يتصدر نظام آل سعود قائمة سوداء لأنظمة تورطت بقتل صحفيين وعدم محاسبة الجناة بحسب ما تؤكده منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وبحسب تقرير لليونسكو، فإنه لم تتم حتى الآن إدانة ما يقارب 90% من الأيدي الملوثة بدماء أكثر من ألف صحفي قتلوا خلال السنوات الـ12 الأخيرة أبرزهم الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقتل خاشقجي بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان داخل قنصلية المملكة في اسطنبول التركية مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018 فيما لم يتم حتى الآن محاسبة الجناة.
وخلال السنوات الخمس الماضية أضحت المنطقة العربية أكثر خطرا على حياة الصحفيين من كافة أنحاء العالم نظرا للحروب والأزمات والتوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة، وذلك حسب تقارير منظمات أممية.
وأصدرت اليونسكو تقريرا جديدا عن الخطر الذي يتعرض له الصحفيون رصد أن ما يقارب 500 صحفي لقوا حتفهم خلال الفترة بين 2014 و2018 حول العالم، ونحو ثلث هؤلاء قتلوا في المنطقة العربية.
وبحسب التقرير، فإن سوريا تأتي في المرتبة الأولى كأشد البلدان فتكا بالصحفيين، حيث بلغت حصيلة القتلى نحو 54 صحفيا، في حين وصل المجموع بالعراق إلى 36.
أما في اليمن فقد بلغ عدد القتلى من الصحفيين 31 صحفيا في العام الواحد، كما يتعرض الصحفي لانتهاكات جسيمة لا تقف عند حد المصادرة وإغلاق المؤسسات الإعلامية، بل تتعدى ذلك للقتل والتعذيب والإخفاء القصري، وصنف التقرير الأممي ليبيا إحدى أخطر الساحات في العالم على الصحفيين.
كما وضعت إحصائيات اليونسكو دول أميركا اللاتينية والكاريبي في المرتبة الثانية بعد المنطقة العربية من حيث عدد اغتيالات الصحفيين.
وعلى رأس قائمة هذه الدول جاءت المكسيك التي قتل فيها 53 صحفيا خلال السنوات الخمس الماضية، فقد تحول البلد إلى ما يشبه مقبرة للصحفيين الذين يغتالون في وضح النهار بمنازلهم أو في طريقهم إلى العمل.
وقد أصبح الصحفيون مهددين في أغلب الأحيان بسبب التقارير التي يعدونها في مجال السياسية وتفشي الفساد والجريمة المنظمة.
في هذه الأثناء يواصل نظام آل سعود اعتقالاته التعسفية بحق الكُتاب والأدباء والنشطاء والاعلاميين السعوديين بلا أسباب قانونية أو تهم واضحة ويحرمهم من حقهم بعرضهم على القضاء وفق محاكمات عادلة وفق القانون.
الصحفي علاء برنجي المعتقل تعسفياً في سجون سلطات آل سعود منذ عام 2014 بدون أسباب قانونية أو تهمة واضحة قدمته السلطات إلى محاكمة سرية جائرة حُكم بها 5 سنوات سجن ثم زادت الحُكم إلى 7 سنوات.
ما جرى مع الصحفي علاء برنجي يختصر معاناة العشرات من الصحفيين المعتقلين تعسفياً في المملكة، بلا أسباب قانونية.
حيث اعتقلته سلطات آل سعود يوم 13 مايو/أيار 2014 أثناء عودته مع عائلته من البحرين.
وقد تعرض برنجي لسوء المعاملة داخل السجن، حيث حُرم من ضوء النهار مدة تزيد عن ثلاثة أشهر رغم أنه يعاني من مرض جلدي.
وكان المدون والصحفي السعودي قد اعتُقل بسبب تصريحات وتعليقات ناقدة نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي.
وحكمت محكمة تابعة لنظام آل سعود على الصحفي علاء برنجي بالسجن 5 سنوات وغرامة قدرها 50 ألف ريال وحظر للسفر لمدة 8 سنوات.
كذلك قضت المحكمة بإغلاق حساب الصحفي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وكان برنجي يكتب في صحف مقالاته في صحف سعودية كبرى كعكاظ والشرق والبلاد.
وطالبت مؤسسات ومنظمات دولية مرارا سلطات آل سعود بالإفراج الفوري عنه وعن جميع ضحايا القلم الحر.
من هؤلاء الكاتب جميل فارسي الذي اعتقلته سلطات آل سعود تعسفيًا في 25 سبتمبر2017 من دون سبب قانوني.
وتم اعتقال فارسي تم بسبب رفضه التطبيع مع إسرائيل ودعوته إلى التعامل معها ككيان محتل وعدو وليس كدولة.
وقال فارسي في مقابلة قبل اعتقاله إنه لا يمكن تقبل فكرة التعامل مع إسرائيل، مضيفا أنه في حال العجز عن مواجهتها عسكريا، فلا أقل من مواجهتها دبلوماسيا.
وأوضح أن على المملكة والدول العربية استغلال العلاقة الجيدة مع واشنطن من أجل الضغط على إسرائيل في القضية الفلسطينية.
وذكرت مصادر، أنباء عن تدهور الحالة الصحية والنفسية لمعتقل الرأي فارسي بسبب التضييق عليه، ومنع الأدوية عنه، بأوامر من محمد بن سلمان.
ووجه نشطاء عبر موقع “تويتر”، رسالة لعوائل جدة العريقة وأعيانها المحترمين ورجال أعمالها الكبار وشخصياتها المؤثرة، للتدخل لإنقاذ “فارسي” من المصير الذي ينتظره نتيجة للتضييق عليه من قبل إدارة السجن.
وأكد “النشطاء” أن “الفارسي” يعاني تدهورًا في حالته الصحية والنفسية، بعد أن وجه “ابن سلمان” بمزيد من التضييق عليه والمبالغة في أذيته.
في السياق اعتقلت سلطات آل سعود الناشط والمترجم نايف الهنداس ضمن حملة إبريل/2018 دون توجيه تهمة له ودون وجود مسوغ قانوني لاعتقاله.
ولا تزال أخبار الناشط الهنداس منقطعة تماماً منذ اعتقاله مطلع ابريل الماضي.
والمعتقل الهنداس هو كاتب وناشط حقوقي ومترجم وله عشرات المقالات التي تُعنى بقضايا المرأة والمجتمع وبعض الأبحاث في الفلسفة.
ولم يتوقف قمع سلطات آل سعود لمعارضيها بالاعتقال ففي أحد أبشع الحوادث التي لاقت صدى كبيراً في العالم، قتل الكاتب المعارض خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، على يد فريق اغتيال سعودي مقرب من بن سلمان.
وبينت بعدها الاستخبارات التركية والأمريكية تورط بن سلمان بهذه الجريمة.
ممارسات سلطات آل سعود بحق معارضيها باتت تثير مخاوف الكثير من المعارضين داخل وخارج البلاد، وباتوا على غير مأمن من أوضاعهم.
كما وصل الأمر إلى مخاوف أخرى من قدوم معارضين من دول أخرى إلى المملكة، لأداء فرضية الحج أو العمرة، فهم باتوا مهددين بالاعتقال التعسفي من قبل السلطات هناك.