يتواصل تصاعد الغضب في المملكة بفعل ما تنشره هيئة الترفيه الحكومية التابعة لمحمد بن سلمان من فساد وانحلال يمثل انقلاب على قيم المجتمع السعودي المحافظ.
وعمت موجة غضب عارمة بين النشطاء والاعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة خلال الساعات الأخيرة عقب تداول صور وصفت بأنها غير لائقة من فاعلية “سباق الألوان” ضمن فعاليات موسم الرياض.
حيث شارك الآلاف من المواطنين السعوديين والمقيمين الأجانب والسائحين الزائرين في أول مهرجان ترفيهي للألوان في العاصمة الرياض.
وتجمع آلاف الأشخاص منذ ساعات الصباح الباكر في البوليفارد، الذي يقع عند تقاطع طريق الأمير تركي الأول، مع طريق الأمير محمد بن سلمان، شمالي العاصمة، وهم يرتدون سترات بيضاء تحمل شعار السباق.
وأبرزت صور متداولة عبر وسم “#سباق_الألوان” مشاهد غير لائقة في الفاعلية المختلطة والتقطت عدسات الكاميرات صورا وصفت بالخارجة بين الشباب والبنات وفجرت غضب السعوديين، الذين هاجموا النظام وهيئة الترفيه متهمين إياها بسلخ السعوديين عن دينهم وهويتهم وفق رؤية ممنهجة.
وفي هذه الفاعلية يذهب المتسابقون دون وقت وصول محدد، بينما يتم رشهم بألوان زاهية أثناء رحلتهم، ويتوقفون بشكل متكرر لالتقاط الصور قبل الوصول إلى النهاية ويحصلون على ميدالية تذكارية، بغض النظر عن توقيت الوصول.
وأقيم الحدث تحت اسم “أسعد 5 كيلومترات على الأرض”، خلال فعاليات موسم الرياض، بينما بلغ عدد المشاركين في المهرجان أكثر من 15 ألف مشارك وفق تقديرات.
ويشهد قطاع الترفيه تطورات ضخمة منذ تأسيس هيئة خاصة به في 2016، بالتزامن مع تحولات اجتماعية واقتصادية هامة في البلاد.
وقررت المملكة، في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، السماح بفتح دور عرض سينمائي بعد حظر امتد لأكثر من 3 عقود، ومن المرتقب بدء افتتاح قاعات للسينما في مارس/آذار المقبل.
وتستهدف “رؤية السعودية 2030″، رفع مساهمة قطاع الترفيه من إجمالي الناتج المحلي من 3% إلى 6%.
وقال “محمد بن سلمان”، في تصريحات سابقة، إن بلاده تستهدف توطين 50% من قطاع الترفيه؛ إذ ينفق المواطنون 22 مليار دولار على الترفيه في الخارج سنويا.
وشهدت المملكة، في الآونة الأخيرة، سلسلة قرارات بالتخلي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية، التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، ودخولهن ملاعب كرة القدم، والسماح لهن بالسفر دون إذن ولي الأمر.
على مدار الأشهر الأخيرة عمل نظام آل سعود على إغراق المملكة بخطوات مشبوهة للترفيه منذ تأسيس هيئة خاصة بذلك في 2016، تقابل بانتقادات حادة بسبب دورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.
وسمح نظام آل سعود في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، السماح بفتح دور عرض سينمائي بعد حظر امتد لأكثر من 3 عقود، ومن المرتقب بدء افتتاح قاعات للسينما في مارس/آذار المقبل.
وارتفع عدد المطاعم والمقاهي المرخص لها بالمملكة لتقديم نشاط “العروض الحية” إلى 132 مطعما، في كلٍّ من الرياض وجدة والخبر والدمام، وذلك بعد مرور 3 أشهر على فتح الترخيص لإقامة العروض الحيّة في المطاعم والمقاهي.
ويدفع بن سلمان بانقلاب على موروث المملكة الديني والاخلاقي عبر الانفتاح على الترفيه واستضافة فرق أجنبية بمبالغ مالية فلكية لتقديم صورة تغطي على انتهاكات النظام داخليا وخارجيا.
فضلا عن ذلك فإن آل سعود يحاولون تحقيق جملة أهداف بممارساتها المشبوهة أهمها إلهاء المواطنين السعوديين عن نظامهم القمعي وجرائمه وجمع المال من عائدات مالية كبيرة لحفلات وفعاليات بينها إباحي في أرض الحرمين.
وأقرت المملكة في 2016 تنظيما جديدا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقلل من صلاحياتها، ويمنعها من توقيف الأشخاص، ويشترط أن يكون أعضاؤها من ذوي المؤهلات العلمية، إضافة لحسن السيرة والسلوك”.