توقع محللون صدمة جديدة كبرى لصناع للنفط ما يعمق الاضطرابات التي شهدتها الصناعة بالفعل هذا العام.
وأشاروا خلال مؤتمر “إس أند بي جلوبال بلاتس” الافتراضي، إلى احتمالية حدوث موجة ثانية من العدوى بفيروس “كورونا”، ستؤثر على صناعة النفط.
وقال “إد مورس” وهو الرئيس العالمي لأبحاث السلع لدى “سيتي” خلال حلقة نقاش بالمؤتمر: “كثير منا، يتحدث عن صدمة طلب أخرى”.
فيما قال “مارتن فراينكل” رئيس “إس أند بي جلوبال بلاتس” خلال المؤتمر: “أعتقد أن الأمر لا يزال يتعلق بالطلب، فقد كان تراجع الطلب هذا العام غير عادي”.
وأشار إلى أن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في أجزاء كثيرة حول العالم يعتبر مصدر قلق.
وأضاف “فراينكل” لشبكة “سي إن بي سي”، أنه بحلول نهاية العام المقبل، فإن الطلب على النفط سيكون أقل مما كان عليه في عام 2019.
والإثنين، توقعت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، تراجع الطلب العالمي على النفط في 2020 على نحو أشد من توقعها السابق، بسبب فيروس “كورونا”.
وقالت في تقريرها الشهري، إن الطلب على النفط سيتعافى بوتيرة أبطأ من المتوقع في العام القادم، ما قد يزيد صعوبة دعم المنظمة وحلفائها للسوق.
وأوضحت أن الطلب العالمي على النفط سيهوي 9.46 مليون برميل يوميا هذا العام، ارتفاعا من توقعها قبل شهر لانخفاض قدره 9.06 مليون برميل يوميا.
وانهارت أسعار النفط بعد أن عصفت أزمة فيروس “كورونا” بحركة السفر والنشاط الاقتصادي.
وفي حين خففت بعض الدول إجراءات الإغلاق الشامل، ما سمح بتعافي الطلب، فإن تنامي حالات الإصابة الجديدة وارتفاع إنتاج النفط يضغطان على الأسعار.
وتراجعت أرباح شركة أرامكو السعودية – أكبر شركة نفط في العالم – بنسبة 73.4% بالربع الثاني من عام 2020، مقارنة بالربع المماثل من 2019.
جاء ذلك، بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، وتدني هوامش الربح في أعمال التكرير والكيميائيات، وفق بيانات صادرة عن الشركة السعودية.
وكان موقع “أويل برايس” الأمريكي أكد فشل سلطات آل سعود في تحقيق أي نوع من النجاح في الحرب الأولى لأسعار النفط التي استمرت ما بين 2014- 2016 ثم الحرب الثانية التي بدأتها في آذار/مارس حتى نهاية نيسان/إبريل من هذا العام.
وتوقع المحلل في شؤون النفط سايمون واتكينز، في مقال تحت عنوان “السعودية ترفض التعلم من المحاولتين الفاشلتين في حرب أسعار النفط”، أن تؤدي أي حرب ثالثة لأسعار النفط بانهيار الأسرة الحاكمة في المملكة.
وقال واتكينز: كان من المفترض أن تتعلم المملكة من دروس المحاولتين الفاشلتين ومخاطر المشاركة في حرب كهذه.
وأشار إلى أن المملكة وبناء على التصريحات الصادرة منها قد تقوم بحرب أسعار نفط جديدة ستخسرها مرة ثالثة وبآثار كارثية على أعضاء منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك).
وقال: في قلب المشكلة هو الوهم الجماعي لدى المسؤولين الكبار في الحكومة بشأن الأرقام الحكومية الرئيسية المتعلقة بصناعة النفط التي تثبت دعائم النظام.
وعلق واتكينز: هذه الأوهام لا يقوم أي مستشار أجنبي بارز بتبديدها نظرا لأنهم يحققون أرباحا هائلة لبنوكهم من حماقات السعودية المتعددة، خاصة حروب أسعار النفط.
ورأى الكاتب أن هذا مثال عن “ملابس الإمبراطور الجديدة” مع أن هذا لا ينطبق على ولي العهد فقط ولكن على المستشارين الذين يزينون له ويرتبطون بصناعة النفط السعودية.