أكدت صحيفة إسرائيلية أن وجود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في سدة الحكم، أمر هام وضرورى لصالح إسرائيل، داعية إدارة بايدن للتغاضي عنه.
ودعت الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى عدم وضع المملكة وولي عهدها في مأزق دولي.
وبحسب مقال نشره «سيث فرانتزمان»، في صحيفة «جيروزاليم بوست» فإن ولي العهد على استعداد للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء رحلة محتملة لأبوظبي.
وقال فرانتزمان: ليس هذا بسبب الاجتماع الذي أشيع أنه عقِد في نوفمبر الماضي في مدينة نيوم فقط، بل بسبب الديناميكيات الإقليمية الأوسع التي قرَّبت بين إسرائيل والسعودية.
وعزا فرانتزمان هذا التغيير المتناقض في العلاقات إلى عدة أسباب، أحدها التهديدات الإيرانية المتصاعدة المتمثلة في الجماعات التابعة لها كجماعة الحوثيين في اليمن من جهة.
ومن جهة أخرى، فإن التغييرات التي حدثت في الرياض على مدى العقد الماضي.
والتي أدّت إلى استنتاج مفاده أنه إذا قللت الولايات المتحدة تركيزها على منطقة الشرق الأوسط، فإن هذا يتطلب من الجانب السعودي بالضرورة توطيد العلاقات مع إسرائيل.
وأشار المحلل إلى أن معالم الطريق نحو علاقة تجمعها المصالح المشتركة بين السعودية وإسرائيل تشكَّلت نتيجة لعدة وقائع رمزية رئيسة.
فقد كانت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة في توتر مستمر أثناء حكم الرئيس أوباما في أعقاب صفقة إيران عام 2015.
وقد تدخَّلت السعودية على إثرها في اليمن في العام نفسه لمنع الحوثيين المدعومين من إيران من الاستيلاء على عدن أو ترسيخ موضع قدم إيراني في مضيق باب المندب الإستراتيجي.
ومن جانب آخر، ذكرت تقارير لوكالة «رويترز» في عام 2017، أن هناك اتصالات سرية تجري بين إسرائيل والسعودية.
وكان من المعروف في ذلك الوقت أن رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل، قد صافح يعقوب عميدرور أحد كبار مستشاري نتنياهو السابقين، في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
وفي عام 2018، نفَت إسرائيل تقارير أفادت أن السعودية تسعى لشراء نظام الدفاع الجوي «القبة الحديدية».
وتزايد التقارب بين البلدين عندما أدَّت السعودية دورًا رئيسًا في إتمام اتفاقيات أبراهام وأبدَت دعمها لها.
ثم انطلقت منذ ذلك الحين الشائعات لتشمل لقاء نوفمبر، والتقرير الذي صدر في فبراير (شباط) حول اتفاقية دفاعية محتملة تضم أربع دول.
تحوُّل في الموقف الأمريكي
ورأى المحلل فرانتزمان أنه فيما يخص إسرائيل، يُعد الموقف الإيجابي للمملكة في مختلف القضايا مهمًّا.
والأكثر أهمية من ذلك هو الجفاء المتزايد الذي كانت تجده المملكة من الولايات المتحدة، والذي بدأ بالتوازن مع الإشارات التي أرسلتها واشنطن.
وتفيد تلك الإشارات بأنها تريد الاستماع أكثر لإسرائيل ودول الخليج فيما يتعلق بأي صفقة جديدة مع إيران.
ورأي أن هذا تحول كبير أيضًا في تصوُّر مكانة إسرائيل والسعودية في دوائر المستويات العليا.
فبينما كان يُطلب من إسرائيل في السابق إجراء تنازلات للفلسطينيين من أجل تحقيق السلام مع دول الخليج.
تشير التصريحات الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تطلب من الرياض إجراء تغييرات للاقتراب من تحقيق السلام مع إسرائيل.
وقال فرانتزمان : هذا تحول كبير في رؤية الولايات المتحدة للأسس التي يستند إليها شركاؤها وحلفاؤها الاستراتيجيون في المنطقة.
موجات تغيير عاتية
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن المملكة شهدت تحولًا في العقود الماضية، من اتهامات بكونها تُصدِّر التطرُّف في أعقاب صعود تنظيم القاعدة، إلى سعيها الحثيث اليوم إلى إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية ودينية أيضًا.
وكانت رياح التغيير الأوسع في الخليج تزامنت مع مساعي البحرين والإمارات نحو تحقيق المصالح الذاتية.
وتؤدي السعودية، بصفتها قائدة مجلس التعاون الخليجي دورًا رئيسًا في تغيير وجهات النظر في جميع أنحاء المنطقة.
الميزان الأمريكي
وألمح الكاتب إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يتعرَّض إلى عاصفة انتقادات واسعة في الأوساط الأمريكية بسبب تورطه في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
ورأى المحلل أنه يجب ألا نضع السعودية في مأزق نتيجة السياسات الأمريكية المنتقدة لها، بل يجب الإصغاء إليها فيما يتعلق بالتهديدات الإيرانية.
وقد فقدت السعودية بالفعل دعم الولايات المتحدة بسبب عملياتها الهجومية في اليمن.
والرسائل الصادرة من واشنطن تفيد بأنها تريد إعادة تقييم للعِلاقات الأمريكية مع الرياض.
وتفيد أيضا بأن إدارة بايدن ستنتهج خطا أكثر صرامة بشأن قضايا حقوق الإنسان في مصر.
اجتماعات مع دول كبرى
وأوضح فرانتزمان أنه في الأيام الأخيرة عُقدت اجتماعات رفيعة المستوى مع الأردن وماليزيا والسودان ودول أخرى.
وقال: يتوافق هذا، على نحو غير مفاجئ، مع اجتماعات أخرى رفيعة المستوى جمعت إسرائيل ومصر، وجمعت إسرائيل ودول أوروبية أخرى.
وكذلك العلاقة المتنامية بين اليونان، وقبرص، وفرنسا، ومصر، وإسرائيل، والإمارات.
إلا أن هناك مجموعة من علامات الاستفهام الموجَّهة نحو المملكة في هذه المعادلة.
وتشمل: وجهات نظر كل من الرياض والإمارات بشأن سوريا ودورها في العالم العربي، ومخاوف بشأن استقرار لبنان، وعلاقة السعودية مع روسيا.
وكذلك مدى قدرتها على إصلاح الأمور بعد الأزمة الخليجية مع قطر، وكذلك طموحات تركيا.
ويتضمن ذلك أيضًا الحلول المحتملة للنزاعات في ليبيا، ومحاولات التأثير في شرق أفريقيا وأماكن مثل السودان أو مناطق أبعد من ذلك مثل باكستان.
وتابع: إن شعور إسرائيل المتنامي بكونها جزءًا من المنطقة يضعها في مفترق طرق هذه النقاشات أيضًا.
وختم المحلل الإسرائيلي: في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل أن تظل الولايات المتحدة على علاقة حيوية بالمنطقة.