تلاحق الانتكاسات رؤية 2013 الاقتصادية التي طرحها محمد بن سلمان لتنويع مصادر اقتصاد المملكة وفي مقدمة ذلك طرح اكتتاب شركة “أرامكو” النفطية في ظل إحجام صناديق عالمية عن المشاركة في الطرح.
وأعلنت صناديق استثمارية عالمية عزوفها عن ضخ المشاركة في طرح شركة أرامكو وسط حالة من الغموض حول موعد الطرح بفعل تخبط نظام آل سعود وفشله الاقتصادي.
وقال ينفا سلينجستاد، الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي النرويجي، البالغ حجمه 1.1 تريليون دولار، وهو الأكبر في العالم، إن الصندوق لا يخطط للاستثمار في الطرح العام الأولي لأرامكو.
وأضاف أن الصندوق النرويجي يملك بعض الاستثمارات الأصغر في شركات سعودية عبر محفظة للأسواق الناشئة، لكن شركة كبيرة مثل أرامكو لن تكون جزءاً طبيعياً من هذه المحفظة.
وتأجّل طرح أسهم في شركة أرامكو العملاقة للاكتتاب العام أكثر من مرة. كما تم إرجاء الإدراج في البورصة الذي طال انتظاره في وقت سابق هذا الشهر الجاري، بعد أن قال مستشارو الصفقة إنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت لجلب مستثمرين رئيسيين.
ويعتبر مراقبون أن الفشل في الوصول إلى قيمة سوقية تريليوني دولار في تقدير قيمة أرامكو، كان السبب الرئيسي في تأجيل عملية طرح الأسهم التي كانت مقررة في 2018.
ويقدر خبراء ومؤسسات مالية واستثمارية عالمية قيمة الشركة بنحو 1.5 تريليون دولار عقب الهجمات التي تعرضت لها الشركة في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي من قبل جماعة الحوثي وأدت إلى تعطل نصف الإنتاج النفطي السعودي.
وفي تطور آخر، قال كيريل ديمترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي إن صندوق الثروة السيادية الروسي لن يقوم باستثمار ضخم في الطرح العام الأولي لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو.
وأضاف في مقابلة على هامش منتدى للاستثمار في الرياض: “بالتأكيد روسيا لن تقوم باستثمار ضخم في أرامكو بسبب أنها بالفعل منكشفة تماما على النفط”.
وتابع: “لكن الكثير من صناديق التقاعد تعتقد أن أرامكو تقدم عرضاً مثيراً للاهتمام جداً… هناك اهتمام مؤكد من جانب صناديق تقاعد روسية وعدد من صناديق الاستثمار وبنوك الاستثمار الروسية”.
وفي آب/ أغسطس، أعلنت أرامكو عن إيراداتها النصفية لأول مرة في تاريخها، مشيرة إلى تراجعها في النصف الأول من عام 2019 إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53.0 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وتقدّر أرامكو احتياطات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافئ النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو مستوى عالٍ ومريح، بحسب وكالة “فيتش”.
وأكّد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أنّ موعد طرح أسهم في أرامكو للاكتتاب العام هو بيد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما يعني أن التصريحات المنشورة، أول من أمس، التي قالت إن الطرح الأولي للأسهم سيتم في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، من قبل مصادر سعودية، بات مشكوكاً فيها.
في هذه الأثناء خفض المصرف المركزي الأميركي سعر الفائدة الرئيسي ربع نقطة مئوية الأمر الذي استتبع سلسلة قرارات مشابهة في دول عربية أعلنتها بنوكها المركزية وتحديداً في السعودية والكويت والإمارات والبحرين.
فقد خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، في خطوة تستهدف حماية الاقتصاد الأميركي من تداعيات حرب التجارة العالمية وتفادي الركود، لكنه أشار إلى توقف محتمل في دورة التيسير النقدي.
وفي معرض خفضه سعر الفائدة الرئيسي ربع نقطة مئوية إلى نطاق مستهدف بين 1.5% و1.75%، أسقط المركزي الأميركي إشارة سابقة في بيان سياسته بأنه “سيتحرك بالنحو الملائم” لصيانة النمو الاقتصادي – وهو ما كان يُعتبر تلميحاً إلى تخفيضات لسعر الفائدة في المستقبل.
وبدلاً من ذلك، قال مجلس الاحتياطي إنه سوف “يراقب تداعيات المعلومات الواردة على التوقعات الاقتصادية في معرض تقييم المسار الملائم” لسعر الفائدة المستهدف، في عبارة أقل حسماً.
وسرعان ما خفض البنك المركزي السعودي سعر إعادة الشراء إلى 225 نقطة أساس من 250 نقطة أساس. كذلك، خفض سعر إعادة الشراء العكسي إلى 175 نقطة أساس من 200 نقطة أساس.