فضح تحقيق صحفي أبرز شيوخ التطبيع في السعودية بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان الساعي علنا للتطبيع والتحالف مع إسرائيل.
ونشرت منصة “عين على السعودية” تحقيقا مصورا يتناول شيوخ التطبيع في السعودية حيث يلوون النصوص الشرعية ويستحضرون قصص الصلح في التاريخ الإسلامي ويُسقطونها على تطبيع محمد بن سلمان مع إسرائيل.
وتناول التحقيق أبرز شيوخ التطبيع في السعودية واستعراض أدوارهم وكيف يُلبسون على الناس دينهم بعد أن قلب محمد بن سلمان أدوراهم واستخدمهم لشيطنة المقاومة الفلسطينية ووصفها بالإرهابية.
يلوون النصوص الشرعية
يستحضرون قصص الصلح في التاريخ الإسلامي
ويُسقطونها على تطبيع بن سلمان مع الاحتلال
من هم أبرز شيوخ التطبيع في السعودية؟
ما أدوارهم؟ وكيف يُلبسون على الناس دينهم؟ pic.twitter.com/hyKVJtVlpm— عين على السعودية (@3eenKSA) November 13, 2023
بموازاة ذلك عمد محمد بن سلمان منذ سنوات إلى تغييب علماء السعودية ممن ناصروا فلسطين في السجون في وقت تشتد فيه الحاجة لأصواتهم في ظل حرب إسرائيل على غزة.
والثابت أن عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتسم بقمع العلماء، حيث بدأ نجله محمد، سلم صعوده هرم السلطة بسلسلة إجراءات لتعزيز سلطته، كان أبرزها شن حملة اعتقالات طالت الدعاة والمفكرين والإصلاحيين والكتاب وكافة المؤثرين في المملكة.
وجرت تلك الاعتقالات عقب شهور قليلة من وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، وأتبعها باعتقالات أخرى طالت الأمراء.
أما هيئة كبار العلماء التي يرأسها عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، فلم يسمع لها همسا حول ما يحدث في غزة، ولم يعد لدى أعضائها القدرة على أن يحلوا حلالا أو يحرموا حراما، وأصبحت كل أعمالهم مجرد دعاية وتطبيل وتملق لابن سلمان وشرعنة لطغيانه، وترهيب من الخروج عن ولي الأمر والترويج للنمط الحديث من الحريات التي تروج لها السلطة.
وبحسب صحيفة “صوت الناس” المعارضة، تحولت هيئة كبار العلماء إلى منظمة إغاثة يقتصر دورها على الحث على المساهمة في إغاثة الفلسطينيين في غزة وجمع التبرعات.
ولم تخل هذه الدعوة من مجاملة وملاطفة السلطة بتصريح من آل الشيخ بأن إطلاق الحملة الشعبية السعودية من الأعمال العظيمة والخيرة التي تؤكد حرص القيادة في هذا البلد على تلمس حاجات المنكوبين والمحتاجين للمساعدة.
بينما العلماء من أصحاب المواقف الصلبة المناهضة للاحتلال والمناصرة للفلسطينيين فلا يزالوا مقموعين داخل سجون موصدة، وأصواتهم مغيبة وأفواههم مكممة، وحقوقهم منتهكة، ينفذون أحكاما قاسية، ويعاد تدويرهم في قضايا جديدة، وتضاعف الأحكام الصادر بسجنهم، وبعضهم يترقب تنفيذ أحكاما بالإعدام صادرة من قضاة مشكوك في نزاهتهم.
ومن أبرز هؤلاء العلماء ودعاة الإصلاح المعتقلين في عهد سلمان الذي بُويع ملكا للسعودية في يناير/كانون الأول 2015 عقب وفاة الملك عبدالله، سلمان العودة، وعوض القرني، وعبدالعزيز الطريفي، ناصر العمر، علي العمري، محمد موسى الشريف، علي بادحدح، عادل باناعمة، بدر المشاري، سفر الحوالي، إبراهيم الحارثي، وغيرهم كثيرين.
في المقابل فإنه في خضم تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين، عمد محمد بن سلمان إلى حماية تيار صهيوني سعودي يدافع عن إسرائيل ويشيطن فصائل المقاومة الفلسطينية.
وبدا واضحا أن تيارا صهيونيا سعوديا مدفوعا بتوجهات حكومية حمل على عاتقه مهمة مناهضة القضية الفلسطينية وشيطنة الفلسطينيين وتزكية الاحتلال الإسرائيلي وتلميعه والتعاطف معه.
ويعتمد هذا التيار في التعامل مع الإسرائيليين كملائكة منزلين لهم الحق في الأرض والعيش والمؤاخاة، وبرز بقوة دور هذا التيار منذ أن استعرت الحربُ على غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بحسب صحيفة “صوت الناس” المعارضة.
وبعد الربيع العربي ومع صعود بن سلمان لسلم السلطة، ظهرت أصوات نشاز بينهم كتاب وصحفيين وإعلاميين وناشطين لم يكونوا معروفين من قبل، يتحدثون عما أسموه “حق الصهاينة في فلسطين”، وتبنوا خطابات معادية للفلسطينيين، ويزعمون أن الحكومة فعلت كل شيء للقضية الفلسطينية، ويروجون إلى أن التقارب مع المحتل أمرا يجب أن يكون واقعاً.
وتكشف تباعا مع تلاحق الأحداث أن أصحاب تلك الأصوات ما هم إلا مأجورين ومتملقين ويدورون في فلك السلطات الحاكمة لفرش أرضية تمهيدية لتهيئة الشعب السعودي لتمرير التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي “المرفوض شعبيا”، والذي كشف بن سلمان قبل أقل من 20 يوما من عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر أن الرياض وتل أبيب اقتربا من تحقيقه.
ومع تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة وتدمير الاحتلال للبنية التحتية واستهداف المستشفيات وقتل قرابة الـ10 آلاف فلسطيني بينهم أطفال ونساء، تبنى تيار سعودي الرواية الإسرائيلية وبرر له جرائمه الوحشية وعدوانه، وخرج معلنا أن “إسرائيل ليست قضيتي”، بل ولم يجدوا حرجا في الظهور على القنوات الإسرائيلية لإعلان الدعم والتأييد للاحتلال