن والطرق والطاقة الخضراء والبنوك.
والرياض، العاصمة، تتغير فعليًا، وينتقل بنك الرياض القوي من مكاتبه القديمة القريبة من ساحة الصفاة – “ساحة الاعدامات بقطع الرؤوس علنًا امام المارة” – إلى مجمع غرناطة التجاري الجديد اللامع الذي نشأ على بعد 20 دقيقة.
ارتفعت إيجارات المكاتب الجديدة بنسبة 31% في الربع الأخير في المدينة مقارنة بالعام السابق، وفقا لشركة سافيلز العقارية، مع انتقال الشركات الغربية الكبرى مثل فنادق ومنتجعات IHG البريطانية.
على الرغم من أن الشرطة الدينية لم تعد تتجول في الشوارع، وعلى استعداد لزجك في السجن لأدنى جريمة، إلا أن ممارسة الأعمال التجارية هناك، وفقًا للزوار الغربيين، لا تزال لا مثيل لها في أي مكان آخر على وجه الأرض.
وقليلون هم الذين سيتحدثون بأسمائهم الصريحة للصحافة، خوفًا من عرقلة أعمالهم في بلد لا يزال حساسًا للنقد، لكن الحكايات والنصائح أصبحت كثيرة، وذلك بسبب القمع السائد في المملكة.
إذا كيف يمكنك ان تكون من بين أولئك الذين يحققون الثروات في المملكة؟ الإجابة.. احصل على واسطتك الخاصة بك. إنها القاعدة الأساسية الأكثر أهمية هي بناء العلاقات.
الكلمة العربية الأكثر أهمية هي واسطة، أو فيتامين دبليو، كما يسميها بعض المغتربين، وتعني الترجمة الفضفاضة لها انه يجب ان تعتمد على “من تعرفه”، أو “المحسوبية”، وبدون العلاقات الشخصية، لن تتمكن من الوصول إلى أي مكان، وبناء هذه الروابط يستغرق وقتًا وجهدًا.
إذا كانت لديك واسطة، فسوف تفوز بالمزايدات، وتحصل على الترقيات وسيتم اختيارك للعقود حتى لو كنت تتقاضى رسومًا أعلى من منافسيك.. الثقة والعلاقات تغلب التجارة البحتة في كل مرة.
تبدأ الواسطة بشكل عام بمقدمة من جهة اتصال موثوقة.. الرجال – وهذا لا يزال عالمًا يهيمن عليه الذكور – يجتمعون في المجلس، وهي غرفة جلوس تقليدية في منزل فخم أو مبنى شركة للتدخين وشرب الكثير من الشاي والتحدث عن الأعمال.
يقول أحد المصرفيين ذوي العلاقات الجيدة في لندن: “إنه المعادل السعودي لنادي الغولف الغربي” مضيفًا “تتحدث عادة أثناء تناول المشروبات الغازية، وتتعرفان على بعضكما البعض وتبدأن بالحديث تدريجيًا عن عملك.”
في كثير من الحالات، إذا سارت جلسة المجلس على ما يرام، فيمكن إجراء الجزء الأكبر من مفاوضات الصفقة بين الحين والآخر.
يقول الرئيس التنفيذي المغترب لإحدى الشركات الاستشارية: “أنت توافق على ما سيحدث، ويقوم شخص آخر ببساطة بتفعيله”، وأضاف أن دبي ودولاً أخرى في المنطقة لديها أيضاً واسطة ومجالس في عالم الأعمال، ولكن ليس بنفس القدر.
وبمجرد أن تشغل مقعدك في اجتماع مجلس الإدارة، لا تتفاجأ عندما تجد أن الأمر يبدأ بأحاديث صغيرة، والكثير منها.
يمكن للمدراء التنفيذيين الدردشة بشأن كل شيء بدءًا من الرياضة والأسرة وحتى الثقافة، ويقول أحد الرؤساء التنفيذيين الغربيين: “إنها الواسطة مرة أخرى”، مضيفًا “انها بناء العلاقات. قد يكون لديك اجتماع في الساعة 10 صباحًا ولكن لا تبدأ في جدول الأعمال حتى الساعة الحادية عشرة الا ربعًا”.
يحتفظ العديد من المغتربين بهواتفهم في أكياس محمية داخل حقائبهم ويقول الرئيس التنفيذي مشيراً إلى أنه كان يتم التنصت على جميع الهواتف المحمولة، حتى عندما تكون مغلقة.
وتضيف الصحيفة “لا تتردد في الدردشة بشأن المسلسلات السياسية في موطنك في بريطانيا، ولكن لا تقل أبدًا أي شيء ينتقد السعودية أو محمد بن سلمان بين المغتربين.
وتابعت “إذا كنت تريد أن تقول شيئًا مثل “محمد بن سلمان عظيم، السعودي رائع”، فهذه دفعة كبيرة.. ولكن قل أي شيء سيئ عن العائلة المالكة وسوف تسمع صوتًا خافتًا. سيتم إغلاق عملك وسيتم طردك. وهذا ليس مزحة”.