أظهر موقع بريطاني شكوكا واسعة في احتمال تتويج ولي العهد محمد بن سلمان ملكا خلفا لوالده الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز.
وعرض موقع “ميدل إيست آي” في مقال للكاتب البريطاني ديفيد هيرست, توقعات مفاجئة لأسرة آل سعود المالكة بشأن مصير بن سلمان، كاشفا أن مقربين من عائلة آل سعود الحاكمة يعتقدون أن محمد بن سلمان قد لا يتوج ملكًا للبلاد.
وأشار الكاتب إلى أن “الولايات المتحدة بدأت تدرك أن سياسات محمد بن سلمان في الخليج والمنطقة تُشكِّل عبئًا كبيرًا على مصالحها العسكرية والاستراتيجية”.
وأكد “هيرست”، أن العائلة المالكة في المملكة تدرك أن محمد بن سلمان أصبح محاطًا بشخصيات تدين بالولاء الكامل والمطلق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
ورأى الكاتب أن محمد بن زايد استغل صعود محمد بن سلمان إلى السلطة في المملكة من أجل فرض أجندة الإمارات عن طريق الرياض باعتبارها القائد للسنة في العالم الإسلامي.
وأكد “هيرست” أن محمد بن زايد سخّر إمكانيات الإمارات في الولايات المتحدة من أجل تمهيد الطريق أمام محمد بن سلمان لحكم المملكة بدعم من أمريكا؛ فضلًا عن العلاقات المتينة مع البيت الأبيض.
وأوضح الكاتب البريطاني، أن الشخصيات المحيطة بولي عهد المملكة محمد بن سلمان، تعمل على مراقبة ما يحدث داخل العائلة المالكة وسياسات الرياض، وتنقلها إلى أبو ظبي.
وعندما بزغ نجم محمد بن سلمان، الأمير الشاب المتعطش للسلطة، لم يتردد ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الأكبر سنا والأرجح عقلا في اغتنام الفرصة.
وكان هو وسفيره في واشنطن يوسف العتيبة، وليس المؤسسة الحاكمة في المملكة، من شق الطريق باتجاه باب المكتب البيضاوي في البيت الأبيض للترويج لمحمد بن سلمان، كما كنت ذكرت في تقارير سابقة.
ليس المقصود من ذلك تبرئة ولي العهد من المسؤولية عن حالة الرعب التي أوجدها في بلده، إذ لم يكف منذ أن جاء إلى السلطة عن اعتقال وتعذيب المعارضين السياسيين والتنكيل بهم وبمن يناصبه العداء أو ينافسه من أفراد عائلته، وكل ذلك بحجة مكافحة الفساد وباسم التحديث.
لم يغب عن بقية أفراد العائلة الحاكمة في المملكة أن محمد بن سلمان بات الآن محاطا بعصابة ممن يدينون بالولاء، أولا وقبل كل شيء لولي عهد أبوظبي.
وحتى بعد أن أصبح أميرهم المطواع يهيمن بشكل تام على العائلة الحاكمة داخل المملكة، لا يفتر الإماراتيون عن تتبع شؤون الرياض ومراقبة ما يجري فيها ورصد أي انحراف يمنة أو يسرة، مهما كان ضئيلا.
إن اللهجة واضحة, فالقيادة الإماراتية متنبهة إلى حالة الضعف السعودية وتتعامل معها بازدراء تام، إلا أن الإماراتيين يمارسون مع محمد بن سلمان لعبة الروليت الروسية الخطرة.
واعتبر “هيرست” أن المملكة تخلت عن قضايا المسلمين الرئيسية، مثل القضية الفلسطينية بإقامة علاقات مباشرة مع إسرائيل، والتخلي عن كشمير الإسلامية للهند في سبيل توطيد علاقات محمد بن سلمان الخارجية.
وفتحت الوصاية التي يمارسها محمد بن زايد، انطلق ولي عهد المملكة ليقيم بنفسه علاقات مباشرة مع إسرائيل وليضرب بالفلسطينيين عرض الحائط.
لقد درب ولي عهد أبوظبي تلميذه محمد بن سلمان على تجاهل مشاعر المسلمين وتجاهل الإرث السعودي، إلا أن هذه ملفات ثقيلة يصعب على المملكة التخلي عنها، ولو حصل، فإن تكلفة ذلك في العالمين العربي والإسلامي ستكون باهظة جدا، ولن يتم دفع هذه التكلفة من قبل مشروع تجاري صغير مثل الإمارات العربية المتحدة، وإنما ستدفعها دولة مثل المملكة، التي تزداد ضعفا عاما بعد عام في ظل الحكم الحالي.
وتعيش العلاقات السعودية – الإماراتية في الوقت الراهن حالة من التوترات بسبب الاختلاف في عدد من القضايا وعلى رأسها الحرب في اليمن، وهو ما ظهر جليًا في أحداث عدن.