وصفت مجلة foreignpolicy الأمريكية ولي العهد محمد بن سلمان بأنه شريك صامت في التطبيع مع إسرائيل والتعاون مع الأطراف الدولية في توفير الحماية والدعم الأمني لتل أبيب.
وأبرزت المجلة استمرار تأكيد الحكومة السعودية علناً أنها لا تزال ملتزمة بالتطبيع، على الرغم من أن المسؤولين في الرياض يقولون إنهم سيحتاجون إلى إحراز تقدم جدي نحو إقامة دولة فلسطينية.
ورأت المجلة أنه حتى بعد كل أعمال العنف وإراقة دماء الأبرياء في غزة، فإن حقيقة أن السعوديين ما زالوا راغبين في المضي قدماً مع الإسرائيليين تنبئنا بالكثير عن موقع القضية الفلسطينية بين أولويات القادة العرب.
وأشارت إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة خلال الأشهر الستة الماضية وضعت ضغوطا كبيرة على علاقات تل أبيب مع الدول العربية، وخاصة مصر والأردن.
ومن بين الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لا يزال سفراء المغرب ومصر والإمارات موجودين في تل أبيب.
وبحسب المجلة فإنه بعد كل أعمال العنف والتوتر الدبلوماسي، أصبح من الروتيني أن يتساءل الصحفيون والمحللون عما إذا كانت اتفاقيات أبراهام، الصفقة الدبلوماسية التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من دول الخليج قد ماتت الآن.
ورأت المجلة أنه نظراً لأهوال غزة وما يصاحبها من غضب العديد من سكان الشرق الأوسط بسبب مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء على أيدي القوات الإسرائيلية، فليس هناك زعيم عربي واحد على استعداد للتحالف علناً مع إسرائيل – ناهيك عن ذلك. جعله آمنا.
ومع ذلك فإن الدفاع عن المجال الجوي ومنع تفاقم الصراع الإقليمي المستمر يؤدي إلى نفس النتيجة: مساعدة إسرائيل، بحسب المجلة.
وبغض النظر عن التشجيع في الأيام الأخيرة، فإن العمليات العسكرية المنسقة التي حمت إسرائيل من الخسائر البشرية والدمار الجماعي تسلط الضوء على متانة معاهدتي السلام الأردنية-الإسرائيلية، والمصرية -الإسرائيلية، فضلاً عن اتفاقيات التطبيع لعام 2020.
ولا شك أن العلاقات بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية شهدت توتراً في السنوات الأخيرة، حيث ركز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاهتمام على تطوير العلاقات مع دول الخليج وانخرط في سياسات استفزازية في القدس والضفة الغربية.
وقد أدى هذا إلى خلق صعوبات سياسية بالنسبة لعبد الله، الأمر الذي هدد التوازن الدقيق بين مطالب الأغلبية الفلسطينية من السكان في الأردن، والحركة الإسلامية النشطة، وزعماء القبائل في الضفة الشرقية، إلى جانب الضرورة الاستراتيجية للحفاظ على علاقة لا تحظى بشعبية كبيرة مع إسرائيل.
وقالت إن العلاقات بين الحكومات العربية – التي تعرضت شرعيتها للخطر، جزئياً بسبب علاقاتها مع الإسرائيليين – والدولة الإسرائيلية التي طردت الفلسطينيين وقمعتهم لن تكون موجودة لولا القادة الاستبداديين والدعم الذي يتمتعون به في واشنطن.
وأضافت “تنطبق نفس الحجة الأساسية على اتفاقيات إبراهيم، والتي بموجبها تطور التعاون الأمني بسرعة بعد سنوات من التعاون غير الرسمي والسري”.
وتابعت “لا يوجد زعيم في الخليج يثق بنتنياهو، وهم يتراجعون عما فعله الجيش الإسرائيلي في غزة، لكن الإماراتيين والبحرينيين والسعوديين (الذين هم شركاء صامتون في اتفاقيات إبراهيم) يكرهون ويخشون بالتأكيد إيران أكثر”.
وهذا يؤكد ما يعرفه الجميع بالفعل عن الاتفاقات ولماذا يشعر مؤيدو الفلسطينيين بالغضب الشديد منها: فالزعماء العرب الذين قاموا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل يعلقون أهمية أكبر على درء التحدي الإيراني أكثر من إقامة الدولة الفلسطينية.
وعلى الرغم من غياب بعض السفراء العرب في إسرائيل طوال هذه الأشهر من العنف الصادم، لم تقطع أي من الدول العربية التي تصالحت مع إسرائيل أو تتعاون معها سرا علاقاتها بشكل كامل ومنها السعودية.