أدانت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين اليوم صمت سلطات نظام آل سعود على حادثة تحليق طائرة إسرائيلية فوق مدينتي مكة المكرمة وجدة.
وقالت الهيئة في بيان صحفي “انتظرنا كما انتظر غيرنا من المسلمين في الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، بيانا توضيحيا من السلطات السعودية على الحادثة الخطيرة التي حصلت يوم الاثنين الماضي 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، من تحليق طائرة إسرائيلية فوق مدينتي مكة المكرمة وجدة السعوديتين”.
وأضافت أنه “بالرغم من مرور ثلاثة ايام على الحادثة إلا أن السلطات السعودية ما زالت صامتة ولم تعر أي أهمية للأمر وكأن الامر لا يعنيها وحصل في دولة ثانية، كما تجاهلت وسائل الاعلام التابعة للمملكة ومن يدور في فلكها وتمويلها من ذكر أي خبر عن الحادثة بعد الاعلان عنها من قبل محرر شؤون الطيران في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية إيتاي بلومنتال، أعادت نشرها الصحيفة بحسابها على تويتر”.
وكتب بلومنتال على حسابه في تويتر “جميل جدا: طائرة إسرائيلية أقلعت أمس من مطار بن غوريون (بتل أبيب) إلى الهند عبر إثيوبيا ولم تتنازل عن زيارة سماء مدينتي جدة ومكة في السعودية.
وأرفق الصحفي الإسرائيلي التغريدة بتوثيق لإحدى شركات تتبع حركة الطائرات، يظهر تحليق الطائرة في مسار مستقيم فوق البحر الأحمر قبل أن تجنح يسارا وتمر فوق مدينتي جدة ومكة المكرمة.
وإذ استنكرت الهيئة هذا الصمت المريب من قبل المملكة على هذه الحادثة وعدم إصدار بيان توضيحي من قبل الهيئة العامة للطيران المدني السعودية أو أي وزارة لها علاقة بالأمر، يثير شكوكا حول الاجراءات الأمنية والعسكرية التي من المفترض أن تقوم بها لحماية المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وتساءل المدير التنفيذي للهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين عمر قشّوع عن حقيقة وجود إجراءات دفاعية لحماية مكة والمدينة من عمليات ارهابية قد تنفذها عناصر متطرفة بواسطة طائرات مدنية، وهل هناك منظومات دفاع جوي ورادارات حول المدينتين المقدستين لحمايتهما ولمنع وقوع كارثة من هذا النوع لا قدر الله؟.
وقال قشوع “إن مجرد انحراف طائرة عن مسارها المرسوم لها من قبل هيئة تنظيم خطوط الملاحة الدولية بدون أخذ موافقة السلطات الرسمية او اذن الدولة التي تطير الطائرة فوق اراضيها او بقربها، بدون سبب مقنع كحدوث عطل أو طلب هبوط اضطراري، يعتبر خرقا أمنيا خطيرا، وتهديدا من هذه الطائرة قد يؤدي إلى إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية للدولة التي تحلق الطائرة في أجوائها”.
ونبه إلى أن وجود طيار متطرف يقود طائرة إسرائيلية أمرا غير مستبعد بتاتا، فالمتطرفون الذين يحرضون على تدمير الحرمين كثيرين كالإرهابي باروخ غولدشتاين المسؤول عن مجزرة الحرم الإبراهيم في الخليل عام 1994، والتي راح ضحيتها 29 مصليا وجرح أكثر من 150 فلسطينيا، أو كالإرهابي المتطرف الذي نفذ مجزرة المسجدين في نيوزيلاندا وراح ضحيتهما أكثر من 50 مصليا وجرح العشرات من المسلمين.
وأكدت الهيئة أن حماية مكة المكرمة والمدينة المنورة والحرمين الشريفين تقع على عاتق المملكة أولا والتي تعتبر من أكبر بلدان العالم شراء للأسلحة، ثم على عاتق جميع الدول الاسلامية ثانيا لارتباط هاتين المدينتين بجميع المسلمين في العالم.
وأكد أنه في حالة عدم استطاعة السلطات السعودية اتخاذ الاجراءات الدفاعية الضرورية لذلك، عندها يجب التفكير في إنشاء كيان منبثق عن منظمة التعاون الاسلامي تساهم فيه جميع دوله وخاصة الدول التي تملك إمكانيات عسكرية وتكنولوجية متطورة مثل تركيا وباكستان واندونسيا وماليزيا وكازاخستان وغيرها من الدول للمساهمة في وضع منظومات دفاع جوي ورادارات وانظمة انذار مبكر لحماية الاماكن المقدسة من أي اعتداء لا قدر الله.
والهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين هي مؤسسة عالمية مسجلة في ماليزيا تعنى برصد ومراقبة سبل وطريقة إدارة المملكة العربية السعودية للمشاعر المقدسة في مكة والمدينة خاصة الحرمين بما في ذلك المواقع التاريخية الإسلامية هناك.