في تصعيد لتورط نظام آل سعود بالتطبيع مع إسرائيل، تم الكشف عن أن طائرة إسرائيلية خاصة حطت في عاصمة المملكة الرياض ومن ثم عادت إلى تل أبيب بشكل سري.
وقال صحافي إسرائيلي يدعى أفي شيراف، في تغريدة له عبر “تويتر”، إن طائرة إسرائيلية خاصة، من طراز تشالينجر 50، غادرت إسرائيل أمس الثلاثاء، متجهة إلى عمان، حيث حطت في مطار عمان لدقائق، لتقلع مجدداً إلى المملكة، ومكثت في الرياض أقل من ساعة، قبل أن تقلع عائدة إلى تل أبيب.
وتساءل محلل الشؤون الاستخباراتية، في “معاريف”، يوسي ميلمان في تغريدة له عبر “تويتر”، استناداً إلى ما كتبه شيراف، هل لهذه الرحلة الغامضة علاقة بوجود وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في الرياض أمس، وهل حملت الطائرة الإسرائيلية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أم رئيس الموساد؟ مضيفاً أن هذه الرحلة قد تكون متصلة بالموضوع السوري.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه رئيس “كاحول لفان”، الجنرال بني غانتس لأن يتسلم التكليف الرسمي من رئيس الدولة رؤبين ريفلين، لتشكيل الحكومة القادمة، ومنحه مهلة 28 يوماً.
وفي حال تبين أن الطائرة حملت إلى المملكة نتنياهو أم رئيس الموساد يوسي كوهين، فسيكون لذلك علاقة بوجود إسبر ومساعٍ إسرائيلية لأن تكون إسرائيل طرفاً في الترتيبات المستقبلية في سورية، خصوصاً بعد الاتفاق الروسي التركي بوقف القتال ووقف العملية العسكرية التركية.
وتشير الرحلة المذكورة، التي كشف عنها شيراف، إلى عمق العلاقة السرية بين إسرائيل ونظام آل سعود التي تقود تحت قيادة محمد بن سلمان سوية مع الإمارات، مشاريع التطبيع مع إسرائيل، بحجة المصالح المشتركة لمواجهة “الخطر الإيراني” في الخليج.
وسبق لتقارير صحافية مختلفة إسرائيلية ودولية وعربية أن تحدثت عن التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل من جهة، وكل من الإمارات ونظام آل سعود.
وأخيراً، كُشف النقاب عن أن شركة إماراتية سعودية تدعى بلاك ماتر، استخدمت في العامين الأخيرين خبراء “سايبر” إسرائيليين خدموا في وحدة الاستخبارات 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في هذه الأثناء رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بمطبع جديد من مرتزقة نظام آل سعود ظهر بمقطع فيديو لشخص يقول إنه مواطن سعودي يرى أن (إسرائيل) ليست هي العدو، زاعما أن عدد مواطني المملكة المؤمنين بهذا الأمر يتزايد، ومعبرا عن ثقته في مساعي محمد بن سلمان في هذا الإطار.
ويضع صاحب الفيديو، الذي يبدو من حسابه على “تويتر” أنه من سكان مدينة الطائف غربي المملكة.
وحول أسباب قيامه بوضع تلك الأعلام، قال صاحب الفيديو إنه “يحب هذه الدول”، معتبرا أنها لا تمثل أي تهديد لبلاده، وأن (إسرائيل) “لم تطلق أي طلقة تجاه المملكة”.
واعتبر صاحب الفيديو أن “حل القضية الفلسطينية هو التطبيع مع إسرائيل”، داعيا جميع السعوديين إلى وضع العلم الأمريكي بجانب العلم السعودي في حساباتهم، بالإضافة إلى العلم الإسرائيلي أيضا لمن يريد ذلك، مؤكدا أن “التطبيع قريب”.
واختتم المطبع حديثه بالتأكيد على ثقته في حكمة ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.
وهذا هو الفيديو الثاني لسعودي يطالب بالتطبيع بين المملكة و(إسرائيل)، وينشره الحساب التابع للخارجية الإسرائيلية عبر “تويتر”، خلال أقل من شهر.
ففي يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري نشر “إسرائيل بالعربية” مقطع فيديو لسعودي يدعو ولي عهد المملكة إلى تطبيع العلاقات بين الرياض و(إسرائيل).
وقال الحساب إن “المواطن السعودي الذي يظهر في الفيديو يدعو إلى تغيير الصورة النمطية العربية عن إسرائيل”، معتبرا أن “تغيير هذه الصورة سيساهم في بناء السلام”.
وخلال المقطع، يقول الشخص، الذي يزعم أنه مواطن سعودي، إن المملكة تقيم علاقات مع كل من قطر وتركيا والعراق ولبنان، رغم أن هذه الدول متورطة في قتل السعوديين والتآمر على المملكة، على حد زعمه.
وأضاف: “لماذا نقاطع إسرائيل، ماذا عن الذين قتلوا أولادنا؟ قطر وتركيا وإيران والحوثي والإخونجية ولدينا سفارات لديهم”.
وتابع: “نحن لدينا سفارة في لبنان وهم يدعمون حزب الله وسفارات في العراق وقد قتلوا الشعب الكويتي والآن إيران تحتلهم… لم لا نقاطعهم؟”.
ولا تقيم إسرائيل والرياض علاقات رسمية حتى الآن، لكن أفق التطبيع بينهما لا يزال نشيطا، حسب توجهات رسمية وغير رسمية في المملكة، خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أكد ولي العهد أن المملكة و(إسرائيل) تواجهان عدوا مشتركا يتمثل بإيران، كما قال إن الإسرائيليين لديهم الحق في العيش على أرض خاصة بهم.